الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط خليفة: نواصل المسيرة على نهج إنجازات زايد

في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط خليفة: نواصل المسيرة على نهج إنجازات زايد
21 نوفمبر 2006 01:24
أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل البناء على نهج التجربة الثرية التي أسس إنجازاتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان· وقال سموه في حديث أجرته معه صحيفة ''الشرق الأوسط'' التي تصدر في لندن نشرته في عددها الصادر أمس ''إننا نستلهم من هذه التجربة العزيمة لمواصلة العمل خدمة لوطننا ولشعبنا''، مؤكدا سموه أن ما تحقق خلال تلك الفترة يحملنا مسؤولية إضافية إلى جانب الحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية· وأكد صاحب السمو رئيس الدولة لدى استقباله أمس الزميل طارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط أن أهم إرث تركه لنا الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' هو وضوح الأهداف التي هي في جوهرها إنسانية الغاية أصيلة الأطر عميقة الجذور تعبر عن خصوصية الإنسان الإماراتي العربي المسلم· وأوضح سموه انه أكد في كلمته في الذكرى الرابعة والثلاثين للاتحاد أن دولة الإمارات على مشارف مرحلة جديدة أطلق عليها ''مرحلة التمكين'' تميزها عن مرحلة التأسيس السابقة لها وأن المرحلتين مكملتان لبعضهما بعضا تخدمان الأهداف نفسها وتنشدان الغايات ذاتها· وأشار سموه إلى أن أهم أهداف المرحلة المقبلة يتمثل في تهيئة الظروف اللازمة لإعداد مواطن أكثر مشاركة وأكبر إسهاما· وحول التجربة البرلمانية أوضح سموه أن دولة الإمارات على قناعة تامة بأن التحول عندما يكون جوهريا وهيكليا ومرتبطا بمصير أمة ومستقبل دولة فهو لا يحتمل التسرع أو حرق المراحل ولا بد أن يجري مدروسا ومتدرجا ومنسجما مع طبيعة المجتمع وخصوصيته وواقع تركيبته السكانية· وتوقع سموه من المجلس الوطني المقبل التعاون مع السلطة التنفيذية لصياغة أنظمة قادرة على توفير مناخ صحي للمشاركة الشعبية وإشاعة ثقافة ديمقراطية تحترم حقوق المواطنين وتسمح لهم بحرية التعبير· وأضاف سموه أن المشاركة النسائية في العملية الانتخابية تعد استكمالا لدورها في الحياة العامة والذي مكنها من المشاركة الفعلية والوصول إلى مختلف مواقع المسؤولية بما في ذلك المشاركة في عضوية مجلس الوزراء· وأوضح سموه أن قلق دول مجلس التعاون من البرنامج النووي الإيراني يستند إلى ضرورة إبعاد منطقة الخليج والشرق الأوسط عن أي شكل من أشكال السباق لامتلاك أسلحة الدمار الشامل حيث أبلغت دول المجلس القيادة الإيرانية هذا الموقف وحصلت على تأكيدات بأن البرنامج الإيراني مخصص لأغراض سلمية· وقال إن التأكيدات الإيرانية بحاجة إلى تطمينات بأن البرنامج يتفق مع المعايير التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك وجود مستويات فنية تضمن سلامة المنشآت وتمنع حدوث أضرار بالبيئة الإقليمية التي تشكل دول الخليج جزءا رئيسيا منها· وأكد سموه أن النهج الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة لاسترداد جزرها الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى لا يخضع لأي أجندات سياسية إقليمية أو دولية وإنما يستند على موقف قانوني وحقوقي ووطني سابق لوجود البرنامج النووي الإيراني وأن الأساليب التي اقترحتها الإمارات لحل النزاع لم تتغير وهي قائمة على أساس الاحتكام للشرعية الدولية والقانون الدولي والتفاهم الأخوي مؤكدا سموه أنه ليس هناك أي محل لأي استقواء بمواقف أو سياسات خارجية لمعالجة قضية جزر الإمارات المحتلة حيث لا تزال الإمارات تأمل بحلها عن طريق الحوار البناء أو الاحتكام لمحكمة العدل الدولية· وأكد صاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله'' أن