دبي - عاطف فتحي:
انقسم خبراء المال بين متفائل ومتشائم عند إجابتهم على سؤال حول مستقبل أسواق الأسهم الخليجية، وإمكانية تحقيق نوع من الانتعاش أو على الأقل معاودة النمو التدريجي في العام ،2007 وفي حين أعرب بعضهم عن تشاؤم إزاء قدرة تلك الأسواق على تحقيق نمو في المدى القريب مشيرين إلى سلسلة من المخاطر والتحديات التي يتعين مراقبتها عن كثب مثل أسعار النفط والمخاطر الجيوسياسية، أبدى فريق آخر تفاؤله بأداء أفضل للسوق في العام المقبل رافضين المقارنة في المطلق بين ما حدث لمؤشرات عالمية مثل ناسداك و(اس اند بي) وبين ما يحدث لمؤشرات الأسهم المحلية والإقليمية·
وقاد الخبير المالي والمصرفي الدكتور هنري عزام رئيس مجلس إدارة بورصة المركز المالي العالمي في دبي، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أموال انفست، الفريق المتشائم الذي يرى أن تعافي المؤشرات يحتاج إلى ما بين 3 - 4 سنوات مستنداً في ذلك إلى تجربة الأسواق العالمية ومنطلقاً من مقولة إنه لا ينبغي المجادلة بأن أسواقنا مختلفة عن بقية الأسواق العالمية·
وحث عزام - في حديثه أمام مؤتمر الشرق الأوسط لأسواق المال في دبي الذي تنظمه ''ميد'' - على ضرورة مراقبة أسعار النفط العالمية عن كثب قبل البيع أو الشراء، مشيراً إلى علاقة ارتباطية قوية بين أسعار النفط وحركة أسواق الأسهم في المنطقة بوجه عام وفي الخليج بوجه خاص· وعلى الجانب الآخر رأى سوريش كومار المدير العام لشركة الإمارات للخدمات المالية التابعة لمجموعة بنك الإمارات أنه مازالت هناك (خصوصية) لأسواق الخليج، ليس هذا فحسب بل هناك (تمايز) بين سوق خليجية وأخرى، مبدياً نوعاً من التفاؤل الحذر ومتحدثاً عن (رؤية ايجابية) شاطرته فيها سلام سعادة مديرة إدارة أسواق المال في شعاع كابيتال التي أبدت تفاؤلاً إزاء حركة السوق في العام ،2007 مشيرة إلى أن السيناريو هذه المرة مختلف تماماً عما حدث في العام ،1998 حيث يوجد حالياً أسواق منظمة وحد أدنى من الشفافية والإفصاح· وأكد الخبراء ضرورة السعي من أجل انفتاح الأسواق أمام الاستثمارات الأجنبية واعتبرت سلام سعادة أن خطوة من هذا النوع من شأنها ضخ سيولة جديدة إلى السوق، ورأت أن تلك السيولة ستحرك الأسواق وتعيد النمو بصورة أسرع مما لو تركت الأمور على نفس الوتيرة· وأضافت رداً على سؤال حول (مجادلة) هنري عزام بأن (ناسداك) أخذ وقتاً طويلاً قبل أن يستقر ومن ثم يعاود النمو أن المقارنة هنا لا أساس لها لأن ناسداك ارتبط باستثمارات عالمية من مختلف بقاع الأرض وعندما (انهار) لم يكن هناك مجال للحديث عن سيولة جديدة، أما في المنطقة فأسواقنا مغلقة ومن ثم لو تحررت سيكون هناك مجال لضخ سيولة جديدة تماماً تقرب موعد عودة الانتعاش والنمو·
ودعمت سلام سعادة رأيها بشأن أهمية فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية بالقول إن السوق المصرية وهي الوحيدة تقريباً التي يوجد فيها استثمار أجنبي ملموس كانت معدلات ارتفاعها هي الأعلى في 2005 بنسبة 146 بالمئة، ثم تراجعت بنسبة 30 بالمئة تقريباً هذا العام، بينما في الإمارات نمت السوق 100 بالمئة في عام وفقدت 70 بالمئة في العام التالي، وتحولت أسواق الخليج من أفضل أسواق العالم أداء في 2005 إلى الأسوأ على الإطلاق في ·2006 وأكد نفس المعنى روبرت جراي مدير التمويل في بنك اتش اس بي سي الذي أشار إلى أهمية تحرير أسواق المال الإقليمية في هذه المرحلة·
عدد اليوم
