الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«شعرية الرواية» في ترجمة جديدة إلى العربية

«شعرية الرواية» في ترجمة جديدة إلى العربية
25 أغسطس 2012
صدرت حديثا ترجمة لكتاب الباحث الفرنسي فانسون جوف والذي يحمل عنوان “شعرية الرواية” وقام بترجمته المغربي لحسن أحمامة، وهو كتاب نقدي وبحثي، يقع في 269 صفحة من القطع المتوسط. ويقول المترجم عن قيمة هذا الكتاب والهدف من ترجمته وتقديمه إلى القارئ العربي إنه يروم من ذلك “المساهمة في تطوير الممارسة النقدية في العالم العربي والتي مازالت متلكئة رغم كل الجهود المبذولة من طرف النقاد والباحثين والمترجمين العرب”. ولعل ذلك حسب قوله، يعود إلى “قلة الترجمة بالقياس إلى ما يترجم في الغرب، والأمر هنا لا يتعلق بعدد الكتب النقدية أو المترجمة في كل سنة وحسب، وإنما أيضا مشكل عدم مواكبة المدارس والتيارات النقدية التي تظهر في الغرب، بحيث لا يصلنا منهج جديد أو مقاربة جديدة إلا بعد الإعلان عن موتهما أو هما في الطريق إلى ذلك. من مثل ذلك التاريخانية الجديدة، والنقد الماركسي الجديد، والنقد الإيكولوجي، وغيرها من المناهج الأكثر حداثة، علما بأن هناك بعضا من النقاد العرب الذي لفتوا الانتباه إليها، لكنها لم تلق مزيدا من الاهتمام المطلوب. هل يعود الأمر إلى تحفظ الباحث العربي إلى حين إثبات مصداقيتها، وهذا ما لا نعتقده، أم إلى غياب استراتيجية تسمح بهذه المواكبة؟ أم إلى غياب سياسة ثقافية تولي هذا الأمر ما يستحقه من عناية؟” ويتابع المترجم “لسنا من ذلك نبخس قيمة الفعل النقدي والترجمي في عالمنا العربي، وإنما نتوخى التشديد على تسريع وتيرة هذه المواكبة، كيما تكون فاعلة في تطوير مجتمعاتنا وتغييرها بما يضمن لنا مكانة مميزة في مجال الدراسات الأدبية في هذه الألفية الثالثة”. أما مؤلف الكتاب فيرى، حسب ما نقله المترجم، أنه لا يرى إلى مكونات النص الراوئي، وطبيعة اشتغاله، متوقفا عند حدود التوصيف وحسب، وإنما يروم التفسير والتأويل، مستندا في ذلك إلى مجالات معرفية أخرى توسع من دائرة التحليل، وكأنه بذلك قد أدرك قصور الشعرية في ربطها للخطاب الروائي بعالمه المرجعي، معتمدة فقط على إبراز مكوناته الداخلية. إن مثل هذا التحليل لا يعدو أن يكون تحليلا آليا يلغي البعد الجمالي للنص، ومقاصده، وغاياته. إن النص الراوئي يعني أكثر من ذلك. من هنا يبدو هذا المؤلف مقدما تصورا مكتملا ليس في عرضه للشعرية وحسب، وإنما في ربط المحكي التخييلي بسياقاته، باعتبار أن الرواية ليست متخيلا يسترفد من متخيلات أخرى، ويتصادى معها، وإنما هي أيضا نص يؤلفه الراوئي، مستندا في ذلك إلى رؤيته للواقع الذي هو أحد معطياته. غير أن هذا لا يعني أن الرواية انعكاس للواقع، كما زعم أصحاب نظرية الانعكاس، إنها إبداع فني قبل كل شيء يشكل فيه المرجعي الواقعي مدلولا. ووعيا منه بأهمية الدلالة من خلال الإحالة الى الواقع المرجعي، فقد طعم جوف برنامجه القرائي بمجالات معرفية أخرى كعلم النفس، والمنهج السوسيولوجي، ونظرية التلقي... وهكذا، فتح آفاقا أخرى تجعل من قراءة المتخيل الروائي قراءة فاعلة ومثمرة، وليس قراءة عقيمة تقف عند حدود تفكيك آليات صياغته، صارفة النظر عن كل تأويل، بما هو مدلول لكل دال.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©