الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الفكر المعلّب»

30 نوفمبر 2010 23:00
تحتار كثيرا إذا ما وجدت نفسك محاصرآً بمن لا يفكر ولا يحبذ من يفكر وبالتالي يصبح التعاطي الإعلامي كلاسيكياً دارجآً كما هو حال الشعر «الحلمنتيشي» الذي كان يعيش عصره الذهبي إبان سبعينيات القرن الماضي في جامعة الخرطوم..ولم يقدم قصيدة تشبه: ( الجامعة بعدك كوم رماد .. لافيه آداب لا اقتصاد.. لاطب لاصيدلا .. الكمبيوتر غلطات كتيره بيعملا .. يمكن نسى ويمكن سهى وجاط النمر من اولا) أي بمعنى ليس كل كلام يمكن أن يقال إنه يحمل في ثناياه فكرة تستحق الانتباه والاهتمام وبالتالي يصبح هذا الكلام مجرد كلام خالٍ من المضمون وفقير في المحتوى. المشهد الإعلامي في خليجي 20 لم يخرج عن الخطوط التي رسمت له منذ انطلاق الثورة الفضائية باعتبار أن الذين قادتهم المرحلة ليقفوا على سدة الاعلام اعتبرهم البعض صناع مرحلة في حين أنهم أو الكثير منهم لايمكن وصفهم إلا بفاصلة من الزمن أو همزة بين حرفين. خليجي اليمن جاء ليكون مرحلة جديدة من التعاطي الإعلامي بلغة الشعوب وثقافتهـا وحياتها ولأن مونديال جنوب أفريقيا يشبه إلى حد ما، ما نحن فيه من وجوه متعددة مر دون أن نسجل فيه حضورنا وثقافتنا واستكشاف ثقافة الناس، بل ذهبنا إلى هناك لنحصي عدد مرات السرقة التي يتعرض لها الناس ونثر الهواجس الأمنية بين المتابعين. حالنا في اليمن عبارة عن مجموعة إعلامية تمثل جل وسائل الإعلام لكنها لا تعرف ماذا تعمل وعن ماذا تبحث.. سألت أحدهم: هل زرت جامعة عدن ؟.. قال: لا.. قلــت: هل مــررت بصهاريج عدن؟.. قال: لا.. قلت: هل دخلت حواريها وطرقاتها ؟.. قال أيضا: لا .. قلت: ماذا أتيت تعمل ؟.. قـال: أقوم بتغطيـة خليجـي 20 قلت له: اذهـب الى حـيث وسيلتك الاعلامية الكسولة التي لم تعرف هي ذاتها لماذا هي تصدر. القائمون على الفضائيات العربية والصحف ووكالات الانباء يعيشون وفق فكر معلب ربما ليس كلهم لكن جلهم فتجد الفرد منهم يوجه مراسله بقوله (اذا حدث انفجار أو اختطاف أو شغب أو شيء من هذا كلمني بشكل مباشر ثم يغلق هاتفه).. ترى ونحن نعيش كل يوم جديد في عدن ونشهد قصة رحيل الانجليز عنها أليس في هذا مشهد ونحن نرى شبان اليمن يحملون على أكتافهم بطولتهم من رحم الصبر والألم والأمل أليس فيه حياة. نحن في حياتنا الخليجية ورغما عن ظروف شتى نعيشها ونتعايشها سعداء نعتبر حبنا الذي يسكن قلوبنا هو الحياة بالنسبة لنا قد نكون بسطاء أو كما يسعى البعض لوصفنا بالسذاجة لكن نحن هكذا نعيش في الإعلام مشهداً وفي حياتنا الواقعية مشهداً آخر. fawfaz@hotmail.com
المصدر: السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©