الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصص قصيرة جداً نصلت عناوينها

2 يناير 2013 20:34
(1) ? أقدمت من هناك؟ ? أجل ? كيف هو الحال؟؟؟؟ ? إنهم قادمون. ? أصبحنا نسرع كثيراً. لم يتسن لي اصطحاب أولادي وامرأتي الدامعة العينين، كنت أعلم أنهم يبحثون عن الرجال، على الرغم من ذلك شعرت بالقلق الشديد على زوجتي، قد حرصت على إبقاء اللثام على وجهها وسلة الخبز على رأسها، أكان ذلك كافياً لإخفاء هويتها؟؟. فوق هام النخيل والقباب الذهبية عوى الدخان ونبح الرصاص وزأرت القذائف وحامت طائرات لا تجتهد كثيراً في البحث عن إحداثيات أهدافها.. ابتعدت كثيراً عن النهر صوب بغداد. (2) قالت لي ابنتي إن الزهر لا يشم عطره، لذا تأخذه الدهشة كل مرة يذبحون عنقه فيها، وأن العشب ينمو بغرور كل ربيع و يعجب أن لا يسمع صراخه أصحاب الأقدام الكبيرة المبتهجين باخضراره. قالت ابنتي إن القمر يعكس ضوء الشمس كي نراه و يحزن لأننا نغلق النوافذ وننام وقت اشتياقه للقاء.. ابنتي تثرثر كثيراً، و أنا أغسل الصحون.. أعد طعام الغداء و العشاء.. أغسل الثياب.. أنفض الغبار.. أمسح الأرض.. ? كفي أيتها الثرثارة!!. عيناها صغيرتان كقمرين سوداوين.. وشفتاها كبتلتي زهرة.. وعودها طري كالعشب. حين نامت على كتفي تلك الليلة انتابني الهلع.. الا ابتعد يا قاطف الزهور.. يا قاتل كبرياء عشب الربيع.. يا موصد نوافذ صنعت لتستقبل إطلالة القمر.. ارحل أيها النوم.. ارحل.. إنها ابنتي التي تثرثر حتى في أحلامها. (3) هي ذات الزهرات في الربيع المنصرم.. لم يزدد عددها. احتفظت بالأصيص ولم أحتفظ حتى بملامحه التي سوَّرها الضباب. بطني ثقلت بحملها..!!. بين الدروب القصيرة النفس قادتني سيارته، وفي مكان شديد الظلام اقتنص قبلة ساخنة وسريعة. إنها المرة الرابعة التي يسجن فيها. ? أي نوع من العمائم قد وضعتك على كرسيها الكهربائي قبل أن تتذكرني بزيارة؟؟؟؟. ? حلقت عيناه في متاهة.. السجون تتوالى كسلسلة لا انقطاع لها. ? هل تعرفين أني أصبحت لا أذكر عدد السجون و لا كيف دخلتها و لا حتى لم كنت أسجن؟؟؟؟. قبل يدي وذرف دمعة قبل أن يلفني الظلام. ? تمنيت لو كان ولدي يا حبيبة. أغلق نافذة سيارته، وأغلقت باب بيتي... وارتعد الجنين بشدة. (4) تسربت الموسيقى من عشرات المنافذ، واستيقظت المسامات على جسدي كجيش عرمرم.. انتصبت الشعيرات الدموية وضرب قلبي كطبول حرب. المدينة تنام في حجر الصمت والكهوف موصدة على همسات لا تسع مداها رادارات القصر الملكي. ثوبي الأبيض لم يتسق ولون الريح.. لم يتسق والليل.. امتد الطريق أمامي وغدت الحراب أشبه بالخيال.. الموسيقى ترفع الأعناق صوب طرقاتي المضيئة.. وأغصان الكون المتناثرة تفزعني بلانهائيتها.. يا لهول التشابك.. الجنود يلتحمون في معركة مع المنافذ.. مع المسامات.. مع الشعيرات .. مع دقات قلبي التي أمالت رأسها على كتفي. بيتهوفن يجلس عند النافذة، يرى بركة دمي وزورق القدر يطفو على سطحها بهدوء. (5) قال لي مراراً إنه في الطريق إليها، ما كان السبيل لإيصال رسائله؟؟؟؟. عند النافذة تبقى من الغصن نسيج مجعد بني اللون.. لم يعد من الشمس سوى هالة تشي بوجودها الخجول. حاولت سحب كل ما تبقى من خصل الهواء.. قلت له مراراً: لست وحدك في الطريق اليها. تباعد صوتانا ثم رسائلنا.. على الرغم من أننا كنا نسير نحوها إلا أننا لم نلتق أبداً. تبدَّت في الظلام ملامح شخص آخر له نبرته. ? أأنت أياد؟؟. ? أأنت خزعل؟؟. ? حملنا الأسماء ذاتها؟؟. ? أيها الرجل أنا لا أرى فيك صاحبي؟؟. ? و لا أنا..!!. لم نوفق كثيراً في إيقاف الزمن و هو يطوي الملامح.. إلا أننا بلغناها.. هي أيضاً لم تعرفنا.. كنا ثلاثة أغراب.. عند الأصيل وقف كلانا عند خدرها تلك التي تأبى النهوض فجراً. (6) العجوز التي زارته في المنام كانت مواربة الملامح.. سقيمة العود. - سبعة قرون عجاف قادمة.. - سبعة قرون من عصر العناكب وهي تبني بيوتها فوق عيون المدائن.. - سبعة قرون من الجوع حتى تهرب المقابر من موتاها.. - سبعة قرون من العطش حتى يفر دجلة والفرات من بين أيديكم.. - سبعة قرون لاتعرفون أهو ليل كان أم نهار.. الهلع قادني نحو استيقاظ مُلِح.. نظرت في ساعتي وهالني اختفاء أميالها.. فتحت الباب الخارجي وكدت أتقدم خطوة قبل أن أدرك أن لا أرض تحتي.. أدركت أنني قد اخطأت حين استيقاظي وحيداً قبل انقضاء القرون السبعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©