الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق ترفض المبادرة العربية وتعتبرها «تدخلاً سافراً»

دمشق ترفض المبادرة العربية وتعتبرها «تدخلاً سافراً»
24 يناير 2012
أعلنت سوريا امس رفضها بشكل قاطع للمبادرة العربية الجديدة الصادرة عن مجلس الجامعة، ووصفتها بأنها “خطة تآمرية” واعتبرتها “انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية”.ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله إن “سوريا ترفض القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بشأن سوريا خارج إطار خطة العمل العربية والبروتوكول الموقع مع الجامعة العربية وتعتبرها انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وخرقا فاضحا للأهداف التي أنشئت الجامعة العربية من أجلها وللمادة الثامنة من ميثاقها”.لكن المصدر الرسمي السوري أكد امس في تصريحه إدانة هذه القرارات التي جاءت “في إطار الخطة التآمرية الموجهة ضد سوريا من قبل أدوات تنفذ هذه المخططات التي باتت مكشوفة لجماهير شعبنا في سوريا والوطن العربي”. واعتبر المصدر السوري أن القرارات العربية تتجاهل عن عمد الجهود التي بذلتها سوريا في تنفيذ خطة الإصلاحات الشاملة التي أعلنها الرئيس الأسد في مجال التعددية السياسية لبناء سوريا المتجددة وعلى رأسها الدستور الجديد الذي سيطرح للاستفتاء قريبا، حسب قوله. وانتقد المصدر الرسمي السوري الوزراء العرب لتوجيه تصريحات مثيرة بدلا من منع وصول أموال وأسلحة إلى “الجماعات الإرهابية” في سوريا. وتقدم وزراء الخارجية العرب بـمبادرة لحل الأزمة السورية، تتضمن بنودا على رأسها مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض كل صلاحياته لنائبه الأول، ليتولى تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة المعارضة، خلال شهرين. وقرر الوزراء إحالة هذه القرارات إلى مجلس الأمن الدولي. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي عقب اجتماع القاهرة إن المبادرة العربية تهدف إلى رحيل النظام السوري “سلميا”. وأضاف “في حال لم ينفذوا فنحن ذاهبون إلى مجلس الأمن وسنتخذ قرارات ليس من بينها التدخل العسكري”، داعيا من جديد إلى “وقف كل أشكال العنف: والإفراج عن المعتقلين وإزالة كل “وجود مسلح من الشارع”. لكن رئيس الوزراء القطري والأمين العام للجامعة العربية لم يكترثا بأن يكون مصير الرئيس السوري الإعدام إذا كان في مقدور الشعب السوري فعل ذلك. وقال العربي “طيب اتفضلوا اعدموه”. وذلك في معرض الرد على صحفي قال “الشعب السوري يقول إنه يريد إعدام الرئيس”. وقال رئيس الوزراء القطري ردا على نفس السؤال “ومين مانعكم؟ أحنا منعناكم؟” . وقال رئيس الوزراء القطري خلال المؤتمر الصحفي إن الجزائر تحفظت على إبلاغ مجلس الأمن بالقرارات العربية وإن لبنان امتنع عن تأييد المبادرة العربية. وقال رامي خوري وهو معلق مقره بيروت إن الخطة العربية الجرئية على نحو غير معتاد التي أعلنت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة يوم الأحد كانت بمثابة “أخبار سيئة” للاسد. وقال إن كون الدول العربية تقترح مثل هذا التدخل الواضح وخاصة إصدار أمر إلى الاسد بالتنحي وإعطاء آلية له ليفعل ذلك هو علامة مثيرة على مدى فقد الرئيس السوري مصداقيته وشرعيته في المنطقة. إلى ذلك، نددت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في الداخل بالمبادرة العربية الجديدة لوقف الأزمة في سوريا، معتبرة أن الجامعة العربية “فشلت مرة أخرى” في إيجاد حل في سوريا. