الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسواق التقليدية في شرق عمان.. سياحة تعبق بالتاريخ

الأسواق التقليدية في شرق عمان.. سياحة تعبق بالتاريخ
1 سبتمبر 2013 20:27
شرق عمان يعتبر من أقدم مناطق السلطنة على الإطلاق، حيث كانت مدن الشرق من المدن التاريخية التي كانت تجوب سفنها بحار العالم لتصل إلى شرق أفريقيا وأيضا إلى البصرة وغيرها، ولذلك تجد أن أزقتها وخانات تلك المدن عبارة عن أسواق تاريخية تحتضن الصناعات التقليدية، ومن المعروف أن الأسواق تعد من جوانب السياحة في أي بلد، ولذا اعتمدت السلطنة على الاهتمام بالأسواق وأعطتها الأولوية في المشاريع السياحية والاقتصادية. تتميز أسواق عمان بأنها سياحة من نافذة مختلفة تشجع على شراء المصنوعات التراثية واليدوية التي عرف بها العمانيون وزينت سيرتهم. وتعتبر سوق ولاية صور من الأسواق العريقة كون صور تعرف بماضيها البحري فهي ملتقى السفن، التي كانت تجوب المحيطات وتدخل إلى خليج عمان في رحلة تجارية متميزة. ميزات السوق يقول محمد القاسمي من سكان ولاية صور «تم ربط السوق أو المنطقة الواقع فيها السوق بجسر معلق يربطها بالجزء الجنوبي الشرقي من ولاية صور حيث الطريق الممتد إلى رأس الحد والاشخرة ومن ثم إلى وسط عمان ومنها إلى جنوبه. ويضيف «من أشهر المناطق التجارية في ولاية صور سوق الساحل المصنفة كإحدى أفضل الأسواق في السلطنة، وهي سوق تمتد من المناطق السكنية في الساحل وتصل إلى حدود دوار العفية». ويقول البائع خميس يوسف، الذي لديه محل لبيع الفضيات والأسلحة التقليدية القديمة «تتمتع هذه السوق بوجود العديد من المحال التجارية المختلفة كسوق للصناعات الحرفية التي تتمثل في العصي والخناجر والسيوف القديمة التي عرف بها العمانيون، كما تتميز بوجود الكثير من المحال الحديثة التي تباع فيها الأدوات العصرية كالأدوات التكنولوجية والكهربائية والغذائية والمطاعم السياحية التي تمتاز بالوجبات الشعبية الصورية كالمالح والقاشع والمكبوس الصوري وغيرها». ويضيف خميس «تعتبر سوق صور مركزا تاريخيا وجزءا من ولاية صور العريقة، فهي تمتاز بتوهج الألوان المختلفة والأذواق المستوردة والروائح المختلفة، ما يجعلها المكان المناسب الذي يستحق أن يتجول فيه المرء نهاراً أو ليلاً بين محال بيع الذهب والبهارات والخياطة والصناعات الحرفية». إلى ذلك، يقول مدير بلدية ولاية صورة سليمان السنيدي «أدخلت على السوق تحسينات جميلة وذلك بوضع الشارع الذي يمر في عمق السـوق مــمرا واحدا بحيث يخفف من الزحام عليه، ويستمتع السائق أو العابر من التجوال بالمركبة ورؤية المحال واختيار المكان المناسب الذي يريد النزول به». ويضيف «أصبح شاطئ صور من الشواطئ الجميلة التي تنزل فيها السفن السياحية، وتكون نقطة سياحية لها في الخريطة السياحية التي تجوبها حيث دخلت إلى مرفأ ولاية صور خلال الثلاثة أشهر الماضية أكثر من خمس سفن سياحية تحمل على متنها أكثر من ألفي سائح، كانوا يجوبون أسواق صور الصغيرة وسوق صور الكبيرة حيث تتميز هذه السوق بعبق ماضيها وتاريخها إذ أنها امتداد من صور القديمة يصفونها بأنها درة الساحل الشرقي للسلطنة، وقد كانت منفذاً رئيساً للتجارة والأسفار من خلال أسطولها الذي لعب دوراً تاريخياً مهماً في الحركة التجارية. وربما لكونها بوابة عُمان الشرقية وملتقى تاريخيا للطرق البحرية، فقد اتخذها مالك بن فهم الأزدي العماني عاصمة لمملكته عام 2500 قبل الميلاد، حيث أصبحت قلهات مركزاً حضارياً مهماً ازدهرت من خلاله ولاية