البعد الإنسانى هو جانب هام وأصيل في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي من أقواله ''إن الله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى'' وتحقيقا لهذه الغاية أنشأت الدولة هيئات ومنظمات إنمائية وخيرية على رأسها الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية وهيئة الأعمال الخيرية وغيرها من المؤسسات التي تلعب دورا كبيرا في تحقيق سياساتنا في هذا الجانب الذي مكننا من الحفاظ على علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة· وجدد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان دعوة الأشقاء الفلسطينيين إلى تمتين وحدتهم الوطنية مؤكدا دعم دولة الإمارات الكامل لهم مشيرا إلى أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مأساوي، فالشعب الفلسطيني يعانى من ممارسات الاحتلال واعتداءاته اليومية على المدنيين الآمنين كذلك من انسداد أفق للحل السياسي بحيث تبدو المعاناة بلا نهاية· وقال سموه إن أية دعوات لتقسيم العراق أو تجزئته لا تصب في مصلحة العراق وشعبه وأمته وإن أمن وسلام واستقرار المنطقة لا يستقيم دون عراق موحد ومستقر· وأوضح أننا على ثقة بأن العراقيين شعبا وحكومة مع خيار الوحدة وهم المؤهلون أكثر من غيرهم للدفاع عن هذا الخيار المصيري· وفيما يلي نص حديث صاحب السمو رئيس الدولة لصحيفة ''الشرق الأوسط''· الحراك الطبيعي ''الشرق الأوسط'': بعد عامين على رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لا يزال هناك شعور بوجود تداخل بين المرحلة الماضية بكل ما فيها من إنجازات سياسية وتنموية بارزة ومشهودة وبين المرحلة الجديدة من العمل الوطني التي تقودون مسيرتها بكل ما تحمله من آمال وطموحات· هل يشكل التداخل قوة دافعة لسموكم لبلورة صيغة جديدة في تحمل المسؤولية أم تشعرون أن الدور الذي لعبه الراحل الكبير في المرحلة الماضية يفرض عليكم أعباء إضافية في التعاطي مع أعباء المرحلة المقبلة؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إنه ليس مجرد شعور وإنما أمر واقع، فالحراك الطبيعي للمجتمعات لا يجري في دوائر منفصلة أو منعزلة وإنما هو سلسلة متصلة طالما أن الأهداف المجتمعية واضحة ومحددة وطالما أن عملية الانتقال من مرحلة إلى أخرى تجري بصورة طبيعية وسلمية· والشرطان متوفران في التجربة الإماراتية· ولذلك فإن التداخل بين المرحلتين أمر متوقع ومرغوب· فنحن لا نبدأ من الصفر بل نواصل البناء على تلك التجربة الثرية مستلهمين منها العزيمة لمواصلة العمل خدمة لوطننا وشعبنا· ولا شك أن ما تحقق من إنجازات خلال فترة حكم المغفور له الوالد الراحل يحملنا مسؤولية إضافية فإلى جانب الحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية فنحن مطالبون بالاستمرار في عملية تطوير التجربة الاتحادية وتحصينها بما يجعلها قادرة على التكيف المستمر مع المستجدات والمتغيرات الإقليمية والدولية· مرحلة التمكين وفي كلمتي في الذكرى الرابعة والثلاثين للاتحاد أكدت أننا على مشارف مرحلة جديدة أطلقنا عليها مرحلة ''التمكين'' تمييزا لها عن ''مرحلة التأسيس'' السابقة لها· وقلت في تلك الكلمة إن المرحلتين مكملتان لبعضهما بعضا تخدمان الأهداف نفسها وتنشدان الغايات ذاتها· الانتخابات ''الشرق الأوسط'': في الكلمة التي أشرتم إليها ''سموكم'' بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لإنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة أطلقتم مبادرة لتفعيل دور السلطة التشريعية من خلال تعديل طريقة اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي وتطوير الصلاحيات الممنوحة له في خطوة أولى باتجاه الانتخابات المباشرة مستقبلا· ألا تعد هذه الخطوة صغيرة قياسا لما حققته الإمارات