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ورد لوكالة فرانس برس إن “الجامعة العربية فشلت مرة أخرى في التوصل إلى حل يرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب السوري العظيم، ويتدارك مخاطر استمرار النظام في الاعتماد على القمع الوحشي”. ورأت لجان التنسيق أن مقترح اللجنة الوزارية الجديد “غير قابل للتحقق ويفتقر إلى آليات التنفيذ، كما لا يرسم نهاية لاعتماد النظام الحل الأمني المطلق”، مؤكدة أن “السوريين لن يقبلوا حلاً لا يتضمن تغييراً شاملاً وجذرياً لنظام القمع والفساد”. كما أشارت إلى أن “المبادرة الجديدة للجامعة العربية تعطي مهلة جديدة للنظام وفرصة أخرى تتيح له مجدداً الوقت والغطاء في مسعاه إلى وأد الثورة وتحويل المجتمع السوري إلى أرض محروقة” مؤكدة سقوط 795 قتيلاً من المتظاهرين منذ بدء المبادرة العربية الأولى مع انتشار المراقبين العرب في سوريا. وتابع البيان أن “السوريين فقدوا الثقة بقدرة الجامعة العربية على اتخاذ مواقف حاسمة تحقن دماءهم وتغل يد النظام عن جر البلاد إلى الفوضى والخراب”، مطالباً مجلس وزراء الخارجية العربية “بإعلان فشل مساعيه والتوجه بطلب المساعدة من هيئة الأمم المتحدة لإلزام النظام بالانصياع لمطالب الشعب السوري”. من جهة أخرى، ندد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الذي يضم ممثلين عن الناشطين الميدانيين بأن المبادرة العربية الجديدة “لم تصل لأي درجة تقترب من مطالب الشعب السوري الثائر”، داعياً مجلس الجامعة العربية إلى “إعلان فشله الذريع في إقناع النظام الأسدي بوقف آلة قمعه وأجرامه ويحيل الملف لمجلس الأمن الدولي فوراً ودون أي تأخير ندفع ثمنه حياة مواطنين سوريين أبرياء. وأكد الاتحاد في بيان تلقته “فرانس برس” أن بنود الخطة العربية الجديدة “غير مقبولة”، متهماً الجامعة العربية بأنها “ما زالت بعيدة عن واقع سوريا الأليم، متجاهلة بنية النظام الأسدي التي تقوم على الحكم الأمني الطائفي للدولة”. ورأى الاتحاد أن التقرير الذي قدمه رئيس بعثة المراقبين العرب “يفتقد للحرفية والحيادية”، متهماً الفريق أول محمد أحمد الدابي بـ”الكذب والتدليس”. كما أكد أن “لا حوار سياسياً مع النظام إلا بشرط أساسي، وهو أن يكون هدفه الوحيد تسليم السلطة وتنحي نظام الأسد برأسه وأركانه معاً”. فيما أكدت جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا أمس أنها مستعدة لدراسة المبادرة الجديدة للجامعة العربية التي تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بنقل المسؤوليات الى نائبه الاول. وقالت الجماعة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “بعد الاطلاع على الاطروحات الجادة في مبادرة الجامعة العربية الأخيرة نرى في هذه المبادرة ما يعبر عن الجدية، ويستحق الدراسة المتأنية”. وأشارت الجماعة خصوصاً إلى “البند الذي ينص على تنازل بشار الأسد عن مسؤولياته لنائبه ليستطيع شعبنا الانتقال إلى المستقبل الذي يريد”. ورأت الجماعة في المبادرة العربية الجديدة “انتقالاً بالموقف العربي من دوامة التسويف إلى محاولة التطوير الجاد والملتزم، ينم عن شعور بالمسؤولية العربية”. من جانبه، أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض أنه لا مكان لمفاوضات مع نظام الرئيس