الغواص حسن يغرس خريطة الإمارات وصور حكامها تحت البحر في خورفكان

يجتهد الغواص حسن النقبي في التعبير عن حبه لوطنه والاحتفال بعيده كلّ عام، من خلال تقديم أفكار جديدة لم يسبقه إليها أحد في العالم، مستلهمة من روح عمله، الذي وظّفه في خدمة أرض الإمارات وشعبها، ليصنع منه رسائل شوق ومحبة يقدمها إلى الوطن وحكامه وكلّ القائمين عليه وللذين يحبونه مثله. مشروع وطني من تحت الماء تخرج رسالات النقبي في كلّ مرة، فبعد أن قام برفع علم الإمارات تحت الماء العام الماضي، واصل هذا العام مشروعه الوطني الخاص بزرع مجسم يمثل خارطة الإمارات، إلى جانب زرع صور الحكام وعلى رأسهم صورة مؤسس الاتحاد وصانع أمجاده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى جانب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وحكام الإمارات وولي عهد أبوظبي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. إلى ذلك، يقول النقبي، وهو مدرب غوص يعمل في شرطة الشارقة «في العام الماضي قمت برفع علم الدولة في عمق البحر وكان أول علم يرفع تحت الماء، وسعدت كثيرا بنجاح تجربتي التي عملت على إتمامها بكل ما أوتيت من قوة وإرادة، وهذا العام أحببت أن أرسل رسالة أخرى ولكن بطريقة مطوّرة أكثر حيث قمت بعمل مجسم لخريطة الدولة، بعد أن اخترت مادة المشروع وحددت مقاساته والمواد المستخدمة فيه وملحقاته من صور وألوان، ثم حدّدت الموقع المناسب والذي تتوفر فيه العناصر المناسبة لنجاح المشروع، بعد ذلك قمت بتنفيذه ثم استعنت بأحد المصورين لتصوير المشروع فوتوغرافيا وكذلك بطريقة الفيديو». وحول رؤية المشروع وفكرته يقول النقبي «أحببت أن أعبّر عن حبي لوطني بطريقتي الخاصة والاحتفال بعيده من خلال مهنتي كغواص عاشق لبحر البلاد، ومن هنا جاءت الفكرة، وكانت رؤيتي أن المشروع من شأنه تعميق الشعور والانتماء الوطني وترسيخ الهوية الوطنية لدى الجيل الجديد ممن يطلع على هذه التجربة». خطوات التنفيذ بالنسبة لكيفية تنفيذ المشروع واختيار مكانه المناسب، يوضح «بعد أن اخترت مادة المشروع وهي عمل مجسم لخريطة الدولة والمواد المستخدمة فيها (مواد مقاومة للماء) تم رسم عليها خريطة الإمارات وكتابة كلّ إمارة على حدة بمقاسات محددة سلفا، يبلغ طولها مترين وعرضها متر ونصف، تم تثبيتها على قاعدة حديدية يبلغ ارتفاعها متر ونصف المتر، وتم طلاء الخريطة بألوان العلم الإماراتي، ثم تم تثبيتها في قاع البحر». لكن اختيار المكان الذي تم نصب المشروع فيه لم يكن سهلا، بحسب النقبي، الذي يقول إن الاختيار تم وفق عدة شروط من أهمها الإنارة التي تمكن من وضوح الرؤية تحت الماء، وكذلك مراعاة عدم وجود تيارات بحرية في المكان، بالإضافة إلى الابتعاد عن الشعب المرجانية وذلك لحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها، وبعد البحث تم العثور على مكان مناسب. ويتابع «بعد أن حدّدت مكان العمل، وهو في أعماق مدينة خورفكان وتحديدا خلف الميناء وقرب جزيرة «القرش»، نزلت إلى الماء وحدّدت عمقه، حيث بلغ 7 أمتار، ثم بدأت بزرع الخريطة وصور الحكام، وقد تم الأمر على عدة مراحل استغرقت مني نزولا وصعودا إلى البحر مرات عديدة حتى انتهاء التنفيذ، ثم استعنت بأحد المصورين لتصوير المشروع، وقد استغرقت العملية برمتها منذ البداية وحتى النهاية شهرين كاملين». رسالة في حب الوطن «هذي هي رسالتي للوطن في عيده التاسع والثلاثين، وهي تعبير مني عن حبي العميق لبلدي الإمارات وولائي للوطن، واحتفالي بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الإماراتيين جميعا، إنها بصمتي الخاصة التي أضعها على جبهة الوطن لأهديها إلى رئيس الدولة والحكام والشيوخ وجميع أبناء الوطن والمقيمين فيه». بهذه الكلمات عبر حسن النقبي عن فرحته بالعيد الوطني، مشيرا إلى أنه قدم مشروعه بجهود ذاتية تطوعية، تعبيرا عن حبه وانتمائه للوطن ومسؤوليته تجاهه، وهي رسالة أيضا إلى الجيل الجديد من أجل ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم وقلوبهم.