الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التغيرات المناخية تنشر الأمراض وتفوق قدرة البشر على التكيف

التغيرات المناخية تنشر الأمراض وتفوق قدرة البشر على التكيف
4 يناير 2010 23:17
أصبح العمل الدولي اليوم بشأن تغير المناخ ملحاً وضرورياً. والواقع أنه لم يعد من الممكن أن تنشأ أي مناقشات جديدة بشأن الحاجة إلى العمل، وذلك لأن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بدراسة تغير المناخ والتي يتولى رئاستها البروفيسور ر.ك. باتشاوري أثبتت بالفعل أن تغير المناخ حقيقة واقعة, لا لبس فيها ولا مجال للتشكيك فيها علمياً. البروفيسور باتشاوري الحائز جائزة نوبل ورئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بدراسة تغير المناخ، والمدير العام لمعهد الطاقة والموارد، أكد من خلال وكالة بروجيكت سنديكيت أنه «على سبيل المثال حدثت تغييرات في أنماط هطول الأمطار، مع ميل نحو ارتفاع مستويات الهطول عند خطوط العرض العلياً، وانخفاض مستويات الهطول على بعض المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، فضلاً عن منطقة البحر الأبيض المتوسط. أيضاً صحب ذلك تزايد عدد مرات تكرار الأحداث المفرطة المرتبطة بهطول الأمطار، سواء بالزيادة أو النقصان، والتي أصبحت أوسع نطاقاً على نحو متزايد، فضلاً عن ذلك فقد أصبح تكرار وشدة موجات الحر والفيضانات والجفاف في ارتفاع، وتترتب على هذا التغير في كمية ونمط الأمطار عواقب خطيرة بالنسبة للعديد من الأنشطة الاقتصادية، فضلاً عن مدى استعداد البلدان للتعامل مع الطوارئ مثل الفيضانات الساحلية واسعة النطاق أو تساقط الثلوج بكثافة». ويضيف البروفيسور «أن بعض مناطق العالم أكثر عرضة من غيرها لهذه التغيرات، فمعدلات ارتفاع الحرارة في منطقة القطب الشمالي بشكل خاص، كانت ضعف مثيلاتها في بقية مناطق الكرة الأرضية والحيود البحرية المرجانية، ومناطق الدلتا الكبرى التي تقوم عليها مدن مثل شنغهاي وكلكتا ودكا، والدول الصغيرة القائمة على جزر، أصبحت أيضاً معرضة للخطر الشديد من جراء ارتفاع مستوى سطح البحر». كما وجد البروفيسور باتشاوري أن من بين التأثيرات السلبية التي تترتب على تغير المناخ، حدوث انخفاض لإنتاجية المحاصيل الزراعية ومن تلك الدول كمثال بعض البلدان الأفريقية التي تنحدر إنتاجية المحاصيل الزراعية فيها بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2020، وأيضاً سيؤدي تغير المناخ إلى فقر زائد في المياه مما يؤثر على 75-250 مليون إنسان في أفريقيا وحدها. يحذر باتشاوري ايضاً من العواقب الخطيرة المباشرة على صحة الإنسان إن لم يتم العمل بجدية لوقف التغيرات المناخية، وأبرز العواقب ارتفاع معدلات المرض والوفاة نتيجة لموجات الحر، والفيضانات، والجفاف، فضلاً عن ذلك فإن أنماط توزيع بعض الأمراض سوف تتغير، الأمر الذي يجعل التجمعات السكانية البشرية أكثر عُرضة للخطر. إن التأثيرات المترتبة على تغير المناخ عالمية، وعلى هذا فمن الأهمية بمكان أن يتخذ العالم بأسره تدابير معينة ضرورية للتأقلم على التغيير, غير أنه بات من الواضح أن قدرة بعض التجمعات البشرية على التكيف سوف تنهار سريعاً, إذا لم نعمل على تخفيف حدة تغير المناخ. يتابع باتشاوري تحذيراته «لمساعدة التجمعات الأكثر ضعفاً وعرضة للخطر يتعين على العالم أن يضع خطة عمل للحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري, ولقد تولت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقييم العديد من السيناريوهات، والسيناريو القادر على الحد من ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل, بحيث لا يتجاوز 2 إلى 2,4 درجة مئوية, سوف يتطلب بلوغ مستويات انبعاث الغازات الضارة أعلى مستوياتها بحلول عام 2015، على أن تبدأ بالانحدار بعد ذلك التاريخ, وآنذاك سوف يحدد معدل الانحدار مدى قدرتنا على تجنب أسوأ التأثيرات المترتبة على تغير المناخ». كما وجدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ, أن تكاليف مثل هذه الجهود الصارمة للحد من التأثيرات المترتبة على تغير المناخ, لن تتجاوز 3% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم في عام 2030, فضلاً عن ذلك فإن جهود التخفيف من شأنها أن تعود بفوائد مشتركة ضخمة، إذ أن انخفاض معدلات انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري سوف يأتي مصحوباً بانخفاض معدلات تلوث الهواء ودعم أمن الطاقة، والناتج الزراعي وتشغيل العمالة. لو وضعنا في اعتبارنا هذه الفوائد المشتركة بالكامل، فهذا يعني أن صافي التكاليف بعد إنفاق 3% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2030, سوف يكون ضئيلاً للغاية، بل وربما يكون سلبياً، مقارنة بالفوائد المشتركة, وقد يصبح بوسع العالم في الواقع, أن يعزز من ناتجه الاقتصادي ورخائه من خلال ملاحقة مسار التخفيف. إن الفوائد المترتبة على الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري سوف تكون ضخمة للغاية، وإذا ما وضعنا في اعتبارنا احتمالات الضرر الناتج عن التقاعس عن العمل، فإن هذا يحتم على العالم أن يعمل ابتكار استجابة دولية فعالة ووضع خطة عمل جادة, ونظراً للتحديات التي تواجهنا والتي اتضحت بما لا يدع مجالا للشك, نتيجة لعمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فلابد من اتفاقية شاملة متعددة الأطراف, وقادرة على التعامل بكفاءة مع مشكلة تغير المناخ
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©