تغطية ـ إبراهيم الملا:
افتتح سعادة عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام صباح أمس الأحد فعاليات الندوة الفكرية التشكيلية بعنوان ''النقد والابداع'' وجاء في كلمة الافتتاح: ''إن هذه الندوة مواصلة جديدة لرسالة الشارقة الثقافية التي تستمد قوة دفعها من رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وراعي نهضتها الثقافية والتنموية الشاملة، لقد حرص سموه منذ وقت مبكر على إيلاء اهتمام استثنائي للثقافة والفنون باعتبارهما استدعاء للذاكرة والحكمة وإبحارا في المستقبل وترميزا لأفضل الخصال والسجايا المرتبطة بحوار الحضارات ومعرفة الخصوصيات، وقد اسهمت هذه النظرة الثاقبة في تعمير بيت الشارقة الثقافي بالخبرات والانشطة والاراء والندوات والملتقيات التي تستمر على مدار العام، وتسعد بأفضل الاوعية والمؤسسات الحاضنة لهذه الفعاليات·
وأضاف العويس في كلمته: ''إن هذه الندوة التي تعقد تحت هذا المسمى ''النقد والإبداع '' تواصل ذات التقاليد الباحثة عن اجوبة معرفية لاسئلة العصر، تلك الاسئلة التي تستجليها الفنون الجميلة عبر تقنياتها ودلالاتها وعبر ايقاعها المترافق مع الزمان وتقلباته، وايضا عبر الاستباق المنهجي للقادم من الايام، فالفن الاصيل يتوق دوما الى تقديم اجوبة مستقبلية دون ان يهمل الماضي وما ينطوي عليه من قيم جمالية وابداعية، وخصوصيات تعطي للمساهمة قيمتها الانسانية الشاملة·
هذا وقد بدأت فعاليات اليوم الأول لهذه الندوة بجلسة أولى ترأسها الفنان طلال معلا وتحدث فيها كل من الدكتور مصطفى الرزاز من جمهورية مصر العربية والناقد التشكيلي الإماراتي حسن الشريف، أعقبتها جلسة ثانية برئاسة الدكتور فريد الزاهي من المغرب، وتحدث فيها كل من فاروق يوسف من العراق وابتسام عبدالعزيز والدكتور محمد يوسف من الإمارات·
حيث أشار الدكتور الرزاز في كلمته إلى أن الإبداع الفني يعمل على التعامل مع المفاهيم العقلية والملموسات الظاهرة، وعلى مستوى اللاوعي في اكتشاف الحلول المفاجئة اللازمة لتغذية الإبداع، حيث التفكير الإبداعي كما يقول ''آينشتاين'' هو لعبة مركبة، وأن الوعي الكامل حالة استثنائية يستحيل التوصل إليها بشكل كامل·
ومن ثم فإن عمليات تحدث خارج مجال الوعي هي التي تحرك الفنان مهما كان معتصما بالسببية، إذ إن عملية الإبداع الفني تتم على مستويين هما الوعي واللاوعي''
أما كلمة الفنان ''حسن شريف'' فتركزت حول الثقافة التجارية أو التابعة لآليات السوق والتي سيطرت على عقلية الفرد في المجتمعات المعاصرة، حيث أصبح الفرد في هذه المجتمعات عبداً للاستهلاك المبتذل والقادم من السيطرة الاقتصادية الفوقية للدول الرأسمالية القوية تجاه المجتمعات الصغيرة والضعيفة، ومن العادات الجديدة التي انتشرت في مجتمع الإمارات في ميدان الفنون البصرية رواج ثقافة بصرية استهلاكية رخيصة وسلبية وهابطة عن مفهوم الفن وطبيعته عن طريق تسويق العديد من البرامج التجارية التي ترسل إلى هذه المنطقة أو أنتجت محليا، بالإضافة إلى مساهمة العديد من ''الجاليريهات'' والصالات الخاصة في عرض الأعمال التزيينية المختلطة مع تحف مزورة لجذب المشاهد من خلال هدف تجاري بحت''·
وتحدثت الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز عن الفنان البيئي والذي وصفته بأنه يملك القدرة المدربة على رؤية الطبيعة كعمل فني، فهو يقوم بالبحث والتحليل والاستكشاف قبل البدء في تقديم الافتراضات، إيمانا منه بضرورة البحث قبل إخراج هذه الافتراضات في صورة عمل فني، وترى ''ابتسام'' أن الفنان هو الذي يمنح الأشياء قوتها وقيمتها، وعلى الناقد أن ينظر إلى الأشياء من منظور الفنان في كيفية تحويل قطعة من الحديد أو الخشب أو حتى الحجر التي لم تكن لها فائدة لتصبح ذات قيمة فنية ومعرفية في ذات الوقت·
هذا وستواصل الندوة أعمالها اليوم الاثنين بجلستين صباحية مسائية وستتضمن الأعمال المقدمة قراءات نقدية وتحليلات فكرية للواقع التشكيلي وعلاقته بكل من الفنان والجمهور وما يشتمل عليه من تواصل إبداعي ملتبس وشائك بين العمل الفني المعاصر وبين المتلقي لهذا العمل·
عدد اليوم
