«كل ملموس محسوس»

نجح منتخبنا الوطني في التأهل إلى الدور نصف النهائي لدورة الخليج العربي العشرين عدن 2010 بعد أن تجاوز المنتخب البحريني بثلاثية كان من الممكن أن تنتهي بخماسية لولا سوء التركيز في إنهاء الهجمات والفرص التي سنحت لمنتخبنا لا سيما في الدقائق العشر الأخيرة من زمن الشوط الثاني. التأهل الإماراتي المستحق لم يكن بسبب الحظ أو سوء طالع الفريقين اللذين ودعا البطولة وهما البحرين وسلطنة عمان وإنما جاء لتخطيط سليم من قبل اتحاد الكرة والقائمين على شؤون المنتخب وسلامة الاستراتيجية التي بنيت عليها المشاركة كنهج مدروس للبطولة الخليجية، وقبل كل ذلك هو نتاج دوري قوي وعمل كبير من قبل الأندية الإماراتية التي تبذل الغالي والنفيس من أجل تهيئة اللاعبين بالشكل الذي يواكب عالم الاحتراف الذي يساوي الشيء الكثير بالنسبة للإماراتين وبالتالي كل ما هو محسوس من عمل وجهد وتخطيط يقابله نتائج ملموسة على جميع الأصعدة. لقد كانت الفرحة فرحتين كما يقولون، الفرحة الأولى بالتأهل إلى الأدوار النهائية لدورة الخليج التي تعتبر المقياس الحقيقي لنقد وجلد العمل الذي تقوم به الاتحادات الخليجية واختبار اللاعبين والمدربين والاطمئنان على سير العمل، والفرحة الثانية اطمئنان جماهير الإمارات على لاعبي الجيل الحالي واتساع القاعدة من اللاعبين التي تمكن أي مدرب من انتقاء المجموعة المناسبة للمشاركة في البطولات القارية والاستحقاقات القادمة. ولم يخب مدرب منتخبنا كاتانيتش الظن فيه برغم من تحفظ البعض على طريقته الدفاعية وتمكن من قراءة المنتخب البحريني بالشكل الجيد ووضع الطريقة والتشكيل المناسبين للمباراة، حيث أطلق العنان للاعبي الوسط في التقدم إلى الهجوم والضغط على الخصم من الوسط وبناء الهجمات وبالتالي امتلاك الكرة التي طاوعت لاعبي منتخبنا كثيرا في المباراة. المستوى الذي ظهر عليه اللاعب الدولي سبيت خاطر في المباراة أمام البحرين ربما فاجأ الإخوان في الخليج لكنه حتما لم يفاجأ الإماراتيين، ذلك لأن سبيت واحد من أبرز وأهم اللاعبين في دوري المحترفين في الإمارات، والقدرات الفنية والمهارية التي يتمتع بها سبيت أجبرت مدرباً كبيراً مثل براجا مدرب الجزيرة الاعتماد عليه كواحد من أهم عناصره في الفريق الجزراوي. لقد تحمل سبيت وماجد ناصر والوهيبي والكأس كونهم أصحاب الخبرة مع الأبيض في خليجي 20 المسؤولية كاملة وقادا مجموعة من اللاعبين والوجوه الشابة التي تشارك للمرة الأولى مع المنتخب في دورة تحمل من الصعوبة الشيء الكثير ومن الضغوط النفسية الشيء الأكبر، فكانا مثل الرأس في الجسد. alassam131@hotmail.com