حوار - سعيد عبدالسلام:
مع اقتراب موعد انطلاقة خليجي (18) يوم 17 يناير القادم لا يشغل الشارع الرياضي والمسؤوليين وحتى الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني سوى الحلم المنتظر بمعانقة اللقب، وإحراز لقب البطولة لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية، وبالرغم من عدم رضا الشارع الرياضي عن الفوز الذي حققه المنتخب على باكستان بثلاثة أهداف مقابل هدفين واختتام مشواره في التصفيات الآسيوية بالتأهل المبكر إلى النهائيات وتصدر المجموعة التي ضمت منتخبي عمان والأردن، إلا أن للفرنسي عبدالكريم ميتسو مدرب المنتخب رأيا آخر سواء في لقاء باكستان أو مستوى المنتخب ولاعبيه بشكل عام كونه الأقرب و يعايش اللاعبين ويشاركهم الاستعدادات وتنفيذ البرامج·
وقد تعجب ميتسو عندما بدأنا حوارنا معه بسؤال يقول: لم يتبق سوى 58 يوماً على انطلاقة كأس الخليج والجماهير غير مطمئنة لأداء المنتخب فما رأيك؟
؟؟ أقول اننا صعدنا لنهائيات أمم آسيا، وتصدرنا مجموعة قوية تضم عمان والأردن!! عندما عدت وشاهدت مباراة المنتخب مع باكستان من جديد وجدت أنها ليست سيئة، فاللاعبون صنعوا عشر فرص سجلوا منها ثلاثة أهداف، صحيح دخل مرمانا هدفان كان من الممكن ألا يدخلا مرمانا لكن لا تنس أن التشكيل الذي خضنا به المباراة ضم 5 من اللاعبين الجدد الذين لم يسبق لهم التعود على أداء الفريق والتأقلم معه وهم: الحارس ماجد ناصر وصلاح عباس وخالد درويش وسالم خميس وحسن علي إبراهيم وفيصل علي، فلكل تجربة سلبياتها وإيجابياتها، ولو عدت وشاهدت اللقاء من جديد عبر الفيديو ستجد أن المنتخب قدم مباراة جيدة، فليس المهم اسم باكستان لكن تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة يعتبر شيئا جيدا، ولو كان عندنا 30 في المائة من الحظ لسجلنا 6 أو 7 أهداف، وهذا هو حال كرة القدم·
كما لو كنا أصحاب السبق في التسجيل لسجلنا 6 أو 7 أهداف، فمن خلال الإحصائيات لم يسدد المنتخب الباكستاني على مرمانا خلال عمر المباراة سوى مرة واحدة جاء منها الهدف الأول، ثم كرة من ضربة ركنية أخطأ في تقديرها الحارس جاء منها الهدف الثاني·
وإذا ذكرت باكستان والنتيجة يصبح الحال غير مطمئن لكن إذا شاهدت المباراة بعين ثاقبة شاهدت مردود اللاعبين ستجده مطمئناً·
أنا شخصياً متفهم لرؤية ونفسية الشارع الرياضي وهي أن النتائج هي التي ترضيه عادة لكن عندما يرى مضمون المباراة يطمئن أكثر، فكما قلت كنا في مجموعة قوية تضم عمان والأردن وتصدرنا المجموعة بجدارة وهنا أحب أن أذكركم بمباراة ألمانيا وقبرص والتي انتهت 1-1 وقبرص ليست أقوى من باكستان·
فالمنتخب بالرغم من دخول هدف السبق في مرماه إلا أن أفراده حافظوا على أعصابهم وتركيزهم وواصلوا أداءهم بشكل جيد حتى تم تعديل النتيجة، وهذه ميزة في الفريق الذي كشف قدراته في الخروج من المأزق، وهذا دليل آخر على أن الفريق يمضي في طريق التطور،لكن للأسف الشارع الرياضي يرى السلبيات أكثر لكنني أرى الإيجابيات أكثر·
؟وهل تشعر بالاطمئنان؟
؟؟ نعم لأنني عدت وشاهدت المباراة وشاهدت المردود الجيد للاعبين فلكل مباراة حقيقتها·
؟ هل ستبدأ الاستقرار على قائمة خليجي 18 قبل مباراتي إيران وسلوفاكيا القادمتين؟
