الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

«سامسونج» تتوسع في إنتاج البيوت الذكية

«سامسونج» تتوسع في إنتاج البيوت الذكية
19 سبتمبر 2014 22:36
لم تحظَ ثلاجة وغسالة معروضتان في أحد مراكز عرض شركة سامسونج في مقرها بمدينة سيؤول، بذات الاهتمام الذي تجده الأجهزة اللوحية الأخرى التي تقوم بإنتاجها الشركة الكورية الجنوبية. وربما تفتقر مثل هذه الأجهزة المنزلية للجاذبية التي تتميز بها هواتف سامسونج الذكية والتليفزيونات عالية الدقة، بيد أنها تشكل محور استراتيجية الشركة التي تهدف لتبني تقنيات البيوت الذكية. وعبرت الشركة مؤخراً عن طموحاتها بإنشاء قطاع خاص بالبيوت الذكية، عندما قامت بشراء كويتسايد، الشركة الأميركية العاملة في توزيع أجهزة التبريد. كما أعلنت قبل عقد هذه الصفقة، عن اتفاقية بشراء سمارت ثينجز مقابل 200 مليون دولار، الشركة الأميركية المنتجة للمنصة التي يمكن من خلالها التحكم في الأجهزة المنزلية والمرافق ونظام الأمن باستخدام الهواتف الذكية. وتؤكد هذه الاتفاقيات، عزم سامسونج على زيادة سلسلة منتجاتها الإلكترونية الضخمة لتصبح رائدة في مجال إنترنت الأشياء. وتخوض الشركة منافسة ضد جوجل وآبل لإنشاء وتطوير الأنظمة البرمجية، التي تسمح للمستخدم بالتحكم في عدد كبير من الأجهزة، بما في ذلك شاشات المراقبة وأجهزة قياس الحرارة للأطفال. عمليات استحواذ ومن المنتظر أن تساعد هذه الصفقات، في تحقيق تطلعات سامسونج للسعي وراء النمو، من خلال المزيد من عمليات الاستحواذ. كما أنها جاءت في وقت مشوب بكثير من القلق بشأن توقعات النمو. ونجح قطاع الهواتف المحمولة في الشركة، في تحقيق أرباح كبيرة خلال الثلاث سنوات الماضية، ما أهلها لاحتلال المقدمة كأكبر شركة في العالم لصناعة الهواتف الذكية من حيث المبيعات. لكن، أخذت هذه الأرباح في التراجع، نظراً للمنافسة من قبل المنتجات الرخيصة التي تقوم بصناعتها الشركات الصينية. وفي غضون ذلك، انخفضت أرباح سامسونج التشغيلية بنسبة قدرها 24% خلال الربع الثاني من العام الجاري للربع الثالث على التوالي. وربما يعود قطاع سامسونج للأجهزة المنزلية للانتعاش، بفضل دخوله في مجال إنترنت الأشياء، الذي كان يُنظر له ولفترة طويلة من الوقت، كقطاع يتميز بالركود وبطء النمو وقلة الأرباح. وفي حين تعتبر الشركة الرائدة في العالم من حيث مبيعات التليفزيونات، تظل السوق العالمية لكثير من الأجهزة المنزلية الإلكترونية الأخرى، مجزأة بين عدد كبير من الشركات الإقليمية. الاتصال بالشبكة ويقول سي دبليو شونج، المحلل في بنك نوميورا: “إذا أدرك الناس حقيقة توصيل الأجهزة المنزلية التي تنتجها سامسونج بالشبكة، ربما يحثهم ذلك على دفع مبالغ كبيرة مقابل اقتنائها. كما من الممكن أن يشجع تأثير الشبكة، المستهلكين على شراء مجموعة من أجهزة سامسونج المنزلية”. واستغلت آبل بالفعل طريقة مماثلة من خلال المقاربة بين كمبيوتر ماك بوك وجهازي آي باد وآي فون، بينما من المرجح أن تثبت الشركة الأميركية مقدرتها في منافسة سامسونج في مجال الأجهزة المنزلية الذكية أيضاً. وفي هذا الخصوص، طرحت أبل منصة هوم كيت، البرنامج الذي من الممكن أن يستخدمه مطوري البرامج الذين عكفوا على تطوير مركز للتنسيق بين هذه الأجهزة، للدمج بين الأجهزة المنزلية وأجهزة الآي فون. وتستثمر شركة جوجل كذلك بكثافة في هذا المجال، حيث أنفقت نحو 3,7 مليار دولار خلال الثماني أشهر الماضية في مختبرات نيست المخصصة لإنتاج الأجهزة الذكية لقياس الحرارة واكتشاف الحرائق وفي دروب كام لإنتاج كاميرات المراقبة المنزلية. ويقول مارك نيومان، المحلل في مؤسسة برنستاين البحثية: “تختلف الشركات الثلاث كل عن الأخرى، حيث تملك سامسونج جميع المواد الهامة لعمليات التصنيع، بينما تبرز جوجل في جانب نظام التشغيل وتملك أبل نموذجاً يتميز بترابط قوي”. وعلى النقيض من آبل، تسعى سامسونج لإنشاء نموذج منصة مفتوحة يمكن لعدد من المجموعات العمل من خلالها. وكوَّنت الشركة في أغسطس الماضي شراكة مع كل من إنتل وديل، بهدف تطوير تقنيات قادرة على جعل الأجهزة المنزلية، التي تقوم بصناعتها بعض الشركات، تتلاءم مع طلب السوق. كما أعلنت بعد فترة من ذلك، عن عقد شراكة مماثلة مع شركة نست للأجهزة المنزلية وشركة إرم القابضة لتصميم الرقاقات. وعلى الرغم من القبول الكبير الذي حُظي به مفهوم البيوت الذكية، تواصل العمل فيها لعدد من السنوات دون إحراز نجاح كبير. ويقول دانيل كيم، المحلل في بنك ماكواري محذراً: “تبدو الفكرة مذهلة من ناحية المفهوم، لكن تبني هذه الأجهزة لم يحرز التقدم المطلوب. وتعتبر الأجهزة المنزلية مجزأة بشدة حسب كل إقليم، ما يجعل حركة مبيعاتها بطيئة للغاية”. ويعتقد كيم أنه لا يوجد قطاع آخر بالحجم الكافي للتعويض عن البطء الذي لازم مبيعات قطاع الهواتف الذكية في شركة سامسونج. كما نوه للتقدم البطيء، الذي تحرزه الشركة في الدفع بالقطاعات الأخرى التي تتميز بنمو طويل الأجل مثل، الطاقة الشمسية وإضاءة أل إي دي أو الصمام الثنائي الاقتصادية. وأشار تقرير أصدرته مؤسسة بيرج إنسايت الاستشارية في السنة الماضية، إلى اقتراب تقنية البيوت الذكية من كسب القبول، متوقعة استخدام نحو 50 مليون منزل في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، لأنظمة البيوت الذكية بحلول العام 2017، عندما تتجاوز مبيعاتها السنوية 12 مليار دولار. لكن حذر نيومان، من صعوبة الثقة في الأخذ بهذه التقديرات، حيث يقول: “تُعد هذه التقنيات بمثابة المحطة المقبلة للنمو بعد الهواتف الذكية، بيد أن إمكانية جني الأرباح منها، ليست واضحة بعد”. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©