يستأثر النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز بالقدر الأكبر من الاهتمام الإعلامي والجماهيري في قمة الدوري الإيطالي بين الميلان واليوفي، والتي سيكون «سان سيرو» مسرحاً لها الليلة في إطار مواجهات المرحلة الثالثة للدوري الإيطالي، فقد أشار تقرير لصحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت» إلى أن إيقاف تيفيز يشكل الهاجس الأكبر للجهاز الفني لفريق الروسونيري بقيادة المدرب الشاب بيبو إنزاجي، وقد يتولى الهولندي نايجل دي يونج مواجهة «الآباتشي» مبكراً من منتصف الملعب، فيما يقوم رامي أو غيره من المدافعين بمهمة الضغط عليه حينما يقتحم منطقة الجزاء أو في كل مناسبة يحاول الاقتراب منها.
وتابع التقرير الإيطالي: «في المباراة الأخيرة بين الميلان واليوفي والتي أقيمت في سان سيرو تألق تيفيز على المستويات كافة، ولم ينجح الدفاع الميلاني في الحد من خطورته، فقد كان شريكاً في صنع هدف اليوفي الأول والذي سجله فرناندو يورنتي، وسجل الهدف الثاني من تسديدة صاروخية بعيدة المدى ليقضى على أمل الروسونيري في العودة للمباراة، كما يعود له الفضل في جعل اليوفي الأقرب للفوز بلقب الدوري عقب المباراة المذكورة، واستمرت انطلاقة الفريق حتى تحقق له ما أراد وحصل على لقب الدوري الموسم الماضي».
وأضاف التقرير: «في الموسم الحالي يواصل تيفيز رحلة التألق، فقد أحرز في المباراة الأخيرة ثنائية في مرمى مالمو السويدي في دوري الأبطال، ليقضي على عقدته التهديفية في البطولة القارية، كما سجل هدفاً في بطولة الدوري أمام أودينيزي في المرحلة الثانية ليقود اليوفي للفوز بهدفين مقابل لا شئ، وصنع هدفاً، ليصبح الآباتشي شريكاً رسمياً في كافة أهداف اليوفي منذ بداية الموسم الجاري».
وكشفت الصحيفة الإيطالية عن أن بيبو إنزاجي المدير الفني لميلان عكف على دراسة أكثر من طريقة لحصار “الآباتشي” الأرجنتيني، لكي يضمن إيقافه أو الحد من خطورته على الأقل، وتابع التقرير: «هل سيقوم إنزاجي بتكليف رامي أم زاباتا أم لاعب ثالث بمراقبة تيفيز ؟ الأمر يعتمد على الخطة بشكل عام، والتي يشكل إيقاف تيفيز أحد أهم محاورها، وما يخشاه الجهاز الفني للميلان أن النجم الأرجنتيني يتحرك في الجهة اليمنى وكذلك اليسرى في بعض الأحيان، كما يقوم باختراقات من العمق، مما يجعل رقابته أمراً صعباً».
ومنذ بداية مسيرته الكروية لم يتوقف النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز على لعب دور البطولة في صفوف الفريق الذي يلعب له للحصول على لقب الدوري المحلي، فقد فعلها في صفوف بوكا جوينيورز الأرجنتيني عام 2003، وتألق مع كورينثيانز البرازيلي ولعب دوراً مهماً في حصوله على لقب الدوري البرازيلي في 2005، واستمر النجم الملقب بـ«الآباتشي» على توهجه في صفوف مان يونايتد، وحصل معه على لقب الدوري الإنجليزي عامي 2008 و 2009، وجاء رحليه عن صفوف «الشياطين الحمر» ليثير ضجة هائلة في إنجلترا، فقد رحل صوب الجار مان سيتي، ليصبح النجم الأول للفريق في مرحلة التحول، التي شهدت تتويج «القمر السماوي» على عرش الكرة الإنجليزية، وحصل تيفيز مع «سيتي» على لقب الدوري موسم 2011 – 2012.
ورحل «الآباتشي» إلى يوفنتوس في صيف 2013 مستجيباً لنداء «السيدة العجوز»، وتوقع البعض أفول نجم تيفيز، خاصة أنه رحل مقابل 10 ملايين يورو، وانخفضت قيمته السوقية نظراً لتراجع مستواه مع مان سيتي في الفترة الأخيرة له مع الفريق الإنجليزي، ولكنه جدد دوافعه للتألق، وقاد اليوفي للحصول على لقب الدوري الموسم الماضي، محرزاً 19 هدفاً ليحتل المرتبة الثالثة في قائمة هدافي الدوري الإيطالي، والهداف الأول لليوفي متفوقاً على الإسباني فرناندو يورنتي الذي سجل 16 هدفاً في بطولة الدوري.
وعلى الرغم من حداثة عهده بتشكيلة فريق «السيدة العجوز» إلا أن تيفيز أصبح الهداف الأول للتشكيلة الحالية، برصيد 21 هدفاً في 45 مباراة بمختلف البطولات، وتألق في ضربة البداية للموسم الجاري بتسجيل ثنائية في دوري الأبطال، وهدف في الدوري المحلي، ليعلن عن أنه سوف يكون أحد الوجوه المتألقة في صفوف الميلان بشكل خاص وفي ملاعب إيطاليا بوجه عام خلال الموسم الجاري.
ووصل رصيد تيفيز مع جميع الأندية التي لعب لها إلى 220 هدفاً في 500 مباراة، وهو معدل تهديفي كبير، بالنظر إلى أن مسيرته الكروية شهدت الكثير من المشكلات والعثرات خارج الملعب، ولازال النجم الأرجنتيني يواجه بعض المشكلات على صعيد الإنضمام لمنتخب بلاده بسبب مشكلات شخصية مع الأجهزة الفنية لمنتخب التانجو، وجاء غيابه عن التشكيلة في المونديال الأخير ليثير غضب الشارع الأرجنتيني، حيث يتمتع الآباتشي بشعبية عريضة في بلاده يتفوق بها على كافة نجوم الجيل الحالي، بما في ذلك ليونيل ميسي، حيث يقولون عنه في الأرجنتين، إنه يلعب بـ «قلبه» بينما يمارس ميسي كرة القدم بـ «قدمه» في إشارة إلى إخلاص تيفيز وحبه لقميص منتخب الوطن.
عدد اليوم
