الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محسن حميد: في باكستان ظمأ مدهش للثقافة

محسن حميد: في باكستان ظمأ مدهش للثقافة
20 سبتمبر 2014 00:10
حصل الباكستاني محسن حميد البالغ 43 عاماً من عمره، على شهرة عالميّة واسعة بعد أن ترجمت روايته: «أصوليّا رغما عنه»، التي كتبها باللغة الإنجليزية إلى العديد من اللغات العالمية. وبها احتفى نقّاد مرموقون في جميع أنحاء العالم. وفي حوار أجرته معه الأسبوعيّة الفرنسيّة «لونوفال أوبسارفاتور» في عددها الصادر في نهاية شهر أغسطس 2014، هو يتحدث عن نفسه قائلاً : «ولدتّ في باكستان. وكان والدي أستاذاً في الاقتصاد. وكان قد درَسَ في كامبريدج، وشارك في التظاهرات الطلاّبيّة التي شهدتها باريس في ربيع عام 1968. وبعد تعيينه أستاذاً في جامعة «سترانفورد»، عشت مع عائلتي في كاليفورنيا من عام 1974 إلى عام 1980. بعدها عادت عائلتي إلى باكستان، ومعها أقمت هناك حتى بلوغي سنّ الثامنة عشرة. ثم من جديد عدتّ الى الولايات المتحدة الأمريكيّة لمواصلة دراستي الجامعيّة في القانون في جامعة «برينستون». في الآن نفسه عملت في نيويورك، ثم انتقلت إلى لندن، حيث التقيت المرأة التي ستصبح زوجتي. وهي من جذور باكستانية. وفي النهاية قرّرت الاستقرار في باكستان رغم الأزمات الخطيرة التي تتخبّط فيها. وأنا أتكلم الإنجليزية، والأوردو. لكن لابد أن أعترف بأنني شعرت دائماً بأنني أجنبيّ في أيّ بلاد أقيم فيها». وعن بلاده باكستان، يقول محسن حميد: «باكستان بلاد يمكن أن يمارس فيها الحكم بشكل لا محدود. وهي مجتمع لا وجود فيه للعدالة والمساواة. . ويمكن القول بأن البلدان التي تزعم بأنها ديمقراطيّة عادة ما تكون غير عادلة. وفي باكستان انعدام المساواة أمر مرعب وحادّ إلى درجة كبيرة. مقابل كلّ هذا هناك تقليد في البلاد. وأنا متعلقّ بهذا التقليد القديم الذي يقوم على القيم العائليّة، وعلى الصداقة. والأصدقاء في باكستان هم من بين أفضل الأصدقاء في العالم بأسره. فإذا ما أنت كنت في حاجة إليهم، تجدهم إلى جانبك دائماً وأبداً. وإذا ما قامت الشرطة بالقبض عليك في الساعة الثالثة صباحاً، يمكنك أن تستنجد بهم فيهبّون لمساعدتك، ويهتفون إلى أصدقاء آخرين». وفي روايته الجديدة التي حملت عنوان: «كيف نملأ جيوبنا في آسيا المتحوّلة»، يطرح محسن حميد موضوع تأثيرات العولمة الاقتصاديّة في بلاد الإسلام الآسيويّة. وهي رواية واقعية، مثيرة للحزن. بطلها شابّ يفلح في مغادرة قريته الفقيرة التي لا كهرباء ولا ماء صالحاً للشراب، ويفتك الموت بأهلها في كلّ يوم، ليستقرّ في مدينة كبيرة تشهد نمواً اقتصاديّا فوضويّا. وهناك يعيش قصص حبّ عنيفة تنتهي دائماً بالفشل. كما يعيش الخيبات، والإفلاس، والنجاح، والفساد بجميع أشكاله وألوانه. وهذا الشاب في رواية محسن حميد يجسّد بصورة مثيرة للاهتمام الجيل الجديد في باكستان الذي يطمح للصعود، والنجاح في بلاد غالباً ما تكون فيها الحياة شبيهة بكوابيس متلاحقة. ومع أن النقاد يعتقدون أن الرواية يمكن أن تسبب مشكلات لصاحبها، فإن محسن حميد يبدو مطمئن البال. وهو يقول: «الكتابة في باكستان شبيهة بمصير من يذهب للسباحة في بحر أستراليا. فالجميع يعلمون أن هذا البحر مليء بأسماك القرش. كما أن هناك مصطافين يتعرضون إلى هجمات من قبل هذه الأسماك الخطيرة. مع ذلك لا ينقطع الناس عن السباحة في هذا البحر. والكتابة في باكستان فعل محفوف بالمخاطر لكن لابدّ أن نواصل الكتابة. ثمّ هل هناك خيار آخر؟ هل علينا أن نفرّ إلى باريس أو إلى لندن لكي نكتب؟ لكن من يسمعك هناك؟. منذ سنتين أشرف على تنظيم مهرجان أدبي يستمرّ ثلاثة أيّام. العام الماضي، كان هناك ما يقارب 4500 زائر. وأغلب هؤلاء شبان يأتون في الحافلات من مختلف المدارس والجامعات. وقد شاهدت 5000 شاب يحاولون الدخول إلى قاعة مخصصة لألف فقط. في باكستان هناك ظمأ مدهش للثقافة!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©