السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزي المدرسي صداع الأسرة المقترن ببدء العام الدراسي

الزي المدرسي صداع الأسرة المقترن ببدء العام الدراسي
2 سبتمبر 2013 17:33
أيام معدودة ويبدأ العام الدراسي، أطفال جدد يلتحقون بالمدرسة لأوَّل مرّة، وآخرون ينتقلون من صف إلى آخر، أو من مرحلة إلى أخرى. والأسرة بين هؤلاء لا يشغلها إلى توفير وتجهيز احتياجات الأبناء والإيفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاههم. ولا هََمٌ للآباء والأمهات سوى إدخال البهجة والفرحة والتفاؤل على الأبناء، فميزانية الأسرة تكرس في هذه الآونة للرسوم والمصاريف المدرسية، والاشتراك في وسائط النقل، وتوفير الأدوات المكتبية، والزي المدرسي والأحذية والحقائب. فما من شك أن هذه اللوازم أهم بواعث فرحة الصغار مع العام الدراسي الجديد. كثيرون تتلخص شكواهم من أن نزيف الجيوب لا يتوقف مع بداية العام الدراسي حتى ينتهي. ويأتي تدبير وتجهيز «الزي المدرسي» في مقدمة احتياجات الأبناء في كافة مراحلهم الدراسية، وحيث تشهد محلات خياطة الزي المدرسي للطلبة والطالبات انتعاشاً كبيراً. ومن الطبيعي أن تشهد الأسعار ارتفاعاً قد يصاحبه مبالغة في معظم الأحوال، وهو ما يعبر عنه أولياء أمور الطلاب، ويعربون عن عدم رضاهم، وعدم وجود مبررات لهذا الارتفاع، ولا سيما من لديه أكثر من طفل. أمل عيسى «ربة بيت وأم لستة أبناء»، تتردد بين محلات «الخياطين» للانتهاء من ملابس بناتها وأبنائها ـ في عدة مراحل دراسية مختلفة ـ وقد لاحظت اختلافات كبيرة في الأسعار من خياط لآخر، وتقول:« قبل بداية العام الدراسي بعدة أسابيع أطلب من الخياط الذي أتعامل معه أن ينجز مجموعة من «المرايل» المدرسية لبناتي في مراحل دراسية مختلفة إلى جانب ملابس الأولاد، والتي يتطلب لكل واحد أكثر من 3 أطقم للسنة الدراسية الواحدة، وفي البداية يتعلل الخياط بوجود طلبات كثيرة لتفصيل الزي المدرسي، لكن بعد التفاوض معه باعتباري زبونة دائمة، يوافق مع زيادة في التكلفة دون مبرر مشروع، فأسعار زي المرحلة الابتدائية غالباً يختلف عن الإعدادية والثانوية، حيث يتكلف حوالي 120 درهماً. وهذا بالطبع يحتاج إلى ميزانية، خاصة الأسرة التي لديها عدد كبير من الأبناء. ارتفاع الأسعار في أحد محلات الخياطة المعروفة في بأبوظبي، يجد الزائر كماً هائلاً من الزي المدرسي لجميع الأعمار والمراحل الدراسية قد وضعت بطريقة جميلة على الأرفف بانتظار أصحابها. ووقفت هدى سعيد «موظفة». وأم لأربع بنات، تجادل مع الخياط على الأسعار، وتؤكد أن كل الخياطين قبل بداية العام الدراسي يستغلون حاجة الزبائن في تفصيل ملابس المدرسة للأبناء، فكل خياط له سعر مختلف عن الآخر، دون أن يكون هناك رقيب أو حسيب من قبل جهة معينة، وقد يرفع البعض منهم شعار «لا نستقبل الطلبات»، نظراً لكثرة طلبات تفصيل الزي المدرسي، والبعض يرفض إن كان المطلوب أكثر من قطعتين، ففي كل عام تقوم بتفصيل ملابس البنات منذ وقت مبكر خوفا من الزحمة أو تجنباً لرفع الأسعار. ويلفت جاسم إبراهيم «أب لأربعة أبناء» إلى أن أسعار الزي