الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبناء.. «من ذهب»

أبناء.. «من ذهب»
31 أغسطس 2015 22:17
لكبيرة التونسي (أبوظبي) أكدت دراسة تربوية أن تميز بعض الأبناء بقدرات غير عادية في مجال أو أكثر، يجب أن يلتفت إليه أولياء الأمور، خاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الرياضية أو فن الخطابة أو الرسم، وغير ذلك من المواهب التي تشرق كلما تم صقلها ورعايتها وتوافرت لها السبل لاستكشافها ووضعها على الطريق الصحيح، ونقلها إلى الوضع الذي تستحقه من طرف الآباء وأولياء الأمور. ولفت مقال علمي كتبه الباحث جاك ينج بلود بمساعدة زوجته مارشا بعد إجراء دراسة لمعرفة سبب اختلاف قدرات الأطفال، إلى أنه إذا كان بعض الآباء يسعون لرعاية موهبة أبنائهم، ويوفرون سبل نجاحها، من دعم وصبر واستمرارية، فهناك غيرهم يستغلون هذه الموهبة ويعملون على تدمير شخصية أبنائهم الموهوبين بسلوكيات وأفعال غير مقصودة أحياناً. وفي جولة ميدانية استهدفت لفت أنظار التربويين في بداية العام الدراسي.. كشفت أن أيمن علي «10 سنوات» لديه موهبة في لعب كرة القدم، إلى جانب تميزه في العزف على البيانو، مما يتطلب رعايته ودعم هذه الهوايات والحفاظ على التوازن بين المواهب والدراسة لتحقيق نتائج ملموسة. وفي هذا الإطار يقول علي المدني والد أيمن إنه اكشف موهبة ابنه منذ كان عمره 5 سنوات، فبحث عن العديد من النوادي والمدربين لمساعدته على إبراز هذه الموهبة، مؤكدا أن الاستمرارية والصبر تعتبران عاملين مهمين في الدفع بهذه الموهبة للأمام، موضحا أنه لم يكتف بالتدريب مرتين في الأسبوعين مما زاد العبء عليه، خاصة أنه يدرس الموسيقى خلال أيام الأسبوع إلى جانب حفظ القرآن. وقال: «أدرك جيدا أنه من المهم متابعة مواهب الأبناء ورعايتها وقيادتهم إلى النجاح، لكن أحيانا أشعر بالتعب وتراودني فكرة إنهاء كل ذلك، خاصة أنني أتابعه وأخواته اللواتي أساعدهن على صقل مواهبهن في السباحة والرسم. استمرارية والطفلة سارة الكيحل 9 سنوات تتميز بقدرة عالية على السباحة، حيث حازت العديد من الميداليات بفضل دعم والدتها، التي تعمل على دعمها وتخصيص ساعات إضافية لها لصقل مواهبها، وسط انشغالاتها والاهتمام بأفراد الأسرة.. وعن ذلك تقول حنان السامري: لم تكن في البداية تظهر عليها علامات التميز، لكن حبها للماء جعلها تتعامل معه بطريقة مختلفة، فلاحظ مدربها ذلك، ونصحنا بأهمية صقل موهبتها، فكرسنا بعض وقتها للتدريب بشكل مكثف، وهذا يعتبر عملاً مجهداً، خاصة أن إخوتها يحتاجون الرعاية نفسها. جوائز وتحرص أم محمد رفيق على توثيق لحظات مشاركة ابنها البالغ من العمر 10 سنوات في لحظات تميزه بالصوت والصورة، وعند سؤالها عن سبب هذا الحضور الدائم، قالت إن ابنها يشارك في المسابقات التي تتطلب مشاركة مجتمعية في مجال البيئة أو التطوع، والرياضة إلى جانب تميزه في الدراسة، لذا تسانده بقوة كما فعلت مع أخيه الذي حالفه التوفيق، مؤكدة أنها عرفت الطريق الصحيح لإيصال ابنها لمنصة التتويج. وتتميز ريما عبدالله الدوسري بموهبة الابتكار، حيث تشارك في مسابقات تكنولوجية دولية، وتتوفق رغم صغر سنها، فقد حازت جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية في مجال الابتكار، ونالت إعجابا دوليا، كما حازت العديد من الميداليات الذهبية، حيث ابتكرت «هاتفا يشحن بالحركة» ومن خلال الأصوات والطاقة الكهرومغناطيسية، ويرجع ذلك إلى والدها الذي لاحظ حبها استكشاف ما حولها وتعلقها الكبير بالهاتف الذي سرعان ما تفتحه لتبحث عما بداخله. ويقول والدها عبدالله الدوسري إنه لا يدخر جهدا في دعمها من خلال السفر معها لكل البلدان التي تتشارك في مسابقاتها. وتلقب ريما بـ «الفتاة الذهبية»، وتتنافس بلدان لشراء ابتكارها، ورغم ذلك يقول والدها: لا أطمح لجمع المال من خلال موهبتها رغم مستقبلها الواعد في هذا المجال، فأنا أحرص