الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام المدرسي .. معمل تفريخ للمواهب الواعدة

الإعلام المدرسي .. معمل تفريخ للمواهب الواعدة
21 سبتمبر 2014 12:32
في إطار تجربة ريادية هادفة تخوضها منطقة عجمان التعليمية، تحتضن المدارس الحكومية في الإمارة، عدداً من المراكز الإعلامية المصغرة، والتي تحمل نهجاً تربوياً متقدماً وتعمل على تحقيق أهداف معرفية قيمّة، تسهم في عملية تطوير وبناء قدرات الطلاب والارتقاء بأفكارهم وآفاقهم في مجالات الثقافة، والفنون، والمعارف، مشّكلة بمضمونها العام أداة تعليمية مدهشة، تضيف مزيداً من الزخم على مخرجات التعليم في مختلف مراحله الدراسية. ولعل أهم ما يميّز هذه البؤر الإعلامية المستنيرة في المدارس الحكومية، ما تقوم به من دور فعال وملموس في استكشاف المواهب وتعزيز القدرات وتنمية المهارات الإبداعية لدى الطلاب، وذلك من خلال البرامج والفعاليات التي تعنى باهتماماتهم، وتتبنى قضاياهم، وتمنحهم مساحة حرة ومفتوحة للتعبير عن الذات، الأمر الذي يسهم في النهاية في تفريخ جيل جديد من المواهب الواعدة. مشروع طليعي وتعتز مدرسة «خديجة للتعليم الأساسي الحلقة الثانية» بعجمان، بالمركز الإعلامي الموجود بها، والذي حقق نتائج بديعة على أرض الواقع خلال السنوات الدراسية السابقة، ويواصل نشاطه هذا الموسم بالعزم نفسه، مبشراً بوجوه إعلامية واعدة ستدخل ضمن كوادره الطلابية في الدورة الجديدة. وتقول ميرة عبدالله حياز مديرة المدرسة:»بلا شك فإن تأسيس المراكز الإعلامية والإذاعات المدرسية مع الصحافة الإلكترونية في المدارس الحكومية يعتبر من أهم المبادرات التي تتبناها المناطق التعليمية بتوجيه من وزارة التربية والتعليم في الدولة، وهي غالباً ما تأتي منسجمة ومتسقة مع كافة الرؤى والاستراتيجيات التطويرية المخططة للطلبة، كونها تلعب دوراً كبيراً في رفع نسب المعدلات المعرفية والثقافية لدى النشء، كما تساعد على غرس القيم وتقويم السلوكيات التربوية لدى الطلاب، ومن هذا المنطلق فقد كان لمدرستنا نصيب من هذا المشروع الطليعي، لنستأنف مع بداية كل عام دراسي نشاطنا الإعلامي، وفق خطة مدروسة ومجدولة على أيام الأسبوع، وبإشراف فريق متخصص من معلمات وطالبات المدرسة المتميزات، موزعين مجموعة فعالياتنا الإعلامية على ثلاثة محاور، أولها البث الإذاعي الصباحي، وثانيها الصحافة الإلكترونية، وآخرها يندرج في قسم التصوير والإنتاج». أدوات وتقنيات وتضيف حياز :” لقد وفرنا من المخصصات المالية للمدرسة ،أدوات وتقنيات حديثة تساعد الطالبات في عملهن في المركز الإعلامي، منها كاميرا فيديو وأخرى فوتوغرافية، مع ميكروفونات وأجهزة حاسوب وآيباد وغيرها، مكونين فريقاً مهيأ ومتعّلماً من الطالبات الراغبات في المشاركة، بدءاً من الصف السادس وحتى الصف التاسع، ومحتضنين من خلال هذا المركز العديد من المواهب الناشئة، والتي تبّشر ببزوغ طلائع واعدة سيكون لها شأن ودور في دفع عجلة الحراك الإعلامي في المستقبل، ولتحقيق هذا الغرض نحن ننّظم في كل موسم دراسي العديد من الدورات التدريبية وورش العمل الحية التي تهيئ طالباتنا في المجال الإعلامي وتمكنهن من ممارسة مهامهن كافة، في مختلف حقول الإعداد والكتابة، بالإضافة إلى التقديم الإذاعي والتصوير الفوتوغرافي مع النشر الإلكتروني، كما نحرص دائماً على تطوير أدواتنا ومعارفنا بشكل مستمر، من خلال إتاحة الفرصة للطالبات للتعرف على مجالات جديدة وأفكار طموحة في هذا المجال ، منها على سبيل المثال، إنتاج الأفلام القصيرة، وتصوير الأنشطة المدرسية، والمشاركة في المناسبات والمسابقات التي تقام على مستوى مدارس الإمارات». وتضيف : يستقطب المركز الإعلامي الخاص بمدرسة خديجة للتعليم الأساسي، اهتمام معظم شرائح الطالبات، ويحظى بالقبول والتشجيع من قبل الهيئة التدريسية وأولياء الأمور على حد سواء، محققاً العديد من الإنجازات التي تحسب في رصيد المدرسة، ومعتمداً نهجاً تعليمياً وتربوياً غاية في التنظيم والإبداع، الأمر الذي أسهم في صناعة فريق إعلامي موهوب من الفتيات، ونعمل مع مطلع كل عام على اكتشاف المزيد، لتحاط هذا البراعم الإعلامية بكل اهتمام ورعاية، وتدرّب بشكل احترافي ومدروس، ملتقطة أهم الأسس والمبادئ التي تطوّر إمكانياتها ومعلوماتها في مجال الإذاعة والصحافة والتصوير، ولعل أهم ما يساعد هؤلاء الطالبات في اكتساب خبرات متنوعة في هذا