المدرسي لا تختلف عما نعيشه في حياتنا اليومية من غلاء متواصل في جميع المنتجات بلا أي مبرر واضح، ويقول :« تقوم المدارس الخاصة بالتواصل مع أولياء الأمور لإعطائهم كافة الإرشادات المتعلقة بالزي المدرسي والمحلات التي تتوافر فيها والتي يتم معها التنسيق لعرض الزي المناسب لكل مدرسة، حيث يشتمل الزي المدرسي على مجموعة من الخيارات لألوان محددة، وتختار إدارة كل مدرسة ما تراه مناسباً من المواصفات المعتمدة تعزيزاً لمبدأ الاستقلالية، ونحن نقوم بتنفيذ هذا التصميم الذي ترغبه المدرسة، لكن الأسعار بصفة عامة مرتفعة، لكننا مجبرون على شراء مثل هذه الأساسيات لأولادنا وبناتنا فلا أحد يستطيع أن يتخلف عن ذلك الأمر، لكن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل يجب أن تكون له وقفة، فمن لديه من الأبناء أربعة أو خمسة بالتأكيد سيشعر أن ميزانيته تتأثر بصورة واضحة في موسم مثل موسم المدارس ولاسيما بعد موسم رمضان والعيد». مواصفات عائشة النعيمي «موظفة » غير راضية عن الزي المدرسي لأبنائها في إحدى المدارس الخاصة، حيث يصنع من خامات غير جيدة ولا تستحق الثمن المخصص لها، لذا فإنها تقوم بشراء قماش ملابس أطفالها من الأسواق حسب اختيارها، وتقوم بتفصيله عند أحد الخياطين الذين تتعامل معهم، مبينة أن مستوى القماش لا يرقى للمبلغ الذي تتقاضاه المدرسة بالرغم من أنها من المدارس ذات السمعة والرسوم المرتفعة، فأبناؤها في المرحلة التأسيسية ورسومهم الدراسية تبدأ من 30 ألف درهم بخلاف الكتب والزي والمواصلات. وتشير النعيمي إلى أن استهلاك أبنائها للزي يصبح على مدار العام بصورة سيئة وبالية، والمدرسة لا تترك لهم فرصة شراء ملابس أبنائهم بالجودة التي يرونها مناسبة بحجة أنها يجب أن تحمل شعار المدرسة وتكون بمواصفات خاصة، بل وتجبرهم على شراء الزي المدرسي المكون من (القميص والبنطال والجاكيت)، بالإضافة إلى ملابس الرياضية وسعر الواحد منها 150 درهماً، مشيرة إلى أن أبناءها إذا نسوا الجاكيت في المدرسة فإنهم لا يجدونه في اليوم التالي، ولا تسمح المدرسة لهم بشراء بديل بل تجبرهم على تسلم واحد آخر من المدرسة. بينما تقول أم راشد «أم أحد الطلاب» :« إن من يرى ملابس أبنائها منتصف العام وعلامات الاهتراء عليها لا يصدق أنها اشترتها بـمبلغ 300 درهم، وأنها لا تعلم لماذا تجبرهم المدرسة على شراء الزي من عندهم وهي لا تقدمه بالجودة المطلوبة، هل وضع شعار المدرسة «اللوجو» يعادل هذه القيمة؟ ولماذا هذا غير موجود في المدارس الحكومية؟ فالشعار ليس أكثر من شكليات ودعاية للمدرسة وهذا أمر لا يعني لولي الأمر أي شيء. وقالت إنها سنوياً تدفع لولديها قرابة 1200 درهم للملابس ولا تلمس فيها جودة أو تميزاً، خاصة أن القميص أبيض والبنطال غامق والطلبة في المراحل الصغيرة يحتاجون لغسيل ملابسهم بشكل شبه يومي لأنهم كثيرو الحركة وخاصة في الأجواء الحارة، فالملابس تغسل بشكل مستمر ولا تتحمل فتبدو في حالة سيئة، ومن يريد المزيد فليشترِ من المدرسة». عمل لساعات متأخرة بالاقتراب من المحلات النسائية التي تعمل على قدم وساق لإنجاز الطلبات