من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية· وهل هذه المبادرة استجابة لضرورات محلية أم مجاراة لظرف إقليمي دولي؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إن واحدا من أهم مقاصدنا للمرحلة القادمة يتمثل في تهيئة الظروف اللازمة لإعداد مواطن أكثر مشاركة وأكبر إسهاما· فالأمم تبنى بفكر وجهد أبنائها جميعا· وضمن مجموعة الوسائل المقصودة لتحقيق هذا الهدف ودعما لمسيرة الاتحاد وترسيخا للاستقرار واستجابة لتطلعات مواطنينا ولمقتضيات العصر الذي نعيش فيه وللتحولات التي تشهدها الدولة والمنطقة كان لا بد من الانتقال بتجربة المجلس الوطني الاتحادي إلى مرحلة أكبر تمثيلا وأوضح فاعلية والتصاقا بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسخ من خلالها قيم المشاركة ونهج الشورى· ليمارس هذا المجلس دوره كسلطة تشريعية داعمة لكل التحولات التي يشهدها المجتمع وذلك عبر ممثلين كل ولائهم للوطن ''دون غيره'' ملتزمين بأهدافه ومصالحه معززين نظامه السياسي· التحول التدريجي ''الشرق الأوسط'': هناك من يرى أن ''التدرج'' في تفعيل التجربة البرلمانية تعبير لوصف ما يعتقد أنه ''تردد'' في منح حق الانتخابات· فما هي مبررات التدرج رغم وجود كل المعطيات التي تؤهل الإمارات لإجراء انتخابات على مستوى أشمل ؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إننا في دولة الإمارات على قناعة تامة بأن التحول عندما يكون جوهريا وهيكليا ومرتبطا بمصير أمة ومستقبل دولة، فهو لا يحتمل التسرع أو حرق المراحل ولا بد أن يجري مثلما هي سمة الحياة مدروسا ومتدرجا ومنسجما مع طبيعة المجتمع وخصوصيته واتجاهاته وطموحاته للمستقبل وواقع تركيبته السكانية·وعلى هذا النهج المتدرج كانت مسيرتنا منذ تأسيس هذه الدولة فاقتصادنا تطور تدرجا وقواتنا المسلحة تطورت تدرجا، ونظمنا التعليمية والقانونية والاجتماعية وغيرها تطورت تدرجا ولا تزال جميع مفاصل الدولة والمجتمع في حراك متدرج إيجابي· فصيغة التدرج هي سمة ملازمة لتجربة الحكم في الإمارات· وكانت فلسفة الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' تقوم على التريث وعدم فرض صيغ قد لا تتوفر أمامها معطيات كافية للنجاح وكان يرحمه الله يردد ''إن ما هو غير مقبول اليوم قد يكون مقبولا غدا'' ولذلك لا يوجد ما يستدعي التسرع الذي قد يؤدي للتعثر·من هنا فإن التدرج في الانتخابات كان استمرارا لتلك الفلسفة وبهدف تهيئة البيئة واستكمال الأسس القانونية اللازمة لإجراء انتخابات شاملة ومباشرة· كما أن التدرج فعل إيجابي يمكن المجتمع بمؤسساته الحكومية وغير الحكومية وأفراده من الخبراء وقادة الرأي من إخضاع التجربة ''أثناء سيرها'' إلى تقييم مستمر ينتهي بتبني ما هو مرغوب ومطلوب من التعديلات والإضافات· المسؤوليات إن انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني سيضع الجميع أمام المزيد من المسؤوليات الوطنية وسيحتم على الناخبين اختيار القادر على البذل والعطاء بتجرد· إننا نرى أن عضوية المجلس الوطني هي في جوهرها ولاء ومسؤولية· الاستجابة الوطنية ''الشرق الأوسط'': إلى أي مدى أنتم راضون عن الاستجابة التي أبداها المواطنون لهذه الخطوة؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: الاستجابة التي أبداها المواطنون مع المبادرة كانت استجابة طيبة حتى من قبل الذين أبدوا تحفظات على صيغتها وكما يلمس الجميع فإن المواطنين والمواطنات عبروا عن آرائهم وترحيبهم عبر وسائل الإعلام فنحن في نهاية المطاف نعمل على إشاعة ثقافة قائمة على التعددية في وجهات النظر وقبول الرأي الآخر· المرحلة الانتقالية ''الشرق الأوسط'': كم تقدرون أن تستغرق هذه المرحلة الانتقالية حتى يتمكن المواطنون من المشاركة الكاملة في اختيار ممثليهم للمجلس الوطني؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إنها