على مرافقتها ورعايتها، وما زلنا نبحث عمن يتبنى مشروعها عربياً، لأننا نرفض عروضا كثيرة من ماليزيا والصين واليابان وأميركا. الأم المثالية سلمان محمد السندي طالب طب بجامعة الخليج العربي بالبحرين، سفير جائزة الشيخة فاطمة للشباب العربي الدولية بمملكة البحرين، وحائز على الجائزة نفسها في دورتها الماضية عن فئة «الشباب العربي المؤثر عالمياً» لديه العديد من المواهب في الخطابة والإلقاء.. وعن كيفية وصوله لهذه المرحلة وكيف تميز في صغره تقول سلوى محمود والدته إنها حازت لقب الأم المثالية لرعاية الأبناء ومتابعتهم رغم أعباء المهام الوظيفية، حيث كانت في بداية زواجها طالبة طب، لكن بمجرد ما أنجبت تفرغت للعناية بأولادها، وكانت تنقب عن مواهبهم وتبحث عن ميولهم الفردية، ولاحظت نبوغ سلمان منذ الروضة الأولى وتميزه عن أقرانه، وحرصت على إشراكه بالجوائز، مما عزز ثقته بنفسه، وكانت دائما تحثه وتشجعه بكلمات المدح ليلتفت هو بنفسه إلى المواهب التي يتميز بها ويحاول صقلها، فشارك في البرامج الإذاعية بالمدرسة، وقاد برنامجا آخر في الإذاعة على الهواء، كما شارك في مجال العلوم ، والعديد من المسابقات المحلية والعربية والعالمية. وتضيف سلوى محمود التي تعمل حالياً أخصائية تأهيل تربوي بإدارة التدريب بوزارة التربية في مملكة البحرين: عندما اشتد عود أبنائي بدأت العمل، وفي الوقت نفسه حرصت على تحقيق أهدافهم، خاصة سلمان الذي فاز أيضا في البطولة الدولية للمناظرات بقطر، وحصل على جائزة أفضل متناظر، ويتميز بموهبة في مجال رياضة التايكواندو. أيمن.. عازف بيانو .. مميز دراسياً وعلى طريق «احتراف كرة القدم» سارة «فراشة في السياحة».. ومحمد «فتى» البيئة والتطوع والرياضة ريما.. عالم المستقبل.. وابتكارها تتهافت عليه 4 دول كبرى سلمان.. سفير التميز.. والوالدة حازت لقب الأم المثالية الأسرة والمدرسة.. شريكان في المسؤولية قالت زينب داوود القحطاني الأخصائية النفسية بمجلس أبوظبي للتعليم إن نقطة التحدي في رعاية موهبة أي طفل هي «الاستمرارية»، حيث نستكشف أحيانا مواهب رائعة وجميلة، ويبدأ أولياء الأمور بدعمها، لكن سرعان ما يتم التوقف عن هذا الدعم في منتصف الطريق، فهنا يجب أن نتحلى بالصبر ولا نستعجل النتائج. وعن كيفية اكتشاف الموهبة توضح أن المدرسة وأولياء الأمور يتشاركان في هذه المسؤولية، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، وتشدد على أهمية توفير بيئة ثرية ومتنوعة لإغناء كل حواس الطفل. توقعات الآباء.. وطموح الأبناء نبهت زينب داوود القحطاني الأخصائية النفسية بمجلس أبوظبي للتعليم الآباء الذين يلمع نجم أبنائهم الموهوبين في المجتمع، فيتم الضغط عليهم واستغلالهم أحيانا لتحقيق نتائج أكبر، وترتفع توقعات أولياء أمورهم فيدفعونهم للمشاركة في فعاليات أكبر من سنهم. وتقول: مهما تمتع الطفل بمواهب في المجال الفكري أو الرياضي أو الابتكاري، فعلى أولياء الأمور التعامل معه بحنكة وإدارة هذه المرحلة بمهارة عالية حتى لا تنعكس على الطفل بنتائج سلبية، بحيث نترك للطفل الموهوب مجالا واسعا ليعيش طفولته دون أعباء أكبر من عمره، ونتجنب قتل هذه الطفولة، فطموح الآباء ليس بالضرورة أن يشبه طموح ابنه. «الأخوة الثلاثة» هبة وعمر ومحمد نبيل.. مواهب تعمل ضمن فريق واحد بدعم من والدهم ووالدتهم اللذين يسهران على متابعتهم ورعايتهم إلى أن فازوا بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية في الدورة 2014 /‏ 2015، حيث قال عمر نبيل الذي يدرس في إحدى مدارس الشارقة إنه سعيد جدا بهذه الجائزة التي توجت جهود فريق العمل الذي يتكون من أخيه محمد نبيل بالإضافة لأخته هبة نبيل، ويتعلق مشروع الفريق بالقيام بالعديد من المشاريع التطوعية لفائدة المجتمع في دولة الإمارات في كل من المجال البيئي، والصحي والمروري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©