الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الوزاري العربي» يدعو لتحرك دولي ضد الحكومة السورية

«الوزاري العربي» يدعو لتحرك دولي ضد الحكومة السورية
2 سبتمبر 2013 16:48
القاهرة (وام)- أدان وزراء الخارجية العرب بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً في سوريا في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية وحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عنها. وترأس سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة في اجتماعات الدورة الأربعين بعد المائة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسة ليبيا لبحث القضايا العربية وعلى رأسها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وحمل مجلس جامعة الدول العربية في بيان له في ختام أعماله النظام السوري المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة مطالباً بتقديم كافة المتورطين عنها لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب، كما طالب بتقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته. ودعا وزراء الخارجية العرب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقاً لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين. وقرر المجلس البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في سوريا. وتحفظت الجزائر على الفقرة التي تضمنها القرار والمتعلقة بدعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة . ودعت الجزائر إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الأمم المتحدة فيما لم يصوت العراق على الفقرة المتعلقة بتحميل النظام السوري المسؤولية عن هذه الجريمة وكذلك دعوة الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات رادعة ضد سوريا، وتحفظ لبنان على قرار المجلس بالكامل. وقال محمد عبد العزيز وزير خارجية ليبيا - رئيس الاجتماع إن الأوضاع في سوريا وصلت إلى منزلق خطير نتيجة استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا وارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد السكان المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية، لافتا إلى أن هذه التطورات الخطيرة تتطلب منا ليس فقط تحميل النظام السوري المسؤولية والمطالبة بتقديم كافة المتورطين لمحاكمات دولية عادلة، ولكن أيضا كيفية التعامل مع الأزمة السورية بطريقة أكثر فاعلية للحد من معاناة الشعب السوري والتعجيل بإيجاد حل لهذه الأزمة التي أصبحت لها تداعيات إقليمية ودولية. وأكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة ضرورة اتخاذ موقف تفرضه على الدول العربية المسؤولية التاريخية تجاه الشعب السوري. وقال إن أوضاع ملايين اللاجئين والنازحين السوريين في الداخل وفي دول الجوار أصبحت هي الأخرى تولد أعباء إنسانية ثقيلة تتحمل الدول المضيفة جزءاً من تبعاتها. من جانبه قال الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية إن الاجتماع ينعقد لبحث تطورات الوضع الخطير الذي آلت إليه الأوضاع في سوريا واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل منتقداً تخاذل المجتمع الدولي تجاه نظام بشار الأسد الذي تجاوز كل الحدود وتجاوز الخطوط الحمراء. وأكد في كلمته أمام الاجتماع أن المملكة السعودية تقف قلبا وقالبا مع الشعب السوري وقيادته الممثلة الآن في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مشيراً إلى أن الشعب السوري تحمل كل أنواع القتل والتعذيب. وأضاف الأمير سعود الفيصل أن الشعب السوري عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على استجابته لمطالبه وحفظه لدمائه وعرضه وماله استغاث بالمجتمع الدولي قائلا “ إننا نحن في المملكة السعودية نشارك الشعب السوري في دعوته للمجتمع الدولي لاتخاذ ما يلزم لردع النظام “ مطالبا الجامعة العربية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوضع حد لهذه المأساة. وأكد أنه ليس من الإنصاف أن نعتبر التدخل الدولي الآن تدخلا في الشأن الداخلي السوري قائلا “ ليس من الإنصاف أن نقول إن من يغيث يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بينما