ليست مرحلة انتقالية محكومة بزمن وإنما هي مرحلة تأسيسية ستتطور بالتدريج في خطوات انتقالية تتأثر بنتائج الممارسة نفسها وما يتفق عليه الناس ويتبنونه من خطوات تالية· فإطلاق التجربة وإن جاء بمبادرة منا إلا أن الجدول الزمني للانتقال من مرحلة إلى أخرى سيكون ترجمة أمينة ومحصلة لما سينتهي إليه الرأي العام من أفكار وتوصيات· وهذا هو جوهر مرحلة التمكين أي أن يقتصر دور الحكومة على تهيئة البيئة المبدعة اللازمة لتعزيز دور المواطن وزيادة فاعليته· المجلس الوطني ''الشرق الأوسط'': ما الذي تأملونه من المجلس الوطني المقبل وكيف تتوقعون المشاركة النسائية فيه في ضوء تجربة المرأة ضمن الطاقم الوزاري الحالي ؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: نأمل أن يتمكن المجلس بالتعاون مع السلطة التنفيذية من صياغة أنظمة قادرة على توفير مناخ صحي للمشاركة الشعبية وإشاعة ثقافة ديمقراطية تحترم حقوق المواطنين وتسمح لهم بحرية التعبير عن وجهات نظرهم· ونأمل أن يجعلوا على قمة جدول أعمالهم ما يكرس ما بدأناه من خطوات لتعزيز الديمقراطية والإصلاح وتمكين المرأة والشباب ودفع مسيرة التنمية الشاملة إلى مقاصدها البشرية وما يتعلق بها من تطوير للنظم التعليمية والتدريبية والصحية وغيرها من الخدمات ذات العلاقة المباشرة بأمن المواطن ورفاهيته· المشاركة النسائية أما بخصوص المشاركة النسائية في العملية الانتخابية فإنها استكمال لدورها في الحياة العامة والذي مكنها من المشاركة الفعلية والوصول إلى مختلف مواقع المسؤولية بما في ذلك المشاركة في عضوية مجلس الوزراء· إن النجاح الذي حققته المرأة الإماراتية في كل تلك المواقع يشير إلى أنها ستحقق مزيدا من النجاح داخل المجلس الوطني بالتعبير عن قضايا المجتمع خصوصا تلك القضايا المتصلة بحقوق المرأة والأسرة· إننا نثق بالمرأة الإماراتية وبكفاءتها وننتظر منها الكثير وخاصة في التواجد القوي في الانتخابات ترشحا وتصويتا· الدستور ''الشرق الأوسط'': ألا تجدون أن الدستور الإماراتي وبعد ما يزيد على ثلاثة عقود ونصف من إقراره بحاجة إلى مراجعة وتعديل بما ينسجم مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والتطورات الإقليمية وهل سيكون الإصلاح البرلماني ''إذا جاز التعبير'' مقدمة لمثل هذه التعديلات؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إن المشكلة الحقيقية التي تواجه الدساتير ليست في تعديلها وإنما في مدى قدرة المواطنين والمؤسسات التي تستمد سلطاتها منها بالعمل على احترام وتنفيذ ما تتضمنه الدساتير من قواعد ومبادئ· فلسنا في حاجة لتعديل دستوري لإقرار حرية الرأي والتعبير فقد نص عليه الدستور مثلما نص على حرية الاجتماع وتكوين الجمعيات وحق الأجانب العاملين بالدولة في التمتع بالحقوق والحريات المقررة في المواثيق الدولية وبتشريعات تصون حقوق العمال ومصالح أرباب العمل· إننا فخورون بهذا الدستور ونعتبره من الإنجازات الحضارية الهامة لمرحلة التأسيس وسنعمل على أن ينصب الجهد خلال المرحلة الجديدة على تفسيره وتطبيقه والعمل به وإذا اقتضت الحاجة فسنعمل ''وفقا للإجراءات الدستورية'' على استحداث ما يتطلب إلغاء أو تعديلا أو إضافة· تطوير الموارد ''الشرق الأوسط'': يرى البعض أن تطوير الموارد الإماراتية سواء الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط أو الاستثمارات أو تحسن قطاعات الخدمات والتجارة لم يقابله تعديل في تحسين موارد الميزانية الاتحادية· هل عدم تعديل هذه الميزانية يعني تخلي الحكومة المركزية عن بعض المهام الاجتماعية والتنموية التي كانت تتولاها وكيف تعالجون أثر قلة موارد الميزانية على بعض المناطق؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: اقتصادنا قوي وهو مثال ناجح لجميع الاقتصادات النامية فدولة الإمارات تعد من أكثر الدول تطورا ونموا في منطقة الشرق الأوسط وتحسب على رأس قائمة الدول العربية من حيث معدلات نمو البنية التحتية ومؤشرات التنمية البشرية· فهل يمكن لكل هذه الإنجازات أن تتأتى دون اعتمادات مالية كافية؟ وهل يعقل أن يتم ذلك بمعزل عن الزيادة العالمية التي تشهدها عائدات الثروة النفطية·· إن الميزانية الاتحادية لا تعاني أي نقص في الموارد ويتزايد حجمها عاما بعد عام ولعل الشاهد على ذلك ميزانية العام المالي الجاري والتي حققت توازنا من دون عجز للعام الثاني على التوالي بين إيراداتها ومصروفاتها· وزادت مساهمة الإمارات المختلفة في هذه الميزانية مقارنة بالعام الماضي كما زادت الاعتمادات المالية المخصصة للتعليم وللصحة ولقطاع المشاريع واتخذ مجلس الوزراء قرارا يقضي بمساهمة الحكومة الاتحادية في رأسمال الشركات المساهمة العامة الجديدة وكل هذا سيؤدي تلقائيا لتنمية الإيرادات· التركيبة السكانية وبشأن التركيبة السكانية ومعالجتها قال صاحب السمو الشيخ خليفة: نحن في دولة الإمارات نعي مخاطر هذا الخلل، ونؤمن بأن العودة بالأمور إلى نصابها ليست مستحيلة ولا عصية على الحل وجهدنا يأخذ عدة محاور غايتها النهائية الوصول بالخلل إلى معدلات آمنة والسيطرة عليه وحسن إدارته بتبني استراتيجيات وبرامج وخطط متكاملة بعيدة الأفق قابلة للمتابعة والقياس والتقييم تحقق المصالح الوطنية المشروعة ولا تأتي مجرد إجراءات جزئية مؤقتة· واضاف صاحب السمو الشيخ خليفة: المحور الرئيسي والأول فيها هو تعزيز دور المواطن في الإنتاج والإدارة وذلك بإحلال العمالة المواطنة المؤهلة ويرتبط بهذا جهد ضخم ''شرعنا فيه بالفعل'' لإعادة هيكلة قطاعي التعليم والتدريب بحيث تلبي مخرجاتهما الحاجة الفعلية لسوق العمل في جميع قطاعاته إضافة إلى التطبيق التدريجي للتوطين النوعي بقصر بعض الوظائف والمهن على المواطنين فقط· والمحور الثاني يتمثل في إعادة هيكلة الاقتصاد بتهيئة الظروف كافة لحسن انتقاله من مرحلة تقليدية تعتمد على عمالة كثيفة إلى اقتصاد يقوم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والعمالة الماهرة بحيث تحل التقنية الحديثة محل الأيدي العاملة غير الماهرة· ولقد شرعنا بالفعل في إعداد السياسات والتشريعات الاستثمارية المشجعة للصناعات ذات الكثافة الرأسمالية التقنية بدلا من الصناعة ذات الكثافة العمالية مما سيترتب عليه خلال السنوات القادمة خفض كبير في حجم العمالة غير الماهرة وهي من أكبر الشرائح المؤثرة في معدلات الخلل السكاني كما سيؤدي هذا التحول إلى خلق المزيد من فرص العمل للمواطنين· أما المحور الثالث فيتمثل في تحسين كفاءة الأجهزة ذات العلاقة بتنظيم العمالة الوافدة· إضافة إلى زيادة التنسيق بين الأجهزة المعنية وزيادة الوعي الشعبي بأهمية المسألة إشارة إلى أن الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الخلل السكاني تتضمن محاور اجتماعية وتربوية وبرامج ثقافية وحملات إعلامية غايتها تعميق مفاهيم المسؤولية والولاء وترسيخ قيم العمل· الانفتاح ''الشرق الأوسط'': مع الانفتاح الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة يتزايد الاهتمام الإعلامي الدولي بقضايا مختلفة من العمالة وحقوقها وحتى سير مناشط الحياة المختلفة التي باتت ترصد من قبل جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية الأخرى· في الإمارات هل تشعرون أنكم تتعاملون مع تلك الانتقادات أو التحفظات بشكل سريع يبدد القلق الذي تعبر عنه تلك الجماعات أم أنكم تشعرون أن هناك مبالغة في بعض تلك الملاحظات؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها على تضمين قضية حقوق الإنسان في دستورها وصاغت عددا من الآليات التي تسهم في تعزيز وصيانة تلك الحقوق وتكفل تطبيق واحترام الحقوق الأساسية للعمال وطبقت حزمة من