الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جرعة «مدواخ» تعادل 20 سيجارة

جرعة «مدواخ» تعادل 20 سيجارة
31 أغسطس 2015 07:13
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكد عدد من الأطباء المتخصصين أن «المدواخ» يؤدي إلى الإدمان السريع للنيكوتين ويحتوي على عشرات المواد الكيماوية والسامة التي تقود إلى الإصابة بأمراض عديدة منها القلب وانسداد الشرايين والجلطات والذبحات الصدرية والتهابات القصابات الهوائية، وقائمة أخرى من الأمراض التي تدمر الصحة وتؤدي إلى الوفاة، وأن جرعة مدواخ واحدة تعادل تدخين 20 سيجارة. وحذر أطباء استشاريون في أمراض الصدر والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية من انتشار ظاهرة تدخين المدواخ بين طلاب المدارس وفئات عمرية مختلفة وبين السيدات أيضاً، وانتشاره بين المواطنين والمقيمين، مشددين على ضرورة اتخاذ خطوات مجتمعية من شأنها مواجهة هذا الخطر الحقيقي الذي يهدد صحة الأبناء والأجيال القادمة، حيث إن انتشاره بات واضحاً بين الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم على 13 عاماً، ويمكن أن تقل عن هذا العمر في أحيان كثيرة نتيجة غياب وعي الآباء والأمهات علاوة على تعلم التدخين من الأسر وعدم تعريف الأطفال بمخاطر التدخين. وقال الدكتور عبدالرزاق قدور استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والمشرف على عيادة المساعدة في الإقلاع عن التدخين بمدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي: «تبغ المدواخ يحتوي على العديد من المواد الكيميائية الخطرة وعالية السمية والتي تؤدي إلى الإدمان والإصابة بأمراض قاتلة، إضافة إلى أن هذا التبغ لا أحد يعلم مصدره وما يدخل في تصنيعه ما يزيد الأمر خطورة». وأكد أنه أجرى دراسة إحصاء في عيادة المساعدة في الإقلاع عن التدخين ووجد أن نسبة مدخني المدواخ تصل إلى 50% من المدخنين والنسبة الباقية تتراوح بين النرجيلة والسجائر وهذه النسبة مخيفة وصادمة، وتعكس مدى إقبال السكان على التدخين لهذه المادة، علاوة على أن انتشاره بات واضحاً بين النساء أيضاً وهذا خطر آخر، وأن نسبة 10% من المدخنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين بدأوه في سن أقل من 18 عاماً. وأشار إلى أن هناك نسبة كبيرة من المدخنين الذين يقابلهم في عيادة الإقلاع عن التدخين بدأوا تعاطي تبغ المدواخ في سن مبكرة تقل عن 10 سنوات وهذا أمر خطير للغاية حيث إنه يؤثر بشدة على الشرايين التي تنمو في هذه السن علاوة على الرئتين والقلب والأوعية الدموية الأمر الذي يزيد حالات إصابات الجلطات في سن الثلاثين بين هؤلاء المدخنين. ولفت إلى أن هناك خطراً ولابد على الجميع أن يتكاتف لمواجهة هذا الخطر بدءاً من الأسرة، ومروراً بالمدارس والجامعات ووسائل الإعلام لمحاربة خطر «المدواخ» الذي يقتل الشباب ويقودهم إلى مستنقع أمراض لا فرار منه ويؤدي في النهاية إلى الوفاة، وأوضح أن عيادة الإقلاع عن التدخين استقبلت نحو 120 مريضاً مواطناً منذ بداية العام، داعياً المدخنين إلى ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية للتوقف عن هذه العادة القاتلة، لافتاً إلى أهمية دور الأسرة في توعية الأطفال لعدم تجربة هذه المواد القاتلة. وكشفت الدكتورة كورينا ويبر أخصائية الطب الباطني في مجموعة مستشفيات إن إم سي، عن أن بعض الجمهور يظن أن تدخين المدواخ هو أقل خطراً من السجائر أو الشيشة لأن تبغ المدواخ يتكون من أعشاب طبيعية ولا يحتوي على ألوان صناعية، ومدة تدخينه