الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«معاً»: تجربة إعلامية مختلفة

5 سبتمبر 2011 22:36
نداء توما صحفية مستقلة تقيم في رام الله قدّم مذيعان تلفزيونيان شابان من استوديو متواضع إلى درجة كبيرة وإن كان مجهّزاً إلى حدما في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، الحلقة الأولى من برنامج إخباري يومي جديد يمكن أن يكون له حضور قوي في العالم العربي. وللمرة الأولى، يبادر إعلاميون فلسطينيون بعملية إنتاج تهدف إلى توفير أخبار مستقلة ذات نوعية جيدة للجمهور الفلسطيني. وقد جرى ذلك قبل أقل من شهرين حين أطلقت المنظمة الإعلامية الفلسطينية المستقلة، برنامجاً إخباريّاً مسائيّاً يبث في الساعة الثامنة على قناة "ميكس معاً" الفضائية. وبسرعة ظهرت أهمية البرنامج بالنسبة للمجتمع الفلسطيني. وبشكل عام، كانت الأخبار المحلية تقدَّم من قبل الإعلام العربي والأجنبي على قنوات مثل "الجزيرة" القطرية و"العربية" السعودية، وأحياناً الـ"بي بي سي" البريطانية. ويقول منتجو البرنامج إن هدفهم هو أن يكونوا بمثابة "الجزيرة" الفلسطينية. وقد حفّزت تطورات السنة الأخيرة على ما يبدو على تحقيق هذا الهدف، إذ جرى تهميش الأخبار الفلسطينية هذا العام إلى حد بعيد، بينما اضطرت قنوات التلفزة العربية والأجنبية إلى إعطاء الأولوية لتغطية الثورات عبر العالم العربي. وإضافة إلى ذلك، تخلق حقيقة كون الفلسطينيين يتحركون قدماً في عملية بناء المؤسسات وتعزيز القانون والنظام، حاجة أكبر للشفافية في ممارسات الحكومة، وهي حاجة لا يمكن تحقيقها إلا بوجود إعلام حر ومستقل. وبالإضافة إلى الانسياب الحر للمعلومات، تُعتبر حرية التعبير عن الرأي والانتقاد أساسية للمشاركة المدنية في أي مجتمع كان. والحال أن "معاً" هي منظمة إعلامية مستقلة وغير ربحية، الأمر الذي يعطي بثها التلفزيوني مصداقية في الشارع الفلسطيني. وتأتي المنافسة في استقطاب الجمهور الفلسطيني من قناتين لكل منهما تبعية سياسية. وتشكّل حقيقة أن "معاً" غير تابعة لأحد خبراً جيداً لأولئك الذين يريدون رؤية تطوير ثقافة مدنية قادرة على البقاء. فالإعلام الذي يكون حرّاً في امتداح مستوى الخدمات الحكومية من ناحية، وانتقاد السياسيات والإبلاغ عن الفساد وسوء الإدارة من ناحية أخرى، من شأنه أن يدعم التحول نحو اتباع سياسات ديمقراطية شفافة. وقد اكتسى وجود برنامج إخباري ذي أجندة فلسطينية، ويبث من المناطق الفلسطينية، أهمية إضافية في هذه الفترة بالذات. ويتسلم البث الإخباري، ومدته ساعة واحدة، تقارير من محطات التلفزة المحلية على رابط مباشر، الأمر الذي يعطي صوتاً لأناس من قطاعات مختلفة وخاصة من المناطق المهمّشة. ومن المواضيع المهمة التي تطرح في النشرة الإخبارية سلبيات الانشقاق بين الضفة الغربية وغزة. فمنذ الصراع الذي حصل عام 2007 بين الفصيلين الرئيسيين الغريمين، "فتح" في الضفة الغربية و"حماس" في غزة، انفصل الإعلام الفلسطيني أيضاً عبر هذه الخطوط. وتضيف "معاً" توازناً وتنوعاً ضروريين للإعلام لأنها تحتفظ بمكتب ومراسلين لها في غزة، يقدمون أخباراً أولاً بأول من هناك. ويسمح هذا الاستقلال كذلك للقناة بالتعامل مع قضايا واهتمامات تتجاهلها محطات التلفزة الأخرى. وعلى سبيل المثال، بحث تقرير لـ"معاً" قبل بضعة أسابيع إضراباً نظمه موظفون حكوميون بسبب رواتب لم تُدفع، بينما قررت قنوات أخرى تجاهله. وكذلك غطت امتحانات التوجيهي العام ومشاكله. وتثير هذه الموضوعات حواراً معمقاً في المجتمع المدني الفلسطيني، فعلى سبيل المثال، يقول خليل شاكر وهو محاضر جامعي: "عندما يثير الإعلام قضايا تهم الناس فإنه يعطيهم منبراً يتكلمون منه ويتصلون عبره بصانعي القرار". ومع ذلك لا يعني هذا الطموح النبيل للسعي لتحقيق أفضل الأداء والمعايير المهنية العالية، أن عمل "معاً" أصبح كاملاً، فالبدايات بالطبع صعبة. وطبعاً لا يعتبر بعض التغطية الإخبارية، مثل التقارير حول ورشات العمل المختلفة أو الدورات التدريبية في المناطق الفلسطينية، أخباراً مثيرة. ويمكن تحسين تحرير النشرة الإخبارية، وكذلك تنظيم مضمونها. إلا أن حال أوجه النقص يتحسن باستمرار وبسرعة، ويبدو البرنامج في طريقه إلى تحقيق هدف أن يصبح نوعاً مختلفاً من محطات التلفزة في الساحة الفلسطينية. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©