القوانين الصارمة للحفاظ على حقوق العمال وتحسين أوضاعهم كما أصدرنا قانونا في شأن مكافحة جرائم الاتجار بالبشر وسبق هذا القانون تطبيق إجراءات جديدة تهدف إلى منع استغلال العمالة المنزلية الوافدة من قبل أصحاب الشركات والمؤسسات· ولكن في مقابل كل هذه الجهود نرى مبالغات كبيرة في مضامين التقارير التي تصدر عن بعض المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان مبنية على سوء فهم وإدراك حقيقي لما هو مطبق على أرض الواقع· وكما تعلم فإن العمال الذين تستضيفهم دولة الإمارات العربية المتحدة لا يمكن اعتبارهم عمالا مهاجرين باعتبار أنهم يعملون بصفة مؤقتة وبموجب عقود عمل محددة وعليه فإن قوانين الهجرة المعمول بها في الدول الغربية لا يمكن تطبيقها بحذافيرها على هؤلاء العمال· الخيار الاقتصادي ''الشرق الأوسط'': بعد مرور مدة زمنية لا يستهان بها على تجربة الانفتاح واتباع الخيار الاقتصادي المنفتح على العالم كيف تقيمون مدى الاستفادة التي انعكست على المواطن الإماراتي؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: لا شك أن الإمارات استفادت من سياسة الانفتاح الاقتصادي بحيث أصبحت جميع إماراتنا ومدننا ساحة لمد سياحي واستثماري عربي عالمي واسع ساهم في دفع عجلة التطور والانتعاش الاقتصادي وتحقيق الرفاهية وخلق المزيد من فرص العمل لمواطني الدولة· وكان من نتائج سياسة الانفتاح الاقتصادي أن تحولت الكثير من الشركات العائلية إلى شركات مساهمة مفتوحة للاكتتاب العام وجعلها شريكة في النمو الاقتصادي كما استفادت الكثير من الشركات الإماراتية من سياسة الانفتاح بتوسيع استثماراتها في العديد من دول العالم بدءا من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الدول العربية ووصولا إلى دول آسيا وأوروبا وأميركا·ونتوقع أن تؤدي ممارسة عدد من المؤسسات التعليمية والثقافية والمهنية ذات السمعة العالمية لأنشطتها من داخل الدولة إلى حفز المؤسسات الوطنية الموازية للرقي بكفاءة وجودة عملياتها ومنتجاتها بما يمكنها من الصمود والمنافسة· الهوية الإماراتية ''الشرق الأوسط'': في ظل الانفتاح وتعدد الثقافات الوافدة على الإمارات العربية المتحدة· ألا تشغل سموكم مسألة الهوية الإماراتية؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إن العقيدة الإسلامية الحقة والثقافة العربية الأصيلة هما أهم عنصرين في منظومة مكونات الهوية الإماراتية وهما حصنان قويان نثق في قدرتهما على حماية هذه الهوية وتعزيز إمكانياتها لمواجهة أي وافد شاذ من الثقافات أو أنماط السلوك، ونحن لا نخشى على هويتنا من تعدد الثقافات الوافدة طالما أن الشعب معتز بعناصر هويته متمسك بقيمه وثقافته· أما تأثير الاختلاط بباقي الثقافات فقد يكون فيه إضافة مفيدة لمكونات هويتنا مثل الانفتاح وتنمية قدرات التعرف على ثقافة الآخر وقبولها واحترامها وهي جوانب مهمة في إثراء الشخصية الوطنية تسعى مختلف مؤسساتنا التعليمية والثقافية والدينية لتكريسها مثلما تعمل على تعزيز العناصر المتعلقة بصون الهوية وحمايتها وتثقيف الناشئة بتراث الآباء والأجداد· اتفاقية التجارة الحرة ''الشرق الأوسط'': تتفاوض دولة الإمارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة هل هناك ثمن سياسي لتلك الاتفاقية في ضوء ما يتردد عن اشتراطات أميركية على صعيد تعديل قوانين العمل وحرية تشكيل التجمعات السياسية؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة يقودها مجلس تفاوضي على درجة عالية من الكفاءة والمهارة ووضوح الرؤية يضم فرقا متخصصة ولجانا فنية متعددة داعمة له· وتتمثل مهمة المجلس في الوصول إلى أفضل النتائج بما يضمن للمنتج الإماراتي المنافسة في أضخم اقتصاد عالمي ويجذب أحدث وسائل التكنولوجيا الصناعية إلى الدولة ويحافظ على مصالح الدولة الاقتصادية