بشار الأسد إلا بعد إعلان تنحيه عن السلطة معتبرا أن قرارا بمنح حصانة للأسد كضمانة للتنحي قرار يرجع للشعب السوري. وقال غليون، في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية بالعاصمة المصرية القاهرة عقب اجتماع مجلس الجامعة العربية لتقييم عمل لجنة المراقبين العربية، إن قرار الجامعة يعبر في اعتقاده عن الأثر الكبير الذي بدأ يحدثه كفاح الشعب السوري في الرأي العام العربي والعالمي كما يؤكد اعتراف الدول العربية الجماعي بضرورة الانتقال إلى نظام ديمقراطي في سوريا. وأضاف غليون أنه ينظر إلى قرارات الجامعة العربية على أنها تؤكد أن جميع الدول العربية تعتبر نظام بشار انتهى ولابد من استبداله اعترافا بشرعية الثورة الشعبية السورية وضرورة مشاركة مجلس الأمن في أي أليات توضع من قبل العرب أو غيرهم لحماية المدنيين السوريين. وشدد غليون، على أن أي دخول جدي في أي مرحلة انتقالية يجب أن يبدأ بإعلان الرئيس بشار الأسد تنحيه عن السلطة وعندها يمكن الحديث عن بدء المرحلة الانتقالية مكررا أنه من غير المقبول بدء أي حوار أو تفاوض مع نظام قتل شعبه خاصة بعد نقضه لكل ما تم الاتفاق عليه. وقال غليون إن تقرير المراقبين التابعين للجامعة العربية يشير إلى أن النظام السوري لم يلتزم بما اتفق عليه مع الجامعة من سحب قوات الأمن والجيش من الشوارع وإعادتها إلى ثكناتها كما لم يسمح لوسائل الإعلام العربية والعالمية بالدخول للبلاد والعمل بحرية ولم يعترف بحق السوريين في التعبير عن رأيهم إلى جانب كونه مستمرا في مجازر يومية دامية. وتابع رئيس المجلس الوطني السوري إن: “نظام بشار الأسد خذل الجامعة العربية ولذلك يستحق منها رداً قاسياً وتلك مسؤوليته”. وأوضح أن الشعب السوري استمر خلال الأشهر الماضية في كفاح مرير من أجل الحرية ولن يتوقف حتى يسقط هذا النظام ليبدأ بناء دولة ديمقراطية حقيقية. وردا على سؤال حول إمكانية منح الرئيس السوري حصانة من الملاحقة كضمانة لتنحيه عن السلطة قال غليون إن هذا القرار لا يمكن أن يبت فيه المجلس الوطني دون استشارة كل أطراف المعارضة والحراك الثوري في الشارع السوري “إذا وجد المجلس الوطني مع الحراك الثوري في الشارع أن هناك مصلحة في الإسراع بنقل السلطة وحقن الدماء ربما تكون الحصانة موضوع نقاش لكنها ليست موضوعا محسوما” على حد قوله. ورحب “تيار بناء الدولة السورية” المعارض بقرار جامعة الدول العربية (رقم 7444) الذي يشكل انتقالاً أولياً من قبل الجامعة باتجاه إيجاد حل جذري للصراع السياسي الدائر في البلاد، والذي بدأت فيه الأوضاع الأمنية “تأخذ شكلاً أكثر تعقيداً يهدد البلاد بالوقوع بمآزق سيصعب على الجميع السيطرة عليها لاحقاً”. واعتبر التيار المعارض الذي يتزعمه المعارض العلماني السوري لؤي حسين في بيان أن “المبادرة السياسية التي أقرتها الجامعة في اجتماعها الأخير، رغم أنها تستجيب بمضمونها لرؤية التيار ومواقفه، التي أعلنها والتي أبلغ الجامعة بها دوما، إلا أنها تفتقد لتصنيع سوري يحدد لها تفاصيلها ويستبدل فيها بعض مسميات هيئاتها (حكومة الوحدة الوطنية قد لا تتمكن من القيام بمهمة السلطة الائتلافية بين جميع القوى الفاعلة)، والأهم من ذلك أن يضع آليات إقناع جميع الأطراف القبول بها والمضي لتحقيقها. وهذا ما نتوقع تحقيقه من خلال مجيء مبعوث الأمين العام للجامعة، على حد تعبيره.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©