الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

برلمان مصر ينتخب الكتاتني رئيساً ووكيلين وفدي وسلفي

برلمان مصر ينتخب الكتاتني رئيساً ووكيلين وفدي وسلفي
24 يناير 2012
فاز الدكتور محمد سعد الكتاتني مرشح حزب “الحرية والعدالة”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، برئاسة البرلمان المصري، بعد حصوله على 399 صوتا من اصل 503 أصوات في الانتخابات التي جرت في أولى جلسات البرلمان الجديد أمس. وحصل منافسيه عصام سلطان مرشح حزب “الوسط” على 87 صوتاً، والمرشح المستقل يوسف البدري على 10 أصوات. ويعتبر الكتاتني أول رئيس جديد للبرلمان المصري منذ 21 عاما قضاها فتحي سرور في رئاسة البرلمان. وجه الكتاتني عقب فوزه التحية لثورة 25 يناير التي أطاحت بالنظام الفاسد، واقتلعت جذور الظلم والفساد، معلنا للشعب المصري والعالم أن الثورة مستمرة، ولن يهدأ لنا بال، ولن تقر أعيننا حتى تستكمل الثورة كل أهدافها، ونقتص للشهداء بمحاكمات عادلة وفعالة وسريعة، ونعيد بناء مصر الحديثة الوطنية الديمقراطية. وقال الكتاتني - في أول كلمة بعد فوزه - “إن مصر فقدت الكثير من أبنائها من اجل الحرية والديمقراطية التي غابت عن هذا الشعب طويلا، ومن هنا نعلن إننا لن نخون دماء الشهداء أبدا، ولن ننسى المصابين وجراحهم، بل سنعمل أن يكون البرلمان هو العنوان الصحيح للديمقراطية، وتحقيق كل أهداف الثورة”. وتعهد بالتزام المنصة الحيدة والنزاهة والعدالة، وأن تكفل لكل نائب حقه الدستوري وحريته في كل ما يبديه من آراء تحت القبة. ووجه الشكر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أنجز ما وعد به من إجراء انتخابات سيشهد لها العالم كله. كما انتخب البرلمان كل من النائب الوفدي محمد عبدالعليم داود وكيلا للبرلمان عن العمال، ونائب حزب “النور” السلفي أشرف ثابت سعد الدين وكيلا للبرلمان عن الفئات. وكان البرلمان الجديد قد عقد أولى جلساته في دور الانعقاد الاول بعد الثورة، وترأس الجلسة أكبر الأعضاء سنا، وهو النائب الوفدي الدكتور محمود السقا، وعاونه أصغر نائبين وهما النائب السلفي محمود حمدي أحمد “28 عاما”، والنائبة المعينة ماريان ملاك “27 عاما”. وبدأت الجلسة بوقوف الأعضاء دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الثورة. وقال رئيس الجلسة “تغمد الله شهداءنا بواسع رحمته وعظيم مغفرته الذين سطروا بدمائهم الزكية شهادة ميلاد لحرية وكرامة كل المصريين”، كما عبر عن تقدير البرلمان وإجلاله للمصابين. وتلى ذلك تلاوة قرارات رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي بدعوة الناخبين إلى انتخاب أعضاء البرلمان، ودعوة البرلمان للانعقاد، وتعيين عشرة أعضاء بالبرلمان. وعند تلاوة قرار المشير طنطاوي بتعيين عشرة أعضاء قال الدكتور محمود السقا رئيس الجلسة مبتسماً إن هذا القرار خاص بالعشرة المبشرين بهذا البرلمان العظيم، وقابل الأعضاء كلام السقا بالتصفيق الحاد. ثم أدى الأعضاء اليمين الدستورية، والتي استغرقت نحو ثلاث ساعات. وأثار نائب حزب “النور” ممدوح إسماعيل أزمة عند تلاوته لنص اليمين الدستوري، حيث تجاهل عبارة “وأن أحافظ على النظام الجمهوري”، فطالبه رئيس الجلسة الالتزام نص اليمين الوارد باللائحة الداخلية للبرلمان، فلم يستجب في البداية فألح عليه السقا قائلا له “أخي وصديقي أرجو تلاوة النص الصحيح”. وعاد إسماعيل معقباً “أنا لم أخالف النص بينما أنت الذي خالفته، عندما قلت عن الأعضاء المعينين العشرة المبشرين، وهم العشرة المعينون”. وتدخل نائب سلفي آخر مؤيدا إسماعيل قائلا “إننا