نظام دمشق فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله حتى أصبحت سوريا أرضا محتلة”. وأضاف أن الائتلاف السوري هو الممثل الشرعي للشعب السوري، مشيرا إلى أن النظام السوري فقد شرعيته عربيا وإسلاميا وباق أن يفقد شرعيته دوليا بعد كل الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه. من جانبه أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية مجددا موقف الجامعة العربية الداعم لتطلعات الشعب السوري الشقيق في الحرية والديمقراطية وفي الكرامة الوطنية وفي العدالة الاجتماعية وعلى التزام الجامعة بمواصلة مساعيها الدؤوبة من أجل تحقيق حل سياسي للأزمة يتيح الانتقال السلمي للسلطة وفقا لما جرى الاتفاق عليه في البيان الختامي لإعلان جنيف نهاية يونيو من العام الماضي. وقال في كلمته أمام الاجتماع “ لقد أكدت مجددا بتاريخ 22 أغسطس 2013 في الرسالة التي وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي ضرورة إطلاق مبادرة عاجلة ذات طابع إنساني في المقام الأول تهدف إلى تأمين انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاستصدار قرار ملزم يقضى بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي السورية مع تبنى آلية عملية مناسبة للإشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار تحت الإشراف المباشر لفريق من الأمم المتحدة وذلك حتى يتوقف مسلسل نزيف الدم والقتل والتدمير في سوريا ويمكن إدخال قوافل المساعدات الإنسانية والطبية حتى يتحقق المناخ المناسب لعقد مؤتمر جنيف “2” وإطلاق مسار الحل السياسي للأزمة السورية”. وأضاف العربي أن الأزمة المتفجرة في سوريا وتداعياتها الخطيرة على دول الجوار السوري والمنطقة بأسرها هي القضية التي تحتل مرتبة استثنائية على أجندة اجتماع المجلس إلا أن تلك الأزمة على أهميتها الكبرى لا يجوز أن تشغلنا عن مجموعة القضايا المطروحة أمام المجلس والمتعلقة أساسا وبدءا بمستجدات القضية الفلسطينية التي تظل القضية المحورية في العالم العربي والتي بدون التوصل إلى إقرار التسوية العادلة والشاملة لها وفقا لما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لن تنعم هذه المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام العادل والدائم. من جانبه أكد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري رئيس الدورة المنصرمة مجدداً على رفض مصر للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، مشددا على أن هذا ليس دفاعا عن نظام أصم آذانه عن الاستماع لإرادة شعبه وإنما تنطوى في رفضها هذا من سياساتها الثابتة من ثوابت ميثاق الأمم المتحدة والذي لا يجيز استخدام القوة إلا في حالة الدفاع عن النفس أو تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مشددا على أهمية الكشف عن الحقائق الكاملة لما حدث وتمكين الأمم المتحدة من القيام بعملها من خلال فريق المفتشين التابعين لها لتبيان المتورطين في هذه الجريمة النكراء وعقابهم. وقال “ لطالما حذرنا من وقوع هذا البلد فريسة للتدخل الأجنبي الذي نرفضه وسنظل نرفضه أيا كان مصدره أو دوافعه والذي صار واقعا علينا التعامل معه نظرا لاستدعاء أطراف المشهد السوري لهذا التدخل لحسم المواجهة كل لصالحه “. وأضاف فهمي في كلمته أمام الاجتماع أنني احمل النظام السوري مسؤولياته تجاه أبناء شعبه فيما يحدث في سوريا، موضحا أن هذا نتيجة متوقعة لانحياز نظام بشار الأسد لمنطق العنف والقتل والتدمير بدلا من الاعتماد على منطق الحوار والتوافق والمصالحة، مشيرا إلى أن سوريا أصبحت وجهة للمتطرفين والمغامرين وصار القتل على الهوية عنوانا لصراع يبعد هذا البلد كل يوم عن مسار الديمقراطية ومنطق قبول الآخر والتأسيس لدولة ديمقراطية حديثة تؤمن لأبنائها حقوقا متساوية. من ناحية أخرى استعرض أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المأساة السورية مطالبا وزراء الخارجية العرب باتخاذ قرار بتأييد الضربة العسكرية لآلة الضرب والقتل التي يستخدمها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري مدعوماً من إيران وحزب الله وميليشيات عراقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©