الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البحرين 40 عاماً من الأحزان الخليجية !

البحرين 40 عاماً من الأحزان الخليجية !
30 نوفمبر 2010 22:56
أنهى المنتخب البحريني لكرة القدم مساء أمس الأول، مشواره في بطولة كأس الخليج العشرين، التي تستضيفها مدينة عدن اليمنية حاليا، بعد أن دق المنتخب الإماراتي المسمار الأخير في نعش حظوظه في البطولة التي ودعها بعبارة، أصبحت لغة المتحدث الرسمي على صفحات مختلف مشاركته، هي “لا جديد”، لفشله على مدار عشرين نسخة من البطولة التي انطلقت، قبل أربعين عاماً على أرض أرخبيله الصغير، دون أن تلامس أيادي اللاعبين على مختلف الأجيال التي تعاقبت على تمثيله. وكان مشوار البحرين قد بدأ في البطولة بملاقاة نظيره العُماني، حامل اللقب، الذي تعادل معه بهدف لمثله، قبل أن يخسر أمام المنتخب العراقي بثلاثة أهداف لهدفين، ومن بعده خسارته الأخيرة بثلاثة أهدف لهدف أمام الإمارات، ليخرج بمحصلة نقطة واحدة في رصيده ضمن ترتيب فرق المجموعة الثانية، في حين سجل أربعة أهداف واستقبلت شباكه سبعة أهداف. ولو سلطنا الضوء قليلاً على بعض الأسباب التي قد يتشبث بها أصحاب الرأي الرسمي لخروج المنتخب البحريني بهذه النتيجة المتدنية على صعيد النتائج والأداء الفني المتراجع، سوف نراها تتمثل في الفترة الزمنية القصيرة التي تسلم فيها المدرب الوطني سلمان الشريدة مهام الإشراف الفني على منتخب بلاده، منذ نحو قرابة الشهر، أو غياب مجموعة من اللاعبين الدوليين، إما للإصابة، كقائد الفريق محمد سالمين والمدافع الدولي السيد محمد عدنان، أو لاعتذار المدافع المحترف في صفوف أم صلال القطري محمد حسين، وزميله لاعب النادي الأهلي البحريني محمد حبيل، غير أن كل هذه التبريرات، لا تعدو كونها تأتي في سياق التبريرات التي عادةً ما يخرج بها المسؤولون للتخفيف من وطأت النقد. فقد سبق لمدربين آخرين في عملهم مع مختلف المنتخبات الخليجية أن تعرضوا لنفس الموقف الذي بدأ عليه المدرب الشريدة، والمتعلق بالفترة الزمنية القصيرة التي تسلموا فيها مسؤولية التدريب، ولعل أبرزهم المدرب السعودي ناصر الجوهر الذي قاد الأخضر في محطات حرجة، أبرزها في بطولة كأس أمم آسيا عام 2000 عندما تسلم المهمة خلفاً للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي أقيل، بعد أول مباراة أمام المنتخب الياباني التي خسرتها السعودية، بنتيجة أربعة أهداف، ليقود المدرب الجوهر بعدها منتخب بلاده إلى المباراة النهائية، وكاد أن يخطف لقب البطولة لو لا سوء الطالع. وكانت المحطة الثانية للجوهر في مثل هذه الاختبارات الحرجة في تصفيات مونديال 2002 بعد إقالة الاتحاد السعودي للمدرب الصربي ستراش أثناء التصفيات، ليتسلم الجوهر القيادة بكل اقتدار بعد أن قاد فريقه للتأهل لمونديال كوريا واليابان. مدرب سعودي آخر هو محمد الخراشي خاض هو الآخر بعض التحديات الصعبة، أبرزها الصعود مع منتخب بلاده لمونديال أميركا 94، حينما حل خلفاً للبرازيلي كندنيو، قبل اللقاء الأخير أمام منتخب إيران في التصفيات التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة، واستطاع الخراشي قيادة السعودية لتسجيل فوز صريح على إيران، وكما حقق مع المنتخب السعودي ولأول مرة في تاريخ السعودية بطولة كأس الخليج في أبوظبي، عندما جاء خلفاً للأرجنتيني سولاري. أما بخصوص إصابات اللاعبين، ربما يتحول السبب إلى نقد للقائمين على كرة القدم البحرينية، وقد يصل لاتهامهم بالتقصير في عدم تجهيز الصف الثاني، والبديل الذي يجعل المنتخب الأحمر في مأمن من مثل هذه المطبات، خصوصاً إذا ما نظرنا للأسماء الغائبة أنها من جيل بداية الألفية الجديدة، وأن بعضهم قد قضى قرابة عشر سنوات، فهل يعقل أن الكرة البحرينية تعجز بالمجيء بلاعبين يعوضون غياب النجم محمد سالمين ومحمد حسين، إضافة إلى سد الفراغ الذي قد يتركه غياب محمد حبيل أو عبدالله عمر. ولو استعرضنا القائمة التي خاض بها المنتخب البحريني بطولة كأس الخليج العشرين، نرى أنها مليئة بالأسماء الرنانة مثل المخضرم سلمان عيسى وعبد الله المرزوقي وحسين بابا وحارسي المرمى عباس أحمد وزميله الدولي السيد محمد جعفر، إضافةً للاعب اتحاد كلباء عبد الله فتاي وزميله المحترف في أم صلال القطري فوزي عايش، وهي أسماء كانت حاضرة بقوة بالسنوات الأخيرة مع المنتخب البحريني، وبالتالي يفترض أن لديها من خبرة المشاركات، مما يؤهلها لخوض منافسة مثل “خليجي 20”، بجانب بعض الأسماء التي ظهرت مؤخراً في خريطة الكرة البحرينية، كصانع الألعاب محمود العجيمي الذي تحدث الكثيرون عن موهبته، والمهاجم عبد الرحمن مبارك الذي سجل حضوراً لافتاً مع الرفاع البحريني في كأس الاتحاد الآسيوي، كل تلك الأسماء كانت بمثابة الأسلحة في يد المدرب وكان من المنطقي الاستفادة منها بالشكل الصحيح، غير أن ما حدث كان على العكس تماماً، بعد أن أساء استخدام بعضها وعطل البعض الآخر، حين ركنها على دكة البدلاء ليظهر المنتخب البحريني، بمنظر المتهالك في مبارياته الثلاث، التي كثرت فيها الأخطاء الفنية، وسادتها الفوضى التي جعلت من الطريقة الفنية التي خاض بها البحرينيون مشاركتهم في عدن مجهولة المعالم. وعمد المنتخب البحريني إلى خوض المباريات الودية قبل الحضور إلى عدن بقيادة مدربه الوطني أمام أوغندا وسوريا، واختتم “الوديات” بلقاء أخير أمام مجموعة من اللاعبين المحترفين في الدوري البحريني، وخسرها جميعها. ويمكن القول إن الكرة البحرينية تمر بمرحلة تراجع لا نعلم إلى أين ينتهي بها الأمر، حيث إن الخروج من “خليجي 20” بمثل هذه النتائج المخيبة لا يعدو لدى البحرينيين سوى محطة إخفاق جديدة تسجل لهم في تاريخهم الكروي، بعد أن ذاقوا مرارة السقوط عام 2005 أمام منتخب ترينداد وتوباجو في التصفيات المؤهلة لمونديال 2006، وتكرر السيناريو في تصفيات مونديال 2010 أمام نيوزيلندا، وغيرها من المحطات المحزنة والمليئة بالفشل والإحباطات التي أطاحت بطموحات الجماهير في المنامة.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©