مكافأة الأبطال المجتهدين

عندما قرر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم المشاركة بالمنتخب الرديف المطعم ببعض اللاعبين الدوليين في منافسات خليجي عشرين لم يتوقع الكثيرون مقدرة هذا الفريق على التأهل عن مجموعته والصعود إلى مباراة الدور قبل النهائي. ويعود السبب في إبعاد الفريق الاماراتي عن التكهنات والترشيحات لقوة فرق المجموعة التي لعب فيها المنتخب الإماراتي وهي الثانية والتي ضمت منتخبات عُمان بطل الدورة السابقة والعراق بطل أمم آسيا والبحرين الذي كان يفصله خيط رفيع عن الصعود لنهائيات بطولة كأس العالم. ولكن إدارة المنتخب الإماراتي الرديف كان لها رأي آخر يخالف التكهنات والتوقعات المعلنة في أجواء البطولة لثقتها العالية في مقدرة الجهاز التدريبي واللاعبين الشباب على تحمل المسؤولية وعند الثقة المنوطة بهم حيث وضح ذلك في المباراة الأولى التي خاضها المنتخب الإماراتي أمام منتخب العراق بطل أمم آسيا حيث تمكن الفريق الأبيض من إظهار لمحات كروية مشجعة أهلته لخطف نقطة التعادل من أقوى الفرق في حين برز حارس المرمى ماجد ناصر بمهارته وشجاعته في الذود عن مرماه حيث توج جهوده بصد ركلة الجزاء التي سددها كابتن أسود الرافدين يونس محمود نهاية المباراة التي جمعت الفريقين وينال عن جدارة واستحقاق لقب نجم المباراة. وبرغم هذه النتيجة الإيجابية التي حققها منتخب الإمارات أمام الفريق العراقي فقد شكك البعض بإمكانات الفريق الإماراتي حيث أعدوا خطفه نقطة التعادل من العراق من باب الصدفة، وجاءت المباراة الثانية التي خاضها المنتخب الإماراتي أمام منتخب عمان بطل الدورة السابقة ليؤكد فيها «الأبيض» إمكانات لاعبيه وتمتعهم بنفسية عالية وثقة زائدة قادتهم إلى تقديم أجمل اللمحات الكروية والتعادل مرة ثانية وهذه المرة أمام الفريق العماني الذي حضر إلى عدن للدفاع عن لقبه، وانتزع حارس المرمى الشجاع ماجد ناصر الاعجاب والتقدير. وفي لقائه الثالث والأخير بالمجموعة أبى الأبيض إلا أن يكمل الفرحة لشعبه وجماهيره الواسعة ويقدم عربون الوفاء لرعاية ودعم الحكومة والقيادة الرياضية ليقدم أفضل العروض الكروية ويفوز على المنتخب البحريني، ويصعد لخوض مباراة الدور قبل النهائي، وكان الكابتن سبيت الخاطر أول من يزف البشرى بتسجيل هدفه الرائع في المرمى البحريني والذي استمد منه الفريق الاماراتي العزم لمضاعفة العطاء وتسجيل هدفين آخرين، ليتصدر الأبيض مجموعته بفارق الأهداف عن الفريق العراقي ليلاقي منتخب السعودية ثاني المجموعة الأولى بعد غد، بعد أن حصل على لقب الحصان الجامح في المباريات الثلاث التي لعبها بينما أطلقت عليه اجهزة الاعلام المختلفة والجماهير التي شاهدت مبارياته لقب فاكهة الدورة لجمالية الأداء والاثارة التي غلفت مبارياته وبهذا فإن الكرة التي أحسن لاعبو المنتخب الإماراتي في التعامل والاجتهاد معها منحتهم المكافأة الغالية.. مكافأة الأبطال المجتهدين. almla3eb@yahoo.com