الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات بوليفيا.. والولاية الثالثة لموراليس

20 سبتمبر 2014 00:45
أندريس أوبنهايمر كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية _ _ _ _ _ _ _ يتمنى الرئيس البوليفي إيفو موراليس الفوز بفترة ولاية ثالثة بنسبة كبيرة تبلغ 74 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي ستجرى في 12 أكتوبر، وبناء على ما صارحني به منافسه الأبرز في الانتخابات لن يكون من المستغرب أن يدرك «موراليس» ما يتمناه. ويعترف «صامويل دوريا» مديناً وهو رجل أعمال ثري وأبرز مرشحي المعارضة بصراحة، أنه يشارك في عملية انتخابية كل قواعدها وممارستها تستهدف مساعدة الرئيس على الفوز. وعدد «دوريا» في مقابلة أجريتها معه في الآونة الأخيرة أسباب عدم نزاهة الانتخابات. فأولاً، الانتخابات «لن تكون حكما محايدا» لأن المحكمة الانتخابية العليا موالية للرئيس. وثانياً، استخدمت الحكومة أموالا طائلة لإغراق البلاد بالدعاية المؤيدة لموراليس منذ عدة أعوام، بينما قصرت دعاية المعارضة على 27 يوما فقط قبل الانتخابات. وثالثاً، حظرت الحكومة الإعلانات التلفزيونية للمعارضة التي لم ترقها. وأضاف مرشح المعارضة «أذاعوا ما يصل إلى 60 إعلاناً سلبياً في التلفزيون وعندما حاولنا الرد عليهم بإعلاناتنا رفضت المحكمة الانتخابية العليا السماح لنا بذلك، وبالمثل وضعنا لافتات الحملة الانتخابية في الشوارع ثم أمرت الحكومة الشرطة بإزالتها، فالحكومة تحتكر حق نشر اللافتات في الأماكن العامة». وأكد «دوريا» أنه مع الأخذ في الاعتبار السيطرة الفعلية للحكومة على وسائل الإعلام والإنفاق الهائل على الدعاية، فلا عجب إذن أن يتقدم «موراليس» في استطلاعات الرأي. وأظهر أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الديبير» اليومية تقدم «موراليس» ليحصل على تأييد 56 في المئة من الخاضعين للاستطلاع يتبعه «دوريا» الذي حصد 17 في المئة من التأييد بينما حصل الرئيس السابق «خورخي توتو كويروجا» على ستة في المئة فقط. وسألت «دوريا» عن سبب مشاركته في الانتخابات إذا كانت العملية برمتها سيئة السمعة؟ فأجاب قائلاً: إنه رغم أن المحكمة الانتخابية العليا المؤيدة للحكومة تشرف على عملية انتخابية غير متكافئة، لكن «عملية إحصاء الأصوات نفسها سيقوم بها مواطنون سيجري اختيارهم بشكل عشوائي». وفي مسعاه لتشجيع معارضي الحكومة على الإقبال على صناديق الانتخاب والمشاركة فيها، يؤكد «دوريا» أن عملية إحصاء الأصوات سيقوم بها مواطنون جرى اختيارهم بشكل عشوائي، مما يعني أنه «لن يكون هناك تزوير في يوم الانتخابات». ومضى يقول إن «ناخبي المعارضة قد يحققون فوزا مفاجئاً» كما حدث في الانتخابات المحلية في ولاية بيني العام الماضي، والذي حدث في ولاية «بيني» الواقعة في حوض الأمازون هو أن استطلاعات الرأي السابقة على الانتخابات أشارت إلى أن مرشح الحكومة سيفوز، لكن المعارضة هي التي فازت في صناديق الانتخابات. وذكر «دوريا» أنه «في بوليفيا يشوب استطلاعات الرأي أحياناً هامش خطأ قد يصل إلى 33 في المئة». وعندما سألت «دوريا» عن المزاعم التي يروج لها سياسيون معارضون في الخارج بأنه ومرشحي المعارضة الآخرين جزء من «المعارضة المستأنسة» التي تساعد في واقع الحال حكومة موراليس على الزعم بأن بوليفيا تمثل نظاما ديمقراطيا، رد دوريا مدينا بالقول «من السهل جدا إطلاق مثل هذا التأكيد من ميامي. . إننا المعارضون الباقون هنا ونحن من نواجه الحكومة البوليفية». وبالقرب من انتهاء المقابلة، سألت «دوريا» عن سبب كثرة مرشحي المعارضة مع الأخذ في الاعتبار أن استطلاعات الرأي العام الحالية تشير إلى أن لا أحد من هؤلاء المرشحين يستطيع بمفرده أن يلحق الهزيمة بالرئيس. وأجاب «دوريا» قائلاً إن عدد مرشحي المعارضة أقل بكثير في هذه الانتخابات من الانتخابات الماضية، وأضاف «برنامجنا هو الوحيد الذي يمثل تحالفا». وتمنى ألا يبدد الناخبون أصواتهم في يوم الانتخابات وأن يدعموا برنامجه. «دوريا» يفعل الصواب بمشاركته في عملية انتخابية زائفة بشكل واضح لأنه من الخطأ عدم انتهاز فرصة مساحة النقد الصغيرة المتاحة في بوليفيا. واستغلال موراليس للعملية الانتخابية يتجاوز بكثير الانتهاكات التي استنكرها «دوريا». فمن الجدير بالذكر أن موراليس أرسل في السنوات القليلة الماضية معارضيه البارزين، مثل حاكم كوتشابامبا السابق مانفريد رييز فيللا، إلى المنفى أو السجون. ترشيح موراليس لفترة ولاية ثالثة في حد ذاته يثير الاستغراب لأن الرئيس عدل الدستور عام 2008 في واقع الحال، ليمنح نفسه حق خوض الانتخابات لثلاث فترات متعاقبة وهو ما كان محظورا في الدستور السابق. وهناك شكوك تحيط بالحجة التي تدفع بأن فترة ولاية موراليس الأولى لا تحتسب لأنها وقعت قبل «إعادة تأسيس» البلاد باعتبارها «دولة بوليفيا متعددة القوميات». وبوسع القارئ هنا أن يخمن من هو بطل «إعادة التأسيس» هذا. ولذا، في يوم 12 أكتوبر، عندما يُعلن عن فوز موراليس في انتخابات بوليفيا بفارق كبير ويعلن مراقبو منظمة الدول الأميركية أن التصويت خلا من التزوير يجب أن ينتاب الشك أنصار الديمقراطية في كل مكان. وفي تشابه كبير لما حدث في فنزويلا، فقد يكون إحصاء الأصوات في يوم الانتخابات نظيفا لكن العملية الانتخابية برمتها ستكون مزحة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©