الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع الطاقة البحرية يبدأ نشاطه التجاري

قطاع الطاقة البحرية يبدأ نشاطه التجاري
25 أغسطس 2012
تصاعدت مؤخراً أهمية تسخير طاقة الأمواج وطاقة المد والجزر البحري. آخر الاختراعات في هذا المجال ماكينة تسمى “ثعبان البحر الأصفر” وهي عبارة عن محول طاقة أمواج مزود بقلاب مفصلي متصل بقاع البحر يتحرك إلى الأمام والخلف بفعل التيارات البحرية وهو بالتالي يحرك مكبسين يدفعان مياها عالية الضغط في توربينة موضوعة على البر وبذلك تولد كهرباء نظيفة. يجري حالياً تجربة هذه الماكينة من قبل شركة اكوامارين باور في المركز الأوروبي للطاقة البحرية في مضيق بنتلند في سكوتلندا، الذي يعد أحد أهم مواقع تجربة معدات الأمواج والمد والجزر البحري في العالم. يتميز هذا المضيق الذي يفصل جزر اوركني عن بر سكوتلندا الرئيسي بأسرع مد وجزر في العالم. وفي هذه المنطقة يوجد عدد من شركات المرافق العامة وشركات التكنولوجيا من ضمنها ايون ورولرز رويس وكاواساكي هيفي اندستريز اليابانية، والتي تنشغل جميعها في استكشاف طرق الاستفادة من الطاقة البحرية. وقال طوم لامب رئيس قطاع الطاقة والتجارة والاستثمار في المؤسسة الاسكتلندية الدولية للتنمية التي تشجع الاستثمار في سكوتلندا: “إن الطاقة التي يمكن الحصول عليها من تيارات المد والجزر في مضيق بنتلند هائلة الضخامة، ولذلك فهو مكان عظيم لتجربة المعدات”. يعتبر المركز الأوروبي للطاقة البحرية بمواقع تجاربه الكاملة الأربعة عشر مركزاً لا نظير له لإجراء التجارب والابتكار لقطاع لا يزال في مراحله المبكرة وإن كان يتوقع أن ينمو سريعاً في العقد المقبل بالنظر إلى أن دولاً مثل المملكة المتحدة تسعى إلى تقليص انبعاثات الكربون والابتعاد عن أنواع الوقود الأحفوري. وضعت حكومة المملكة المتحدة هدف توليد 300 ميجاوات من الكهرباء من الأمواج وطاقة المد والجزر في تاريخ أقصاه عام 2020 بزيادة من 7,67 ميجاوات الآن وهي قفزة ستتطلب استثمار 1,5 مليار جنيه استرليني. وقالت الجمعية المهنية لطاقة الرياح والأمواج والمد والجزر البحري “رينيوابل” إنه في مقدور الطاقة البحرية أن تولد في نهاية المطاف 20% من احتياجات المملكة المتحدة من الطاقة. ورغم أنها متأخرة كثيراً عن طاقة الرياح فإن الطاقة البحرية تبدأ في إحراز تقدم. في عام 2010 أجرت الهيئة الملكية للعقارات التي تمتلك قاع البحار قبالة المملكة المتحدة أول دورة عقود تأجير تجاري للطاقة البحرية في العالم باعتمادها ستة قطاعات أمواج وخمسة قطاعات مد وجزر بحري في مضيق بنتلند واوركني ووتر ينتظر أن تولد مجتمعة 1,6 جيجاوات بحلول عام 2020 وهو ما يكفي لإمداد 70 ألف منزل. تتمثل إحدى مزايا طاقة المد والجزر الكبرى على طاقة الرياح في إمكانية توقع أحوال المد والجزر. وقالت انجس ماكرون المحللة في بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة: “تحصل على الطاقة في الأوقات التي تتوقعها تحديداً، ورغم أنها متقطعة إلا أنه يمكن توقعها”. غير أنه خارج المملكة المتحدة ينتظر أن تظل طاقة الأمواج والمد والجزر تحظى بقليل من الاهتمام لسنوات مقبلة. ولا تنعم كثير من الدول بما لدى بريطانيا من خط ساحلي طويل ومد وجزر قوي وبحار هائجة. ومع ذلك حتى في المملكة المتحدة ليس لدى هذا القطاع ماض أو تاريخ يذكر، إذ لم يسبق تجربة معدات طاقة بحرية في المياه لفترات طويلة من الزمن وسيكون من الصعب إثبات قدرة أي منها على العمل لفترة سنوات ناهيك لعقود. وقال ستيف كاردن خبير ابتكارات الطاقة في بي ايه الاستشارية: “تعتبر المتانة أمراً شديد الأهمية لكي تكون الطاقة البحرية مقبولة تجارياً”. وأضاف: “إن هذه مجرد البداية. ومن الصعب تصميم نظام طاقة بحرية يقاوم البيئات القاسية ومن الأصعب تصميم نظام سهل التركيب والصيانة في البيئة البحرية”. هناك شركة متقدمة في هذا المجال متمركزة في بريستول اسمها مارين كرنت تربينز (ام سي تي) ولدى هذه الشركة جهاز يسمى سيجن Seagen يعتبر من أوائل مولدات الكهرباء في العالم التي تستخدم تيارات المد والجزر تجارياً وهي تنتج كهرباء في سترانجفورد لوف في نورذرن ايلند منذ عام 2008. وهي تمضي قدماً في تنفيذ مشروعين أكبر كثيراً أحدهما في سكوتلندا والآخر في ويلز سيركزان على تكنولوجيا سيجن ومن المخطط أن يتم تشغيلهما بحلول عام 2015. وقال ديفيد كروهن مدير تطوير طاقة الأمواج والمد والجزر في رينيوابل يوكيه إن خطط ام سي تي تثبت أن هذا القطاع يتحول من التجارب صغيرة النطاق إلى الانتشار التجاري الوشيك، وهو ما يعكسه الاهتمام المتزايد الذي تبديه كبريات المجموعات الصناعية بالشركات المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة البحرية. حيث استحوذت رولز رويس على تايدال جنريشن عام 2009، كما اشترت شركة دي سي ان اس لبناء السفن حصة في شركة اوبن هايدرو الإيرلندية المتخصصة في تصنيع التوربينات عام 2011. وفي شهر يناير الماضي استحوذت سيمنز الألمانية على ام سي تي. وبعد ذلك بشهر واحد اشترت شركة اندريتز للتكنولوجيا النمساوية شركة هامرفست ستروم للتطوير النرويجية. وفي المملكة المتحدة هناك تشجيع كبير على إنشاء مشاريع ضخمة في هذا القطاع وهو ما يعود بعض الفضل فيه لسياسات الحكومة البريطانية. نقلاً عن: «فايننشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©