؟؟ هاتان المباراتان سوف تكونان التجربة الأخيرة للاعبين وبعدها في أواخر المعسكر سآخذ قراري بالنسبة للقائمة التي ينتظر أن تضم 25 لاعباً وستشارك في دورة الخليج،و المعسكر الحالي يضم 33 لاعباً وهذه فرصة جيدة لكي نشاهد جميع اللاعبين ونقف على مستوياتهم الحقيقية قبل اتخاذ القرار النهائي·
؟ هل يقلقك هبوط مستوى الدوري وتأثيره على مستوى لاعبي المنتخب؟
؟؟ حقيقة مباريات الدوري لا تؤثر سلباً على مردود لاعبي المنتخب والدليل على ذلك المستوى الذي قدمه اللاعبون سواء أمام عمان أو الأردن والسعودية حيث لم نشاهد المشكلات التي نراها في الأندية من إصابات وهذا دليل على أن لاعبينا في المنتخب مستواهم طيب· والدليل على صدق كلامي مثلا إسماعيل مطر نجم المنتخب والوحدة أصيب بشد عضلي قبل انتهاء مباراة فريقه مع الوصل في الدوري وبالرغم من ذلك قدم مباراة جيدة أمام باكستان وأكمل اللقاء في أحسن حال· ويضيف ميتسو أكيد يقولون: إننا نستنزف اللاعبين لكن الحقيقة أن هناك أسبابا أخرى لتراجع مستوى اللاعبين بالأندية، فنحن راضون عن لاعبي المنتخب وإذا كان مردودهم في الاندية ليس على ما يرام فهذا ليس من مسؤولياتنا·
ولو تحدثنا بالاحصائيات أقول بعد معسكر للمنتخب استمر شهرين كانت حصيلة الإصابات صفرا، وبعد المعسكر الآخر لم يكن هناك لاعب واحد خارج الملعب ، وبعدها بأسبوعين تعادل العين مع القادسية ثم بعدها بأسبوع خسر، وبالتالي يجب أن نكف عن الادعاءات الباطلة بأن المنتخب هو الذي يستنزف اللاعبين ويرهقهم·
مشكلة الدفاع
؟ في أحيان كثيرة تشعر بأن هناك مشكلة مزمنة في خط الدفاع بدليل الأهداف القاتلة التي يتسبب فيها، فكيف ستواجه المشكلة وهل تؤرقك؟
؟؟ عندما يتم توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح لا يكون هناك مكان للمشكلات، فعندما كنت مع العين كان لدي أقوى خط دفاع وكذلك أحسن هجوم، وهناك أخطاء فردية وليست كلها أخطاء تكتيكية أو تنظيمية لأنها تخضع لحالة اللاعب وقت ارتكاب الخطأ، وبالتالي لا يمكن أن ندخلها جميعها في عملية التنظيم الدفاعي·
الوجوه الجديدة
دفع ميتسو بالعديد من الوجوه الجديدة بالمنتخب في الفترة الأخيرة، و كان هؤلاء اللاعبون تحت منظاره وكان لابد لنا أن نعرف الانطباعات التي تركها هؤلاء اللاعبون على مدرب المنتخب ومدى رضائه عنهم فقال: حقيقة دائماً نمضي من مفاجأة سارة إلى أخرى، فاللاعبون الجدد فاجأوني بمستواهم الطيب و انضباطهم واندماجهم السريع مع المجموعة ، وأنا أرى اللاعبين طوال الوقت في حالة تركيز عال ومتقيدين بالتعليمات التي أًصدرها لهم ويطبقونها بنسبة 100 في المائة وهذا يعطيني إحساسا طيبا للغاية، فأنا أعيش معهم وأعرفهم جيداً، لذلك لن أقول إننا سنفوز بكأس الخليج بنسبة 100 في المائة لكن لدينا حظوظ عالية للفوز باللقب لأن نفسية اللاعبين عالية جداً، وإذا كان الشارع الرياضي سيساندنا من دون أن يبخل علينا فسوف تنتظرنا سعادة كبيرة·
السر عند ميتسو
الصفة المميزة في شخصية عبدالكريم ميتسو مدرب المنتخب الوطني يكمن في قدرته الهائلة على اهتمامه بالجانب النفسي للاعبين وعندما سألته عن حجم هذا الجانب قياساً بالجوانب الفنية والبدنية والتكتيكية قال: يعد الجانب السيكولوجي أهم جانب، فاللاعب عندما يدخل الملعب لابد أن يكون في حالة نفسية جيدة للغاية ويكون مرتاحاً وعنده ثقة في نفسه وزملائه ولا يجوز أن يخاف من أي شيء، ودائماً ما تهمني حالة لاعبي فريقي وليس الفريق المنافس، فعندما يكون مردودهم جيدا يستطيعون تحقيق ما يصبون إليه·
عدد اليوم