المجال، يعود إلى المساحة المفتوحة للتعبير وتلك الوسائل والأدوات الإعلامية المتاحة التي تسمح لهن بالتنفيس عن مختلف الأفكار والرؤى والطموحات. فقرات منوعة فاطمة مختار المنسقة الإعلامية التابعة لمدرسة خديجة للتعليم الأساسي بعجمان والمشرفة على فعالياتها المختلفة، تقول: يضم مركزنا الإعلامي في مدرسة «خديجة» برنامجاً يومياً للبث المباشر، حيث يقوم فريق مكون من 15 طالبة من مراحل عمرية مختلفة بتقديم فقرات مباشرة عبر الإذاعة المدرسية تزامناً مع الطابور الصباحي، تحمل جرعاً ملخصة من الأخبار والمعلومات والإعلانات التي تسلط الضوء على أهم فعاليات المدرسة الداخلية والخارجية، وينتقي فريق الإعداد أسبوعياً، العديد من الموضوعات الدينية والثقافية والاجتماعية، والتي تفيد الطالبات وتستحوذ على اهتمامهن، كما توجد في البرنامج الإذاعي والبث المباشر فقرات ثابتة وأخرى متحركة، منها مثلاً برنامج «أخبار الدار» الذي يعطي فكرة عن أهم ما يدور على الساحة المحلية، مع فقرة منوعة أخرى تتحدث عن ثيمة أدبية أو علمية أو دينية، بالإضافة إلى برامج خاصة بالمناسبات الوطنية تغرس في النشء حب الوطن والقيادة مع الاعتزاز بمنجزات الاتحاد، فتحثهن على العمل والعطاء وتحمل مسؤولياتهن ككوادر وطنية شريكة في عملية النهضة والبناء، وفي المحصلة عادة ما نحاول أن نبث لجمهور الطالبات يومياً، مزيداً من مخرجات الثقافة والمعارف والترفيه». وتتابع : أما النشاط الآخر الذي يندرج أيضاً ضمن خططنا الإعلامية فهو معني بالصحافة المدرسية وموقعنا الإلكتروني في المدرسة، والذي يحتوى على العديد من الصفحات، والصور، والمقالات، والأعمدة الصحفية، والتي تأتي من نتاج إبداعات بناتنا الطالبات في مختلف الحقول والمجالات، وعادة ما يجدد الفريق المسؤول عن هذه الموقع كافة الأخبار والمنشورات حسب تسلل الأحداث، كما يضم الكثير من الأخبار والتسالي والمعلومات المفيدة والممتعة، موثقاً في الوقت نفسه، جميع أنشطة ومشروعات المدرسة داخلياً وخارجياً، مع تغطية منوعة لمختلف المناسبات والمهرجانات الشعبية والوطنية، وفي كثير من الأحيان نستعين في الموقع بصور فوتوغرافية وأفلام فيديو تلتقط عادة بعدسة طالبات فريق التصوير التابع للمركز». تأثير إيجابي وتصف الطالبة علياء عيسى «12 عاماً» في الصف السابع، طبيعة مشاركتها في المركز الإعلامي بالمدرسة، فتقول: لقد اشتركت من خلال قسم الإذاعة المدرسية، كمذيعة ومقدمة برامج، حيث أجريت عدداً من الحوارات مع بعض المسؤولين وأعضاء الإدارة وبقية الزميلات في مناسبات مختلفة، مما أتاح لي فرصة رائعة لممارسة هوايتي وتحقيق طموحي، وأثر بشّكل كبير على شخصيتي ونهج أفكاري، فعلى الرغم من ترددي وخجلي في البدايات إلا أنني أصبحت بعد خبرة سنة كاملة أكثر جرأة وقوة وحضوراً، وصرت لا أخاف من التواصل والحوار مع الآخرين، فمثلا أجريت منذ فترة لقاءً صحفياً مع نائب مدير «مستشفى خليفة» بعجمان، وحديث آخر مع مسؤول في البلدية، كذلك أجريت عدداً من اللقاءات مع أصحاب التميّز والموهبة من زميلاتي، لذلك أجد نفسي متحمسة في صباح كل يوم للذهاب إلى مدرستي لممارسة هوايتي المفضلة في المجال الإعلامي. وتوافقها الرأي زميلتها الطالبة «إيمان ثابت» 14 سنة، في الصف التاسع، قائلة : هذه سنتي الثالثة علي التوالي في المركز الإعلامي، حيث أصبحت متمرسة في هذا المجال بعد خوضي للعديد من الدورات وورش العمل التي تنظمها الإدارة، والتي تعلمت من خلالها مثلا طرق استخدام الأجهزة التقنية من الصوتيات والميكرفونات والحواسيب وغيرها، كما التحقت بدورة في مجال التصوير الفوتوغرافي استفدت خلالها في التعرف على أنواع عديدة من العدسات، وتمكنت مع مرور الوقت وبفضل مدرستي من ممارسة هوايتي المحببة بشكل أكثر دراية وحرفية، وكان للمجال الإعلامي المدرسي بالغ الأثر على مجمل نشاطي وتحصيلي العلمي، لأني بفضله أصبحت طالبة ذات إرادة وشخصية واثقة من موهبتها، ومتحمسة لتنفيذ أفكارها، والإعلام من وجهة نظري سواء كان صحافة أو إذاعة أو تصوير يمنح الطالب أدوات مهمة للتعبير،ويحفزه أكثر للاستزادة من روافد العلم والمعرفة، ففي كل يوم نطرح موضوعات جديدة ومتنوعة تناقش قضايا الدين والتعليم والمجتمع، كما نستمع لجماليات الأدب والشعر والنثر، ونتواصل ونوطد علاقتنا الاجتماعية عبر الكلمات والأفكار والأمنيات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©