ويضمن انعكاسها الإيجابي على مختلف القطاعات·وموقفنا التفاوضي يستند إلى رؤية مستمدة من نتائج مشاورات أدارها المجلس ولا يزال يديرها مع الجهات ذات العلاقة بالقطاعين العام والخاص· وهناك توجيهات واضحة لمفاوضينا بألا تهاون ولا تفريط ''تحت أي ظرف'' في سيادة بلدنا أو إرادته المستقلة خاصة وأن هذه المفاوضات جاءت تلبية لمطلب وطني إماراتي قائم على استراتيجيتنا الاقتصادية الانفتاحية كون هذا الاتفاق سيوفر للاقتصاد الوطني الكثير من الفرص للتقدم والازدهار· مجلس التعاون ''الشرق الأوسط'': ترأستم الدورة الحالية للقمة الخليجية كيف تقيمون الدور الذي يلعبه مجلس التعاون حاليا وهل تجدون تراجعا في أولوياته الأمنية والسياسية لصالح التعاون الاقتصادي؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: نحن ننظر لمجلس التعاون باعتباره تعبيرا عن علاقة تاريخية واجتماعية بين الدول الأعضاء وهو بهذا المعنى يتجاوز طبيعته كإطار للتعاون السياسي والاقتصادي· ولعل البعد الاجتماعي والتاريخي في علاقات دول المجلس هو ما ساعد على المحافظة على هذه الرابطة التنظيمية طوال هذه المدة· وبغض النظر عن الإيقاع البطيء للتعاون المشترك بين دول المجلس فإن الآفاق المتاحة للتعاون بين هذه الدول هي آفاق واعدة· ولعل التحسن الكبير في التجارة البينية وتدفق الاستثمارات والسماح بالملكية العقارية وممارسة النشاط الاقتصادي سيوفر واقعا اقتصاديا واجتماعيا يساعد على مزيد من التلاحم والتعاون بين دول المجلس· أما القول بأن الأولويات السياسية والأمنية كانت طاغية على مسيرة التعاون في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين فقد كان ذلك نتيجة للظرف الإقليمي خلال تلك الفترة وإن كان ذلك لا يعني أن التعاون بشقه الاقتصادي والاجتماعي كان غائبا ولكن ربما كان أقل حضورا في وسائل الإعلام مما هو عليه الآن وأعتقد أنه مهما اختلفت الأولويات فإن المعيار الأساسي للنجاح في دفع مسيرة التعاون هو توفر الإرادة وهو ما يتعزز يوما بعد يوم بفضل ازدياد الروابط والمصالح بين دول المجلس· البرنامج النووي الإيراني ''الشرق الأوسط'': أبدت دول مجلس التعاون قلقا إزاء البرنامج النووي الإيراني لكنها أكدت أهمية معالجة هذا الملف دبلوماسيا، كيف تقيمون الاتصالات الجارية وهل حصلتم في لقاءاتكم الأخيرة مع المسؤولين الإيرانيين وغيرهم من المسؤولين في الدول المعنية بهذا الملف على ما يطمئنكم إلى أن المنطقة لن تنزلق نحو مواجهة عسكرية جديدة؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: قلق دول الخليج من البرنامج النووي الإيراني يستند أصلا إلى مبدأ ثابت وهو ضرورة العمل على إبعاد منطقة الخليج والشرق الأوسط عن أي شكل من أشكال السباق لامتلاك أسلحة دمار شامل· وقد قامت دول الخليج منفردة ومجتمعة بإبلاغ القيادة الإيرانية بهذا الموقف المبدئي وحصلنا في المقابل على تأكيدات بأن البرنامج الإيراني مخصص لأغراض سلمية· وقد قلنا إن هذه التأكيدات بحاجة إلى تطمينات بأن البرنامج يتفق مع المعايير التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يطمئن دول المجلس ليس فقط على سلمية البرنامج وإنما بوجود مستويات فنية تضمن سلامة المنشآت وتمنع حدوث أي خلل من شأنه الإضرار بالبيئة الإقليمية التي تشكل دول الخليج جزءا رئيسيا فيها· الجزر الإماراتية المحتلة ''الشرق الأوسط'': هل يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تستثمر الضغط الدولي الحالي الذي تتعرض له طهران لدفع قضية احتلال جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من جديد إلى الواجهة أم أن انشغال العالم بهذا الملف قد يعطل مساعي الإمارات لاستعادة حقوقها في الجزر المحتلة؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: إن النهج الذي اتخذناه