الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ميثاء الخياط: الكتابة للطفل طريق إلى المستقبل

ميثاء الخياط: الكتابة للطفل طريق إلى المستقبل
20 سبتمبر 2014 00:10
فرضت الكاتبة الشابة ميثاء الخياط ابنة رأس الخيمة، حضورها العفوي بقلمها وعوالمه الخصبة، ككاتبة للأطفال واليافعين على الساحة الإماراتية، عبر إنتاجاتها القصصية القائمة على البساطة والمغامرة الشيقة والمرح والسلاسة، مع رسومات خطتها ريشتها تناسب إيقاع شخوص قصصها ذات الملامح الإماراتية بتقاليدها وسماتها، وفق أسلوب عصري يواكب تطور الحياة ومفاهيمها ويخاطب روح الطفل وشغفها بالحلم والتسلية مع المعلومة الجديدة التي تغني خياله وقاموسه اللغوي والفكري. حققت ميثاء الخياط حضوراً لافتاً مع مجموعتها القصصية الثانية «أحب طريقتي الخاصة» الصادرة عن دار (كلمات)، والتي نالت جائزة أفضل كتاب في ملتقى الطفل في الرياض 2011، وأول كتاب إماراتي يجد طريقه إلى المكتبات الأجنبية بعد ترشحه لجائزة (مارش) البريطانية كأفضل الكتب المترجمة عام 2012. أصدرت ميثاء الخياط عضو المجلس الدولي لكتب اليافعين، وبرنامج ثقافة بلا حدود عدة مجموعات قصصة منها: «حين يشتهي الجمل اللقيمات» و»جوارب أمي العجيبة» و»القملة الهاربة»، ومؤخراً صدر لها قصتان جديدتان «أميرة التسريحات» و»خرفان عمي خلفان». عن بداياتها مع الكتابة القصصية للطفل تقول ميثاء لـ»الاتحاد»: «لم أحلم أو أفكر يوما بالكتابة للطفل، وكان كل حلمي ينصب على تأسيس مكتبة أو ادارة مكتبة، أقضي فيها وقتي مع عادتي المفضلة منذ الطفولة، وهي المطالعة، لهذا اخترت مشروع تخرجي في الجامعة فكرة تأسيس (كافيه مكتبة)، وعملت بعد تخرجي في كلية التقنية العليا في رأس الخيمة في مكتبة الجامعة، ولكن يبدو لولعي الطفولي مع قصص والدي قبل النوم، قدر آخر ورأي مختلف عما كنت أتمناه، وبدأ هذا القدر يطل برأسه مع بداية أمومتي عندما كنت أبحث عن مكتبة وقصص تناسب أعمار أطفالي تشدهم الى عوالم الكتاب والقراءة، وهذا النقص الفادح في رأس الخيمة للمكتبات وللاهتمام بكتب الأطفال، جعلني أفكر جديا بالكتابة والرسم لأطفالي، الذين ألهموني بفكرة أولى قصصي «أحب لحية أبي الطويلة» التي حققت ببداية انطلاقي ككاتبة للأطفال نجاحاً شجعني على المضي قدماً في المجال الذي أحب، وأؤمن بأهميته لحياة الطفولة ونموها بشكل سليم». وحول وجود الطفل القارئ ترى ميثاء أن الطفل بطبيعته ميال لكل عوالم الغرابة والدهشة والمعلومة الشيقة والطريفة، ولا شك بوجود الطفل القارئ، وهذه حقيقة تعتمد بالدرجة الأولى على الأسرة التي هي الحاضن الأول لكل ميول الطفل وتوجهاته، وبعدها تأتي المدرسة والمؤسسات الرسمية، التي يقع عليها واجب تنمية حب القراءة عند الطفل عبر الأنشطة الترفيهية المتنوعة والقادرة على زرع حب الكتاب بقصصه وشخوصه وموضوعاته، والبعيدة عن أسلوب التلقين، والحفظ وتراعي ذكاء الطفل وميله للعب والتسلية والضحك. وهذا ممكن جداً من خلال أسلوب سرد القصص، الذي يجب أن يعتمد على العناصر المذكورة سابقاً من شغف وترفيه، ففي أغلب الأحيان يرتكب المعنيّون بعملية التعليم والتثقيف خطأً فادحاً؛ ألا وهو تشجيع الأطفال على القراءة بدلاً من تشجيعهم على الاستمتاع بالقصص، ويغيب عن إدراكهم أن هذه الطريقة إنما تؤدي إلى نفور الصغار من الكتب في الواقع؛ حيث يظن الأطفال بأن هدف هذه العملية تعليمي، فتتبادر إلى أذهانهم مباشرةً جميع الأفكار المزعجة المرتبطة بمفهوم التعليم، لهذا السبب، أعتقد أن الطريقة الأكثر نجاحاً وفاعليّة هي التعامل مع القصص على أنّها أنشطة ترفيهية، أو مناسبات للاسترخاء، وهو ما يمكننا فعله من خلال الحديث عن الكتاب أو تحويل الأمر إلى نشاط أو مشروع أو مسرحية أو حتى مسابقة». وعن المنهجية المتبعة في مخاطبة الطفل عبر قصصها ترى الكاتبة ميثاء ضرورة احتواء قصص الطفل، على مواصفات خاصة ليكون لافتاً وشيقاً، حيث يبحث الطفل في أوقات فراغه عن مادة جاذبة تلفت نظره، وتخاطبه بلغته وبأسلوبه، وعلى الكاتب أن يعي ذلك، وألا يتحدث معه بلغة أعلى من مستواه وأكبر من عوالمه وخياله، لذلك يمكن للكاتب الإجابة عن كل تساؤلات الطفل وإثارة أسئلة جديدة تفتح أفقه وخياله من خلال فهم نفسية الطفل بأعماره المختلفة، فهو ذكي بالفطرة ولاقط لكل شيء جديد، لذلك تعتبر مراحل الطفولة هي أهم مراحل العمر التي عليها تتكون شخصية المستقبل وترسم مسارها، وبقدر تعب الأسرة على هذه المراحل العمرية التي أراها حساسة ومصيرية، بقدر الفائدة التي تعود على الطفل وعلى تنشئته ونموه مستقبلاً، والقصة عتبة مهمة وأساسية في تشكيل شخصية الطفل وتكوين ثقافته». ومن مشاريعها المقبلة بالإضافة لكونها عضو في المجلس الدولي لليافعين وعضو لجنة ببرنامج ثقافة بلاحدود، تعمل ميثاء على عدة مشاريع كتابية جديدة منها: المشاركة مع شركات محلية وأجنبية لإنتاج أفلام تليفزيونية للأطفال تقوم على القيم والتقاليد الإماراتية المواكبة لروح العصر منها مسلسل «الكابتن كريم» ومسلسل «حمدون»، كما تشارك حالياً مع كوكبة من الكتّاب الخليجيين، والعرب على كتابة حلقات جديدة من مسلسل «افتح ياسمسم»، بالإضافة لابتكارها وسيلة جديدة تعتمد على التقنيات الحديثة وتسخيرها لتشجيع المطالعة لدى الطفل عبر إنتاج مشروع على (الآي باد) بالتعاون مع المدينة الإعلامية في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©