البلوغ المبكر وقصر مدة المراهقة يؤثران على نمط السلوك والمزاج الشخصي

أبوظبي (الاتحاد) - يُمثل البلوغ نقطة تحول جوهرية في حياة كل شخص، وعلى الرغم من أنه سال مداد كثير من العلماء والباحثين وهم يكتبون عن التغيرات التي تُرافق مرحلة بلوغ كل شخص، فإنهم لم يكشفوا إلا عن القليل على مستوى تغير سلوك البالغ. وأظهرت دراسة جديدة اشترك في إنجازها باحثون من جامعة ديوك في بنسلفانيا وآخرون من جامعة كاليفورنيا ونُشرت في عدد سبتمبر الجاري من مجلة “علم النفس التطوري” أن المشكلات السلوكية والمزاجية لكل شخص يمكن أن تكون مؤشراً عن تحديد تأخر وقت البلوغ أو بكوره، وأيضاً عن وتيرة تقدمه. وقال الباحثون، إن البلوغ ليس عملية منتظمة أو ذات منحى أفقي، بل إن مسارها قد يختلف ويتغير بشكل كبير من شخص إلى آخر. وأشرك الباحثون في هذه الدراسة 364 ولداً و373 فتاةً كلهم من البيض عند بلوغهم وطوال ست سنوات. فوجدوا أن الفتيات يبلغن في وقت مبكر مقارنةً بالأولاد، وأن وتيرة التغيرات التي تشهدها أجسامهم وشخصياتهم تكون أسرع عند الفتيات مما هو عليه الحال عند الفتيان. وأفاد الباحثون بأن تسارع وتيرة التغيرات أو تباطؤها له علاقة بالمشكلات النفسية التي يعيشها كل شخص على حدة خلال هذه الفترة كالاكتئاب أو القلق أو الرفض المجتمعي وغيره من الأعراض، وأيضاً بالسلوكات المنحرفة التي تصدر عن بعض المراهقين مثل الكذب أو الغش. أما لدى الأولاد، فوجدوا أن سرعة وتيرة مراحل البلوغ لدى البعض يُعزى أكثر إلى مشكلات سلوكية. فالأولاد الذين يصلون مرحلة البلوغ قبل أقرانهم وتطرأ عليهم تغيرات بوتيرة أسرع من المعدل الطبيعي يُعانون في فترة مراهقتهم أكثر غيرهم. وتقول كريستين مارسو، مشرفة فريق البحث، تعليقاً على نتائج الدراسة “جوهر الفكرة التي تقوم عليها الدراسة هو أنه عندما تطرأ التغيرات الكبرى في البلوغ بشكل متسارع وخلال مدة أقصر، فإن المراهقين لا يكون لديهم الوقت الكافي للتأقلم مع هذه التغيرات، وهم ما يجعلهم أقل جاهزيةً على المستوى العاطفي للتعامل مع كافة التغيرات التي تطرأ عليهم”. وتضيف “هذا هو التفسير الذي وجدنا أنه الأكثر تبريراً للبلوغ المبكر، لكننا نرى مع ذلك أن الشيء نفسه قد يحدث إذا كانت مرحلة البلوغ قصيرة”. وتُشير الدراسة إلى أن وقت البلوغ ووتيرة تعاقب مراحل فترة المراهقة وتقدمها يؤثران على أنماط السلوك التي يتخذها المراهق بأشكال وطرق مختلفة. عن “لوس أنجلوس تايمز”