نجوم الأبيض رجال

وأنا في قمة حزني إثر خسارة منتخبنا الوطني المخيبة للآمال أمام نظيره الإماراتي بثلاثية قاسية، تسببت في خروجه من الباب الواسع بدورة كأس الخليج، لم أجد عزاء إلا برفع القبعة تقديرا لنجوم “الأبيض” على أدائهم الرجولي ومعنوياتهم الجديرة بالاحترام. ولا أخفي أنني عندما شاهدت الإبداع والإمتاع الإماراتي، “تواطأت” معه من دون تخطيط، فما قدمه “أبناء زايد” في المباراة أمر مذهل، ذلك أنهم أكدوا للجميع أن “القميص الأبيض” لا يدافع عنه إلا “الرجال” حتى وإن تغيرت الوجوه، فالكل يعلم أن الإمارات تشارك في النسخة العشرين من دورة الخليج بصفوف يغيب عنها أكثر من 7 لاعبين من التشكيلة الأساسية... ولكن هل لاحظ أحد هذا الفارق؟! بالطبع لا، لذلك فليعذرني الأشقاء الإماراتيون لأنني حسدتهم على هذا المنتخب، بعد صعوده للدور الثاني ليخالف كل التوقعات التي لم تضعه ضمن قائمة المنتخبات المتأهلة للدور نصف النهائي، بسبب الغيابات الكثيرة التي يعانيها واستعانته بأسماء شابة لا تملك الخبرة الكافية لهذا الاستحقاق، ولكن وبالعودة إلى نتائج الأبيض الإماراتي في الدورة، فإننا سنلاحظ أنه لم يكن سيئاً في أي مباراة، فقد حقق تعادلين سلبيين أمام العراق “بطل آسيا” وعمان “حامل اللقب”، وعندما حانت “ساعة الحقيقة” لم يتأخر الفريق في تحقيق نتيجة الفوز أمام الأحمر البحريني و”كشر عن أنيابه” بنتيجة ساحقة وأداء رائع مؤكداً مقولة أن “الكبار لا يظهرون إلا في المواقف الكبيرة”! وإحقاقاً للحق، فأنا بصفتي رئيساً للقسم الرياضي بصحيفة “البلاد” البحرينية لم أتردد لحظة واحدة في وضع صورة الفرحة الإماراتية على صدر الصفحة الأولى بالملحق مرفقة بكلمة واحدة “رجال”، لأنها تعبر بالفعل عن أداء لاعبي الإمارات المغاير تماماً عن أداء لاعبي البحرين، فلاعبونا لم يقدموا ما يشفع لهم في الموقعة الحاسمة التي كانت تتطلب منهم بذل المزيد من الجهد والعطاء. إلى ذلك، أتمنى من كل قلبي أن يحقق أبناء الإمارات النتائج التي يستحقونها فيما تبقى من منافسات الدورة، فبعد فوزهم على منتخب البحرين لا شك في أن معنوياتهم أصبحت مرتفعة وتضاعفت طموحاتهم، وهو ما يعتبر تحذيراً شديد اللهجة للمنتخب السعودي الذي سيواجه فريقاً قوياً في الدور نصف النهائي، وأنا أتوقع بالفعل أن تكون المباراة صعبة على الفريقين فكلاهما يسعى لمواصلة المشوار في الدورة بهدف الصعود إلى المباراة النهائية التي يعني الفوز بها التتويج باللقب الغالي الذي يبدو أنه سيبقى عصياً على المنتخب البحريني إلى الأبد! a7med.karim@gmail.com