الهائلة التي تسبق العام الدراسي الجديد، فمن خلال جولة واحدة تشهد الكثير من محلات الخياطة اكتظاظا بالنساء وورشة عمل لا تتوقف خلال اليوم بطوله في محل الخياطة، حيث ينجز العاملون العشرات من القطع خلال اليوم الواحد، ويعد خياط المشاهير الواقع خلف مركز مدينة زايد التجاري كغيره من محلات الخياطة التي تعمل على مدار اليوم لتنجز مهامها. يقول عبد القادر «صاحب أحد المحال» الذي يعمل في هذا المجال من 12 عاماً: «إن الإقبال يزداد بطبيعة الحال مع اقتراب بداية كل عام دراسي، ويوجد لديَّ سبعة خياطين، ورغم ذلك فإنهم لا يستطيعون إنجاز المطلوب بسهولة، ويضطرون للعمل لساعات متأخرة ليلاً، بسبب كثرة طلبات الزي المدرسي في هذه الأيام، ولأن الناس تعودوا ألا ينجزون أعمالهم إلا قبيل الموسم بوقت قليل. كما يعلل أيوب إسماعيل «صاحب محل» سبب ازدحام هذا العام بأنه جاء عقب رمضان والعيد مباشرة، فرغم زيادة الإقبال إلا أننا في المقابل لا نستطيع استقبال طلبات الزبائن إلا وفقاً لطاقتنا الاستيعابية في العمل، ففي المحل يقوم الخياط الواحد بإنجاز ثلاث قطع في اليوم، ولا يمكن أن أحملهم أكثر من طاقتهم باستقبال كافة الطلبات المتزايدة، وبالتالي تزامن هذه المناسبات مع بعضها البعض لا يفيدنا، بل يضرنا لأننا نضطر للاعتذار من غالبية من يأتون إلينا في الوقت الحالي، فيستحيل أن نستقبل الجميع وننجز كافة الطلبات التي نتسلمها قبل عشرة أيام على الأقل». أما عن الأسعار، فيقول أيوب: «الأسعار بقيت على ما هي عليه، لم نغيرها فنحن نتعامل مع زبونات دائمات ولا نستغل هذه المناسبات نهائياً لنكسبهن ونكسب رضاهن على الدوام، لكن قد تستغل بعض المحلات - إن كانت محلات الخياطة أو غيرها - المناسبات لتزيد من أرباحها، وبالفعل يكسبون أضعاف ما يكسبونه في الأيام العادية في بعض الأحيان، لأن منهم من يرفع الأسعار حتى النصف، لكن أنا لا أتعامل مع هذه السياسة حتى لا أخسر الزبائن». «مريول» بقصات عصرية تتراوح أسعار القماش بمختلف الألوان سواء الكحلي أو الأخضر الفاتح والقماش الأبيض «للقميص»، للوار الواحد « الياردة» ما بين 15 - 25 درهما، وبات قماش القطن أكثر الطلبات إقبالاً عليه بسبب تحمله تكرار اللبس والغسيل، ومناسب لتقلبات الأجواء، وغير ذلك من الصفات المختلفة. وكثير من الطالبات ـ كما يقول لطيف أحمد «خياط» ـ «كثير من الطالبات هن اللاتي يخترن الموديل، فأغلب البنات اللاتي يبلغن 13 إلى 18 سنة يخترن طريقة موديل «المريول» وحدهن. وهناك الكثيرات اللاتي يتعمدن أن يكون «المريول» ذا تصـميم مختلف وعصرياً مثل قصة الكسرات والجيوب المخفية، وهناك أمهات يأتين لشراء «المريول» مصطحبات مقاسات البنات معهن. كما أن هناك الكثير من الأمهات يخترن الموديل، أو يحضرن أوراقاً تحمل الموديل أحيانا تتعارض مع رغبة البنات. وتهتم العائلات أيضاً بنوعية القماش، فهناك أنواع غالية من القماش ترد للمحل أحيانا لخياطة المرايل، لكن الأغلبية يحضرن أقمشة متوسطة السعر، لكن ذات نوعية جيدة لخياطة ملابس البنات».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©