تونس (وكالات) - ساد الهدوء الحذر أمس في مدينة الحنشة بصفاقس، ثاني أكبر محافظات تونس، في أعقاب أحداث الشغب التي اندلعت بالمحافظة. وتشهد مدينة الحنشة جنوب العاصمة “منذ الأربعاء أحداث عنف بسبب خلافات بين أنصار لتيارات حزبية بشأن انتخاب أعضاء “الجمعية التنموية” بالجهة. ويعود الخلاف إلى صدامات بين أنصار حركة النهضة وجماعات أخرى محسوبة على تيارات اليسار حول طريقة انتخاب الأعضاء، ما أدى إلى إلحاق أضرار في الأملاك العامة والخاصة. وقال شهود عيان، لوكالة الأنباء الألمانية، إن أعمال الشغب طالت مركزاً للشرطة بالجهة حيث اقتحمته مجموعة بنية حرقه رداً على حملة الاعتقالات لعدد من المشاغبين. وأحرق المحتجون سيارة تابعة للشرطة وقطعوا عدة طرق رئيسية، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع كما أطلقت الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين.
وقالت إذاعة “موزاييك” امس إن الهدوء عاد للمدينة وسط حضور امني لافت بعد أن سيطرت الشرطة على الأوضاع.
واندلعت أعمال العنف بعد ساعات من اعتقال ثلاثة من أقارب المحتجين على خلفية مشاركتهم الأربعاء في اشتباكات دارت بين أقارب عضو في حركة النهضة الحاكمة وعائلة ناشط سياسي من حزب آخر. وتعرض عضو حركة النهضة الأربعاء إلى اعتداء من ناشط سياسي بسبب خلافات حول تنظيم انتخابات “الجمعية التنموية” بالمعتمدية. ورفضت أحزاب سياسية إجراء الانتخابات في المعتمدية واتهمت حركة النهضة بالسعي إلى “السيطرة” على الجمعية التي تحظى بأهمية في المنطقة.
الى ذلك، عقد حزب “المؤتمر من أجل الجمهورية” الشريك في الائتلاف الحاكم بتونس المؤتمر العام الثاني له لاختيار أمين عام جديد وانتخاب أعضاء المكتب السياسي للحزب. ويستمر المؤتمر العام للحزب الذي انطلق امس ثلاثة أيام، ويشمل أيضا اختيار 40 عضواً يمثلون المجلس الوطني للحزب.
وقال المكتب الاعلامي للحزب، إن محمد عبو الأمين العام الحالي للحزب لن يكون المرشح الوحيد للمنصب ولكن الترشيحات تتجه نحو إعادة انتخابه من قبل نواب الحزب عبر الاقتراع. يأتي المؤتمر في الوقت الذي تثار فيه تكهنات حول مستقبل الائتلاف الحاكم الذي يعد حزب المؤتمر طرفاً فيه لا سيما بعد أزمة تسليم البغدادي المحمودي رئيس الوزراء السابق في نظام معمر القذافي دون علم الرئيس المنصف المرزوقي في 24 يونيو ثم انسحاب محمد عبو في نفس الشهر من منصب الوزير المكلف بالإصلاح الإداري في الحكومة المؤقتة احتجاجا على محدودية الصلاحيات الممنوحة له.
وأعقبت تلك الاستقالة انسحابات أخرى من مناصب بارزة كان آخرها استقالة أيوب المسعودي من منصب مستشار لدى الرئيس المؤقت. وسيعمل الحزب على ضبط هياكله الإدارية التي طالما شكلت نقاط ضعفه وأثرت على أدائه السياسي إلى جانب رسم ملامح استراتيجيته السياسية استعداداً للاستحقاقات الانتخابية القادمة. وكان محمد عبو أعلن في وقت سابق أن الحزب سيجدد ترشيحه للرئيس المؤقت للجمهورية المنصف المرزوقي للانتخابات الرئاسية المقررة مبدئياً ربيع الموسم القادم.
من جانب آخر، أوقف تلفزيون “التونسية” الخاص بث برنامج منوع ساخر ينتقد رموزاً حكومية وسياسية إثر “ضغوط من السلطات”. وقال الصحفي منجي الخضراوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إن عاملين في القناة أبلغوه أن “إدارة التلفزيون اضطرت لوقف بث منوعة القلابس (دمى متحركة، تجسم شخصيات حكومية وسياسية) إثر ضغوطات شديدة من السلطات التي عبرت بشكل غير مباشر عن تضايقها من المنوعة شكلاً ومضموناً”.
وأشار إلى أن البرنامج المنوع عرف نجاحا كبيرا معتبرا توقفه “ضربة في الصميم لحرية التعبير”. ورجح أن يكون المسؤولون السياسيون الذين انتقدهم البرنامج “لم يستسيغوا مستوى النقد الساخر”. وأبلغ سفيان بن فرحات الصحفي بقناة التونسية وكالة فرانس برس أن منوعة القلابس توقفت “بشكل مفاجئ” قبل أربعة أيام من عيد الفطر. وأوضح أنه لا يعلم أسباب توقف البرنامج لكنه أشار إلى تزامنه مع “حملة” في مساجد وصفحات فيسبوك موالية لحركة النهضة، ضد الصحافة الساخرة في تونس. وذكر بأن عبد اللطيف المكي وزير الصحة والقيادي في حركة النهضة عبر مؤخرا في لقاء مع أنصار حزبه عن استيائه البالغ من القلابس.
عدد اليوم