لا يجب أن نقول النظام الجمهوري بينما نحن لا نعرف شكل النظام الذي سنكون عليه” ثم عاد إسماعيل وتلا النص صحيحا وعقب نهايته قال “فيما لا يخالف شرع الله”. وعقب السقا على أحد النواب الذي زاد على نص القسم وقال “وان أحافظ على أهداف ثورة 25 يناير” نحن لسنا بحاجة للمزايدة علينا. وعند حلول موعد أذان الظهر غادر عدد كبير من النواب الذين أدوا اليمين قاعة البرلمان لاداء الصلاة، فيما انتظر بقية النواب لأداء اليمين. وخالف رئيس الجلسة الدكتور السقا التوقعات برفع الجلسة أثناء الصلاة، واستمر النواب في أداء اليمين الدستورية. وقال النائب سامح مكرم عبيد ـ قبل أداء اليمين ـ باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعا، أما النائب المعين عمر صابر عبدالجليل فقد اعترض على وصف السقا للاعضاء المعينين بأنهم العشرة المبشرون، وقال موجها حديثه للسقا “اذا كنت تقصد السخرية منا فأنا ارفض هذا الوصف وإذا كان غير قانوني فأنا ارفضه ايضا”. ورد السقا قائلا “إننا كلنا مبشرون بأن نخدم الوطن” وطالبه بألا يأخذ الكلام على عواهنه. وارتدى النائب مصطفى النجار علم مصر وكتب عليه “دم الشهداء لن يضيع هباء.. عيش.. حرية.. كرامة إنسانية”. اما الدكتور سعد الكتاتني فقد ارتدى وشاحا اصفر كتب عليه “لا للمحاكمات العسكرية” وكذلك فعل عدد من زملائه من حزب “الحرية والعدالة”. واحتل اعضاء حزب “الحرية والعدالة” المنبثق عن جماعة الاخوان يمين المنصة بينما جلس نواب حزب “النور” السلفي يسار المنصة. وتجمع آلاف من أنصار جماعة الاخوان المسلمين وحزب “النور” السلفي في الشوارع المؤدية الى البرلمان أمس ورددوا الهتافات المؤيدة للنواب وللبرلمان وللثورة، ومنها “تحيا مصر وارفع راسك فوق انت مصري”. كما رفعوا لافتات بلون علم مصر الأحمر والأبيض والأسود وكتبوا عليها “ايها النائب تذكر دماء الشهداء واسترداد الأموال المنهوبة، والكرسي هيزول مهما الزمان هيطول”. يأتي ذلك في الوقت الذي قامت قوات الشرطة بعمل كردون امني امام بوابة البرلمان المواجهة لوزارة الصحة، وهي الوحيدة المسموح بدخول الاعضاء منها. وخرجت أمس 4 مسيرات من أماكن متفرقة وتوجهت لمقر البرلمان. وانطلقت اولى المسيرات من ميدان عبدالمنعم رياض وتحمل لافتات موحدة تحت شعار “القصاص للشهداء” بمشاركة المئات من اهالي واصدقاء شهداء الثورة ومصابيها لحث البرلمان المنتخب على تبني قضايا الشهداء والمصابين خلال الدورة البرلمانية. ومن امام مقر اتحاد العمال المستقل، انطلقت مسيرة تحمل لافتات موحدة تحت شعار “عدالة اجتماعية” وتستهدف جمهور العمال والموظفين واصحاب المعاشات وغيرهم لدعوة النواب الى تحقيق مطالب الثورة والمتعلقة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وخرجت من امام دار القضاء العالي مسيرة تحمل لافتات موحدة تحت شعار “لا للمحاكمات العسكرية”، ويشارك فيها عدد من أهالي وأصدقاء كل الشباب الذين تعرضوا لمحاكمات عسكرية ثم تجمعت المسيرات بالقرب من مقر البرلمان داعين لان يكون البرلمان الجديد أداتهم التشريعية للسير قدما من اجل تحقيق مطالب الثورة. وتقدم وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبدالحميد المسيرة الرابعة والخاصة بالمثقفين والفنانين لتسليم رئاسة البرلمان بيانات المثقفين حول حرية الإبداع. وشارك في المسيرة التي رفعت شعارات حرية الإبداع مئات الأدباء والفنانين من مختلف الأجيال والتيارات والمجالات بعد أن تجمعوا في دار الأوبرا واتجهوا سيراً على الأقدام إلى مقر البرلمان.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©