أقل من مدة تدخين السجائر أو الشيشة، مضيفة: «لكن هذا غير صحيح، حيث يؤثر تدخين المدواخ على الصحة بمقدار أخطار تدخين السجائر والشيشة، فجميع أنواع التبغ تسبب أمراضاً كسرطان الرئة والحنجرة وأمراض القلب والجلطة والسكتة القلبية وضيق التنفس». وتابعت: إن تدخين التبغ هو من أكثر أسباب الوفاة الممكن تجنبها وهو يؤدي إلى مقتل ستة ملايين شخص كل عام، و60 ألفاً منهم يموتون بفعل التدخين غير المباشر وأفادت منظمة الصحة العالمية أنّه في حال عدم اتّخاذ إجراءات عاجلة قد يرتفع معدل الوفيات إلى أكثر من 8 ملايين ضحية سنوياً بحلول عام 2030. وقال الدكتور مجد رستم استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى النور: «إن المدواخ يحتوي على كميات مركزة وكبيرة من النيكوتين والتي لها تأثير يعادل نيكوتين 20 سيجارة وهذا ما يزيد معدل خطره على الإنسان البالغ وعلى الشباب الصغير، ويؤثر على الإنسان ويؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات وسرطان الرئتين، كما أن هذا النوع من التدخين يؤثر على الخصوبة للجنسين والعجز الجنسي أيضا. وأشار إلى أن التدخين في سن مبكرة خاصة في مرحلة المراهقة يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب الخطيرة في المستقبل حيث إن شرايين الإنسان في عمر المراهقة لا تزال تنمو، وبالتالي فإن التدخين يؤثر على الشرايين وكثافتها ويزيد من تراكم الدهون عليها الأمر الذي يزيد الإصابة بالجلطات وانسداد الشرايين علاوة على أمراض السرطان للرئتين والحنجرة وسرطان المريء والقرحة المعدية والالتهابات الصدرية. ولفت إلى أن من يقلع عن التدخين لديه فرصة لتفادي الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة حيث إن الإنسان بعد التوقف عن التدخين يمكنه التخلص من فرص الإصابة بالأمراض الخطيرة بعد مرور سنتين إلى ثلاث سنوات، مؤكداً أن العلاج في حال الإصابة بالجلطات أو الأمراض القلبية لابد وأن يقترن بالإقلاع والتوقف عن التدخين. كما نبه الدكتور شكر محمود فارس، أخصائي أمراض وجراحة الصدر بمستشفى النور، إلى أن التدخين بشكل عام والمدواخ بشكل خاص له آثار سلبية خطيرة على صحة الإنسان وخاصة الجهاز التنفسي والرئتين ذلك لما يحويه التبغ من مواد رئيسية ثلاث هي أول أكسيد الكربون والنيكوتين والتار والتي تتسبب في مخاطر كثيرة على الصحة». وأضاف أن «أول أكسيد الكربون» الذي يحويه التبغ هو غاز يتطاير فور إشعال التبغ ويستنشقه المدخن ومن حوله وهو غاز ملوث وخطر على الصحة العامة كما أن «النيكوتين» مادة كيماوية تدخل في الدم وتسبب الاضطراب للعديد من مركبات الدم وهرموناته وبالتالي يقود إلى الإدمان، وثالث المركبات الأساسية هي «التار» والذي يتراكم في الرئتين بالحويصلات ويؤدي لتدميرها والتي تكون سبباً فيما بعد بسرطانات الرئتين. وأشار إلى أن إحراق تبغ المدواخ وتدخينه لا يستغرق سوى 10 ثوانٍ وبالتالي فإن الجرعة التي تدخل رئة الإنسان المدخن تكون مركزة جداً وفي وقت قصير جداً ما يزيد من الآثار الضارة لها على الرئتين، لافتاً إلى أن فترة التدخين القصيرة هذه تشجع الشباب الصغير على تدخينه، حيث إنه غير ملاحظ ومن الصعب جداً أن يتم ضبط المدخن خاصة إذا كان يدخنه في دورات المياه، إذا ما قارناه بالسيجارة التي تستغرق خمس دقائق لتدخينها علاوة على الدخان المتصاعد منها، ويمكن أن يلفت الأنظار ورائحتها الكريهة التي تنتشر في المكان وتعلق بالملابس والجسم. وتوقع أن تزيد نسبة المدخنين بين فئة الشباب بداية من أعمار 13 عاماً من الجنسين، حيث