عصام أبو القاسم (الشارقة)- أغلقت اللجنة العليا لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي باب التقديم للدورة الرابعة مساء الخميس الماضية بعد مضي نحو عام على الدورة الثالثة. وبلغ عدد المشاركات التي جاءت من مختلف أنحاء العالم 500 عمل إبداعي جاءت القصة في مقدمتها ثم الرواية ثم المسرح.
وفي حديث لـ «الاتحاد» قال الناقد مجذوب عيدروس، الأمين العام للجائزة التي تنظمها شركة زين للاتصالات ـ السودان: إن اللجنة تسلمت نحو 500 عمل في الحقول الثلاثة للجائزة: «الرواية، القصة، المسرحية»، وهي نسبة أعلى مقارنة بالدورة الماضية، وذكر العيدروس أن حجم المشاركات في حقل القصة القصيرة هو الأكثر وبشكل واضح، فيما جاء حجم المشاركات في حقل الرواية متوسطاً، وشارك عدد أقل من المتنافسين في حقل الكتابة المسرحية الذي تمت إضافته هذه السنة بدلاً عن «البحث النقدي»، حيث بلغت نسبة النصوص المشاركة نحو 70 مسرحية فقط. وثمن عيدروس الدور الذي لعبته الهيئة العربية للمسرح في الشارقة في دعوة أعضائها في مختلف أنحاء الوطن العربي للمشاركة في الحقل المسرحي بالمسابقة.
وشهدت الجائزة اقبالًا ملفتاً من المبدعين المصريين، إذ قدموا نحو مئة مشاركة في حقول الجائزة الثلاثة، وعلى ما قال عيدروس فإن هذه النسبة هي الأعلى مقارنة بالمشاركات القادمة من بلدان أخرى ومنها السودان.
وأبدى الأمين العام للجائزة استغرابه من هذه النسبة الضئيلة للمشاركات السودانية وقال: «ومع ذلك يسألونك لماذا لا نفوز؟!»، مشيراً إلى أن الجائزة غيرت كثيراً من الصورة الراسخة لدى كثير من المثقفين والمبدعين العرب عن المشهد الثقافي السوداني، وتابع: لقد لمسنا هذا التغيير من التعليقات والمناقشات العديدة التي أثيرت في السنوات الثلاث الماضية من عمر الجائزة، إذ تكلم كثر عما أحدثته من ربط بين مشهدنا والحركة الثقافية في العالم..».
ودعا عيدروس الكتّاب والإعلاميين العرب إلى دعم مشروع الجائزة «فهي تحمل اسم الطيب صالح الذي كان جسراً للمحبة والمعرفة والاستنارة بين كل الساحات الثقافية العربية والغربية، كما أن الجائزة بفعالياتها المتنوعة تتيح لهم أن يتعرفوا على الإبداع السوداني الذي ظل يعاني التهميش وقتاً طويلاً لأسباب مختلفة فيها ما هو سياسي وما هو ثقافي..».
وتعلن الأسماء الفائزة بجوائز المسابقة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 200 ألف دولار في 17 فبراير 2014 بالعاصمة السودانية ويرافق إعلان الجائزة ملتقى نقدي بعنوان «صورة الآخر في السرد العربي والإفريقي» وقد دعت اللجنة المنظمة العديد من الأسماء الروائية والنقدية والقصصية العربية والإفريقية للمشاركة بأوراق وشهادات من بينهم سعيد يقطين وسلوى بكر وعفاف عبد المعطي ونورة الفرج وسواهم، وتنفتح الجائزة هذه السنة على المشهد الإبداعي الإفريقي، حيث ستعرف مشاركات من إريتريا وموريتانيا وجيبوبتي ونجيريا وغيرها من بلدان.
وكانت جوائز الدورة الماضية توزعت على النحو التالي: في مجال الرواية فاز بالجائزة الأولى الجزائري إسماعيل يبرير عن روايته «وصية المعتوه.. كتاب الموتى ضد الأحياء»، وذهبت الجائزة الثانية للروائي المغربي عز الدين التازي، فيما فاز بالجائزة الثالثة السوداني عبد الكريم جلاب، وفاز بالمركز الأول في مجال القصة القصيرة العراقي محمد الكاظم عن مجموعته القصصية «وطن عيار 67.2 ملم» وعن مجموعته القصصية «طبيعة غير صامتة» فاز السوداني محمد سليمان الفكي بالجائزة الثانية فيما منحت الجائزة الثالثة للمصري هاني حجاج عن مجموعته «مدينة العميان»، وفي مجال النقد الذي جاء تحت سؤال «الرواية العربية والتراث» فاز المصري محمد عبد الباسط بالجائزة الأولى عن بحثه «المظاهرة التراثية في الرواية العربية المعاصرة»، ومنحت الجائزة الثانية للمغربي إبراهيم الحجري عن بحثه «قضايا سردية في التراث العربي.. الرحلة نموذجاً»، وذهبت الجائزة الثالثة للمغربية سعيدة ميمون عن بحثها «الرواية العربية وبنى التحديث».
وينظم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي « المستقل» جائزة تحمل اسم صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» وهي «جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي» ومخصصة للروائيين السودانيين.
عدد اليوم