لاسترداد جزرنا الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى لا يخضع لأي أجندات سياسية إقليمية أو دولية وإنما يستند على موقف قانوني وحقوقي وطني سابق لوجود البرنامج النووي الإيراني· كما أن الأساليب التي اقترحتها الإمارات لحل النزاع لم تتغير وهي قائمة على أساس الاحتكام للشرعية والقانون الدولي والتفاهم الأخوي· ولذلك لا محل لأي استقواء بمواقف أو سياسات خارجية لمعالجة قضية جزرنا المحتلة فنحن لا نزال نأمل بحلها عن طريق الحوار البناء أو الاحتكام لمحكمة العدل الدولية· قضية الحدود بين الامارات والسعودية ''الشرق الأوسط'': جرت في الآونة الأخيرة اتصالات عديدة بينكم وبين القيادة السعودية وقيل إن قضية الحدود كانت محورا من محاور تلك الاتصالات هل ترون هذه المسألة مشكلة تهدد العلاقات المميزة بين البلدين ؟ وأين وصلت المساعي لحلها؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: الاتصالات بيننا وبين الإخوة في المملكة العربية السعودية مستمرة وبغض النظر عن طبيعة ما نبحثه في لقاءاتنا فإن الروح الأخوية هي السمة الغالبة على هذه اللقاءات وحرصنا على هذه العلاقات الأخوية لا يقل عن حرص القيادة في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز· القضية الفلسطينية ''الشرق الأوسط'': تمر الساحة الفلسطينية بمرحلة حرجة بسبب ممارسات إسرائيل التعسفية ضد الشعب الفلسطيني كيف ترون سموكم المشهد الفلسطيني حاليا وهل تجدون في ضوء التطورات الجارية هناك أي فرصة حقيقية لإحياء عملية السلام ؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مأساوي فهو من جانب يعاني من ممارسات الاحتلال واعتداءاته اليومية على المدنيين والآمنين وهو من جانب آخر يعاني من انسداد أفق الحل السياسي بحيث تبدو المعاناة بلا نهاية· وإننا نجدد في هذا المقام دعمنا الكامل لأشقائنا الفلسطينيين ودعوتنا لهم بتمتين وحدتهم الوطنية· عملية السلام ''الشرق الأوسط'': نقلت الدول العربية القضية الفلسطينية لمجلس الأمن لكن هذه المحاولة لم تسفر عن أي تطور يساهم بإحياء عملية السلام هل تعتقدون سموكم أن فرص السلام في المنطقة تتراجع أم أن تداعيات الحرب الأخيرة على لبنان أوجدت ظرفا دوليا ضاغطا باتجاه إيجاد حل نهائي؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: مع خيبة أملنا إزاء الدور الذي لعبته الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية إلا أننا لا نزال نعتقد أن لها دورا عليها أن تلعبه لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وصولا إلى تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة· مكافحة الإرهاب ''الشرق الأوسط'': رغم انحسار موجة الإرهاب التي تعرض لها العالم وعدد من دول المنطقة بشكل خاص كيف تنظرون إلى المرحلة القادمة من الحرب على الإرهاب وهل تعتقدون أن انحسار الموجة دليل على أن التطرف فقد زخمه أم لا تزال هناك مخاوف من تجدده ؟· صاحب السمو الشيخ خليفة: موقفنا من الإرهاب موقف ثابت لم يتبدل ومساهمتنا في الحرب عليه مساهمة مستمرة لأننا نؤمن أن الإرهاب آفة عالمية خطيرة تضرب على غير هدى وعلى أساس رؤية ظلامية ضيقة· وضمن هذا الفهم للإرهاب وخطورته فإننا ندعو إلى تجفيف المنابع التي تمده بالحياة ونعني بذلك التوترات الدولية والفقر والجوع التي تشكل في مجموعها بيئة إحباط يمكن استغلالها من قبل المتطرفين والإرهابيين· ومع أننا لا ننكر الأثر الذي تركته الجهود الأمنية التي بذلت في أكثر من دولة لمحاربة الإرهاب فإن المطلوب إيجاد مقاربة سياسية موازية هدفها قطع الطريق أمام الإرهابيين لاستغلال النزاعات الإقليمية وحالة عدم الاستقرار الدولي لتوفير غطاء لأعمالهم الإجرامية أساسا لممارساتهم الإرهابية· (وام)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©