إن استخدام المدواخ سريع جداً ولا يحتاج لوقت كبير لتدخينه. وعلى صعيد الإصابة بالأمراض، قال: إن تدخين المدواخ بتركيزه العالي من الجرعات التي يدخنها الإنسان يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بالأمراض الخطيرة بين البالغين ويزيد الاحتمالات سواء كلما صغر عمر المدخن ويجدر الإشارة هنا إلى المراهقين. وأشار إلى أن المدخن إذا بدأ في الطفولة أو المراهقة المبكرة يصاب مبكراً بالأمراض الخطيرة التي يسببها التدخين مثل القلب والربو والتهاب القصابات الذي يتحول مع مرور الوقت إلى مزمن، داعياً أولياء الأمور إلى ضرورة الحرص على أبنائهم سواء الأولاد أو البنات والاقتراب منهم وتوعيتهم بشكل مستمر من أضرار التدخين وعرض أمثلة لمرضى بسبب هذه العادة القاتلة. ودعا الدكتور فارس جميع أطراف المجتمع ومؤسساته إلى أهمية محاربة هذه الآفة التي تنتشر وتعرف بالمدواخ والتي تضاف إلى قائمة القتل السوداء التي تضم السجائر والنرجيلة وجميع منتجات التبغ بما فيها السجائر الإلكترونية، لافتاً إلى أنه لا يوجد تدخين أقل ضرراً، كل المنتجات تؤدي إلى أمراض قاتلة. وأكد أهمية دور المدرسة وضرورة عقد ورش عمل قصيرة وعلى فترات دورية للطلاب في مختلف الأعمار لتوعيتهم بأضرار التدخين وجميع منتجات التبغ التي تقود الإنسان للإصابة بأمراض خطيرة تؤدي للوفاة أو للإصابة بأمراض مزمنة خطيرة تؤثر على الصحة وقد تعوق المدخنين والمدخنات عن التفوق في عملهم أو دراستهم. ليس آمناً قال الدكتور جيفري تشابمان رئيس عيادة الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «إن هناك اعتقاداً خاطئاً شائعاً بين المدخنين في مجتمعنا، أن التدخين بوساطة «المدواخ» أكثر أماناً من تدخين السجائر العادية». وأضاف أن هناك دراسات تشير إلى أن «المدواخ» هو ثاني أكثر منتجات التبغ شيوعاً بين المدخنين في الدولة، غير أن التدخين بوساطة «المدواخ» يتسبب بنفس المخاطر الصحية الناتجة عن تدخين السجائر، مثل سرطان الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وانتفاخ الرئة، والتهاب القصبات المزمن، وتسبب جميعها صعوبات خطيرة في التنفس، وتراكم المخاط، والسعال المزمن، بالإضافة إلى أنه تم إيجاد صلة تربط بين تدخين «المدواخ» ونوبات الجهاز العصبي، ولعل التوعية من هذه المخاطر هو أمر شديد الأهمية، حيث تساعد في الحد من انتشار تدخين التبغ بمختلف أشكاله، وبالتالي التقليل من المخاطر الصحية الناجمة عنه. سرطان عنق الرحم أكدت الدكتورة ريحان سعفان، استشاري توليد وأمراض نساء بمستشفى دانة الإمارات، أن تدخين منتجات التبغ بشكل عام والمدواخ خاصة من العادات الضارة التي تؤثر على صحة الأم الحامل، سواء كانت مدخنة أو تستنشق دخان المدخنين (تدخين سلبي) وهذه السموم تنتقل إلى الجنين عن طريق الدم مسببة أكبر الأضرار مثل الإجهاض والحمل خارج الرحم والولادة المبكرة. وحذرت من أن التدخين يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية وخلل في المخ بنسبة تصل إلى 25%، ووفاة الجنين في بطن أمه أو وفاة الطفل بعد ولادته فوراً، مضيفة: «إن التدخين يؤثر على صحة المرأة بشكل خاص، حيث يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وانقطاع الطمث مبكراً بعامين عن المرأة التى لا تدخن وبالتالي يزيد من نسبة الإصابة بهشاشة العظام، ويزيد من الإصابة بسرطان عنق الرحم، علاوة على أن المرأة المدخنة لديها احتمالات أقل للحمل نتيجة إلى ضعف الاباضة بتأثير النيكوتين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©