الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان: توسيع دائرة الاهتمام الدبلوماسي

1 سبتمبر 2013 21:33
بعد مضي سنوات عدة، تركز التوتر المتصاعد بين اليابان والصين حول ادعاءات متناقضة بشأن ملكية مجموعة جزر تقع شرقي بحر الصين وتُعرف باسم «سينكاكوس» Senkakus في اليابان و«دياويو» Diaoyu في الصين. والآن، يوشك التنافس على مصادر المواد الأولية والأسواق على دخول الدائرة الدبلوماسية بعد أن أعلنت اليابان عن خطط لتوسيع وجودها الدبلوماسي عبر البحر، وربما يكون الدافع من وراء ذلك هو الوقوف في وجه النفوذ الصيني المتزايد في العالم. وتخطط طوكيو لافتتاح سفارتين جديدتين هذا العام وست أخرى العام المقبل. وهي الآن بانتظار الموافقة على ميزانية المشروع من الحكومة وفقاً لتصريحات صدرت عن وزارة الخارجية. وتأتي هذه الخطة عقب حملات الاحتجاج التي شهدها الشارع الياباني على السلوك الدبلوماسي الصيني الصعب والهجوم الاقتصادي الذي يشنه الصينيون على الدول النامية في آسيا وأفريقيا، وأيضاً بسبب المخاوف على سلامة اليابانيين العاملين في بلاد الاغتراب عقب الهجوم الذي نفذه إرهابيون في شهر يناير الماضي على مركّب لصناعة الغاز في الجزائر. وقد لقي مهندس ياباني مصرعه في الهجوم ما دفع برئيس الوزراء شينزو آبي إلى الإعلان عن تأسيس مجلس للأمن الوطني على الطريقة الأميركية مع زيادة الحماية العسكرية للمواطنين اليابانيين المعرضين للعنف في دول العالم المختلفة. ومن الجدير هنا أن اليابان ستفتح سفارتين جديدتين قبل نهاية العام الجاري، واحدة في دولة جنوب السودان والثانية في آيسلندا، وبما يرفع مجموع عدد سفاراتها في الخارج إلى 136 سفارة. ومع ذلك، تبقى اليابان بعيدة عن الصين بمسافة ما في مجال التمثيل الدبلوماسي، حيث يبلغ عدد السفارات الصينية في دول العالم 164. وعلى رغم الاتساع المتواصل لحجم «المساعدة التنموية عبر البحار» التي تقدمها اليابان لدول أفريقيا، إلا أنها لا تمتلك سفارات في 20 دولة عبر القارة. ووفقاً لما تتداوله الصحف اليابانية المحلية، فإن المزيد من السفارات سيتم افتتاحه، ومن ذلك سفارات في كل من تركمانستان وناميبيا وأرمينيا وبربادوس. وستتبع أيضاً بواحدة في بوتان وأخرى في جزر مارشال، وهي دول لا تمتلك الصين فيها سفارات. وتهتم اليابان بافتتاح سفارة لها في تركمانستان بشكل خاص حتى تضمن المشاركة في مخزونها من الغاز الطبيعي الذي يعبر بعضه أراضي الصين. إلا أن قرار اليابان بتوسيع وجودها الدبلوماسي في العالم ليس خبراً جديداً وفقاً لما يقوله محللون. فقد بدأ التوجّه نحو أفريقيا وبعض الدول الأوروبية قبل ثلاث سنوات بتوجيه من «سايجي مايهارا» الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية عن الحزب الديمقراطي. ويقول «جو إيتو» أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مايجي في طوكيو: «إن خطة آبي ليست جديدة بالضرورة، إلا أن السؤال المطروح: ما نوع التأثير الذي تبحث عنه اليابان في أفريقيا؟. هذا هو الشيء الذي لم يتم تحديده بدقة حتى الآن». وأضاف إيتو بقوله: «ربما تستشعر الدول الأفريقية الفرح بسبب زيادة وتيرة المساعدة التنموية اليابانية عبر البحار، إلا أن هناك حدوداً لما يمكن لليابان أن تقدمه في هذا المجال. وبدلاً من الانشغال الحماسي بتقديم المساعدة، أنا أتوقع أن أرى هناك ارتفاعاً متسارعاً في مشاريع ترقية البنى التحتية والإنشاءات من النوع الذي نراه ماثلاً في آسيا، فيما يمكن لقوة اليابان الناعمة أن تساعد في تطوير حقول مهمة مثل التعليم». ويفضل بعض الخبراء التغافل عن العامل الصيني في مشروع التوسع الدبلوماسي الياباني. وحول هذه النقطة يقول جون أوكوميورا المحلل في مجموعة أوراسيا جروب: «لننظر إلى الأمر بالطريقة التالية، فإذا افترضنا أن التمثيل الصيني لم يكن موجوداً في تلك الدول، فستواصل اليابان زحفها باتجاه أفريقيا لأنها تمثل الجبهة الاقتصادية المقبلة. ومهما كان رأيك بآبي، فيجب أن تدرك أنه يهتم بالاقتصاد ولا شيء غير الاقتصاد». وهناك مثال مهم على الدافع الاقتصادي لهذه المشاريع الدبلوماسية، ومن ذلك أن الحضور الدبلوماسي الياباني في تركمانستان يمثل دخولاً إلى مصادر الطاقة الأكثر أهمية والتي يمكنها أن تقيم الجسور الدبلوماسية مع القوى الإقليمية. ولابد لإنشاء أنبوب الغاز الذي يمتد من تركمانستان إلى اليابان أن يترافق مع إنشاء بنية تحتية صناعية في روسيا التي تعد هدف المحاولات اليابانية لضمان الإمدادات بالنفط والغاز وبما يمكن أن يسفر عن حلول سياسية للخلاف القائم بين البلدين حول ملكية جزر الكوريل. ويقول أوكومورا إن القرار بافتتاح سفارة جديدة في جزر مارشال يحمل في طياته رسالة إلى الصين بسبب نشاطاتها المناهضة المتزايدة في بحر الصين، وربما في شمال المحيط الهادي أيضاً. ولا شك أن «آبي» متنبّه لهذه التداعيات، وربما يستغل بعض الصينيين هذه التحركات كحجة للزعم بأن اليابانيين يلعبون اللعبة المعادية للصين. ولكن «آبي» لا يأبه بالضرورة لما إذا كان هذا المشروع سيستثير بعض الغضب في بكين. ويمكن لمشروع السفارات اليابانية الجديدة أن تكون له تداعياته على العلاقات اليابانية- الصينية إلا أن هذا الهدف أيضاً عرضي وليس أساسياً في النهاية. جاستن ماكوري طوكيو ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©