صور». «فتح الخير» يقول عبدالله القاسمي «من أبرز السفن التي كانت تجوب أسواق العالم الموجودة حاليا في ولاية صور سفينة «فتح الخير»، التي تعتبر آخر السفن التي كان يضمها الأسطول البحري الضخم، الذي كانت تمتلكه ولاية صور والذي كان له الفضل الكبير في التعريف بعمان في شتى الموانئ التي رست فيها سفن ذلك الأسطول حيث تكللت جهود المخلصين من أبناء صور في شرائها وإعادتها إلى موطنها الأصلي الذي صنعت فيه. وتمتاز «فتح الخير» بمتانة صنعها وجودة أخشابها وجمال شكلها ما جعلها تحفة تاريخية تمثل ذلك الماضي المجيد لأهالي صور قباطنة وصناعا وبحارة». ويضيف لقد عادت «فتح الخير» إلى صور عام 1993 بعد شرائها من اليمن. وقد خدمت هذه السفينة مدة 43 سنة منها 24 سنة في صور و19 سنة في دبي واليمن بعد بيعها، وقد أبحرت إلى جميع موانئ الخليج والجزيرة العربية وموانئ الهند وسواحل إفريقيا الشرقية. حيث صنعت في عام 1370هـ الموافق 1951م بحي الرشة بمدينة صور، وأشرف على صنعها محمد بن خميس الشقاق وتعود ملكيتها للنوخذة سعيد بن علي بن خميس ولد شيلة القاسمي، وقد استغرق صنعها عاما كاملا، وشارك في صنعها عدد من أمهر النجارين في ذلك الوقت وهي أول سفينة تتحول من نظام الأشرعة إلى محركات الديزل وتم ذلك في عام 1957م.? وتتكون ألواحها من أخشاب الساج والبنطيج والسدر والميط والقرط والفيني وقاعدتها من خشب الين جلي أما الصاري فمن خشب ألفيني». في هذا الإطار، يقول محمد الداودي من ولاية صور «السفن السياحية الكبيرة التي تزور ولاية صور ترسو على ساحلها، وتنزل السياح إليها ليمضوا نحو السوق التي تعتبر مهد الولاية من الطريق المؤدي بينه وبين الميناء وتستقطب السياح لشراء ما يرغبون به من سلع ذات جودة وصناعات معروفة ذات هوية عمانية ودلالات شعبية». ويؤكد «يأتي تطوير وتحسين بيئة السوق، والقيام بأعمال تطويرية للسوق والمناطق المحيطة بها وتحفيز الاستثمار فيها، وهي بمثابة هدف رئيس يضعه القائمون على تطوير مشاريع الأسواق من خلال العمل على حصر معوقات التطوير، التي يقف على رأسها ظهور مبان حديثة داخل السوق، والقيام بإنشاءات تسهم في تجميل السوق وإضفاء الطابع الجمالي والإبداعي على مداخلها ومخارجها، وتنظيم المحال كل حسب قطاعات البيع فيه». ملامح العمارة ولاية صور تميزت بسوقها التقليدية، وفيها طراز العمران المستوحى من تأثير التجارة التاريخية لها ووصولها إلى بلدان بعيدة حيث تجد أن طبيعة العمران فيها تعتمد على نمط العمارة الإسلامية فبدت منازلها واجهات متاحف لفن العمارة، وكذلك حرصت جهات الاختصاص على الحفاظ عليها لأنها تقدم نماذج رائعة من فنون العمارة، وقد واكبتها الشوارع الواسعة المزينة بالحدائق المصطفة على جوانب الشوارع والممرات. يقول علي الزدجالي «في ولاية صور يتجسد الحرص على التراث واضحا في تحقيق الأبعاد الجمالية للعمارة في شكلها المحافظ على الزخرفة والتزيين الإسلامي البديع؛ فهناك إضافات جمالية مستلهمة من تصاميم القلاع والحصون والبيوت الأثرية القديمة في ولاية صور نراها تستعمل في العديد من المباني والمنازل الحديثة. فالأبواب في بعض المباني الحديثة تشبه أبواب القلاع، وهي مصنوعة غالبا من الخشب المتين المزخرف بأشكال هندسية متناسقة ونقوش متعددة وغالبا ما تأخذ هذه النقوش تشكيلاتها من الفنون التقليدية، وهي تزين الأبواب كما الأقواس والنوافذ التي تشبه المحاريب وكثيرا ما تنقش عليها الآيات القرآنية الكريمة».
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©