الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشاشات الجديدة» تقوض عرش التلفزيون قبل نهاية العام

«الشاشات الجديدة» تقوض عرش التلفزيون قبل نهاية العام
1 سبتمبر 2013 20:29
من المتوقع ألا ينتهي العام الجاري إلاّ وتكون شاشات الأجهزة الرقمية والمحمولة قد انتزعت للمرة الأولى التاج من أجهزة التلفزيون التقليدي التي كانت لعقود الحاضر الأول في الاستخدام، وهذا ما سيحدث على الأقل في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. ويؤشر هذا التطور في الأرقام إلى المدى الذي بلغه انتشار الأجهزة الرقمية وانتشارها، وتأثيرها على طرق الحصول على المعلومات والمحتويات وعادات الاستهلاك الإعلامي، وما ينطوي عليه ذلك من اتجاهات في أسواق وسائل الإعلام التقليدية والدعاية والتجارة الإلكترونية. المرة الأولى قدرت دراسة جديدة أن الوقت الذي يقضيه البالغون الأميركيون (من عمر الثماني عشرة سنة وما فوق) سيبلغ في نهاية العام الجاري، 2013، أكثر قليلا من خمس ساعات يوميا أمام أجهزتهم الهاتفية المحمولة واللوحات الرقمية وغيرها من الحواسيب مقابل أربع ساعات ونصف الساعة فقط أمام أجهزة التلفزيون. وقالت دراسة «أي ماركتير» إنه للمرة الأولى سيتجاوز الوقت الذي يقضيه المستخدمون في الولايات المتحدة في استخدام الأدوات الرقمية الوقت الذي يمضونه في مشاهدة التلفزيون، وأضافت أن الوقت المكرس للأجهزة الرقمية يتوقع أن يزداد بنسبة 15,8% بينما سيبقى مستقراً بالنسبة للتلفزيون. ورأى محللون أن هذه الأرقام تشكل تطورا مهما في خريطة استخدام الأجهزة في الولايات المتحدة علماً أن جهاز التلفزيون ما زال حاضرا في جميع المساكن تقريباً. ورغم أن هذا الاتجاه نحو الزيادة في استخدام الأجهزة الرقمية كان معروفا منذ بعض الوقت إلا أن أهمية الدراسة تبين أنه لا يتوقف عن الازدياد بسبب الموقع المتزايد للأجهزة المحمولة في حياة الأميركيين. وبدأت الظاهرة نفسها تتبلور في أوروبا ولاسيما في فرنسا حيث النمو الكبير في استهلاك الفيديو عبر الإنترنت (+33% في عدد المستخدمين العام الماضي) والذي أخذ يشمل جميع الأعمار بعدما كان مقتصرا على الشباب الصغار وفق ما جاء في صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية. وأظهرت دراسة «أي ماركتير» أن استخدام الشاشات المزدوجة، كمشاهدة التلفزيون واللوحة الرقمية الكفية في آن واحد، ينتظر أيضا أن يتوسع في الولايات المتحدة، كما إن أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت ستعيد خلط الأوراق. وقد تم رصد الظاهرة نفسها في أوروبا حيث تواصل الشاشة الثانية فرض نفسها إلى جانب التلفزيون، وأكدت تقارير اتجاه الفرنسيين المتزايد للجمع بين الشاشات، سواء كان ذلك تلفزيونا أو هاتفا ذكيا أو كمبيوتر كفيا و/أو شاشة كمبيوتر شخصيا حيث لم يعودوا يمارسون حياتهم اليومية من دون هذه الأجهزة. ووفقا لدراسة سنوية صدرت في يوليو الماضي بعنوان «سكرين 60» عن مؤسسة «ميديامتري» الفرنسية، فإن ثلاثة من كل أربعة أشخاص يعتبرون أنه لا مفر من هذه الأدوات التكنولوجية. وأظهرت الدراسة كذلك أن المستخدمين أصبحوا قلما يميزون بين هذه الأجهزة لتلقي محتويات الفيديو والمحتويات التلفزيونية، رغم أن أكثر من نصف المشمولين في استطلاع استندت إليه الدراسة ما زالوا يعتبرون أن التلفزيون هو شاشتهم المفضلة. تراجع الحواسيب الشخصية في نطاق اتجاهات أسواق الشاشات الجيدة، ومن أجل استكمال فهم أكثر تفصيلا للتغيرات في طريقة الاستعلام والاستهلاك التي تحول أسواق وسائل الإعلام التقليدية والدعاية والتجارة الإلكترونية، دعا مراقبون إلى ملاحظة انخفاض سوق الحواسيب الشخصية خلافا لطفرة سوق اللوحات الرقمية. فقد سجلت مبيعات الحواسيب الشخصية في أوروبا هبوطا واضحا مع التوقف عند أن التطورات في شاشات اللمس الأكثر تكيفا مع استخدام برامج الويندوز لم تكن كافية لدعم المبيعات. ولاحظ المراقبون كذلك أن تعدد الصيغ والأشكال للحواسيب التي أصبحت هجينة تجمع ما بين اللوحة الرقمية والحاسوب لم تسمح بدعم المبيعات. وشمل التراجع مبيعات شركة «اتش بي» الأميركية، التي وإن بقيت الأولى في مبيعات هذه الأجهزة في القارة القديمة، فقد تراجعت مبيعاتها بنسبة 20% خلال السنوات الثلاث السابقة، وفقا لدراسة لوكالة «جارتنر». وسجل السوق الأوروبي لأجهزة الحواسيب الشخصية في الفصل الثاني من العام الجاري نكسة بلغت نسبتها 20% خلال عام. ومنذ عام 2010 انخفضت بنسبة 25% مسجلا مبيع 10,9 مليون جهاز فقط، وأشارت الدراسة إلى أن هذه الظاهرة تكمن «فيما وراء النتائج المبسطة للأزمة الاقتصادية». كذلك شهدت مبيعات شركتي أيسر وأيسوس اللتين تملكان مراكز قوة في سوق الحواسيب المحمولة هبوطا بلغ على التوالي بنسبة 44,7% و41,7%. وحدها «لونوفو» (الرقم 3 وراء «اتش بي» و»ايسر») سجلت تقدما بنحو 19% في مبيعاتها. وقد استفادت هذه المجموعة الصينية تحديدا من المشتريات الحديثة في أوروبا وخاصة في ألمانيا. ويعلق البعض الآمال على نهاية سنة جيدة على نسخة برنامج مايكروسوفت ويندوز 8.1 حيث إن صانعي الحواسيب الشخصية كانوا يأملون في عودة ارتفاع مبيعاتهم بفضل هذا البرنامج، حيث إن استخدام ويندوز8.1 يتطلب توافر شاشة ملموسة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©