عواصم-وكالات الأنباء: تعهدت إيران أمس بتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم لتلبية احتياجاتها من الوقود النووي خلال عام وذلك رغم دعوات مجلس الأمن الدولي لوقف تلك النشاطات المثيرة للجدل والتي يخشى أن تؤدي إلى امتلاك إيران أسلحة نووية· ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ايسنا) عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله أمس ''نعتزم تركيب 60 ألف جهاز طرد مركزي، وستلبي إيران احتياجاتها من الوقود النووي بحلول العالم المقبل''· وكانت إيران ذكرت في السابق أنها ستركب 3000 جهاز طرد مركزي بحلول مارس 2007 وهي خطوة كبيرة بالنسبة للنشاطات النووية الإيرانية حيث لا تمتلك إيران حالياً سوى سلسلتين من 164 جهاز طرد مركزياً تعمل حالياً على مستوى الأبحاث في مفاعل نطنز· ويقول الخبراء إن 50 ألف جهاز طرد مركزي تكفي لإنتاج 20 كلغ من اليورانيوم المخصب لأكثر من نسبة 90 بالمئة، في أقل من شهر·
وقال نجاد ''إن الغرب وليس إيران هو من يتعين عليه تقديم تنازلات فيما يتعلق بالأزمة الناشبة بين الجانبين حول البرنامج النووي لطهران''· ووصف أحمدي نجاد في اجتماع مع مسؤولي شبكة '' آي آر آي بي'' التليفزيونية الحكومية أن تقديم تنازلات '' أمر ضروري في أي مفاوضات تستهدف تسوية نزاع'' وتساءل '' لماذا يخضع حقنا لمثل هذه التنازلات'' ولا تخضع لها حقوقهم؟· وأكد الرئيس الإيراني أن إسرائيل عاجزة عن مهاجمة إيران ''في الوقت الراهن''· وقال ''في الوقت الراهن لا يمكن للنظام الصهيوني مهاجمة إيران لأنه يواجه مشاكل كثيرة''· ووصف تصريحات مسؤولين إسرائيليين تحدثوا في الأيام الأخيرة عن ضربة عسكرية محتملة لوقف البرنامج النووي الإيراني بأنها ''حرب نفسية''·
في المقابل، أفادت تقرير لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة أمس أن الرئيس الأميركي جورج بوش أبدى تفهماً لهجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية· وأضاف تقرير الصحيفة أن بوش لم يستبعد خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل عدة أسابيع حدوث هجوم إسرائيلي ضد إيران وأعرب في الوقت نفسه عن تفهمه إذا حدث ذلك الهجوم·وصرح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لوكالة ''ايسنا'' أن إعلان أحمدي نجاد يظهر ''دخول إيران المؤكد إلى مجال إنتاج الوقود النووي على المستوى الصناعي''· وتأتي تصريحات نجاد في الوقت الذي يتوقع أن تطلب فيه الولايات المتحدة وأوروبا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفض الطلب الإيراني بالحصول على المساعدة في بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل·
وعلى الصعيد نفسه، قال دبلوماسيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بدأت اجتماعاً سياسياً مشحوناً أمس والذي من المرجح أن يؤدي إلى تجميد طلب إيران للمساعدة في مفاعل يعمل بالماء الثقيل نتيجة مخاوف من احتمال إنتاجه البلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية· وحث مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة إيران في فبراير على ''إعادة النظر'' في مشروع مفاعل أراك· وقال دبلوماسيون إن النتيجة الأرجح هي حل وسط يؤجل فيه مجلس المحافظين اتخاذ قرار انتظاراً لما سيقوم به مجلس الأمن الدولي حيث تناقش القوى الكبرى فرض عقوبات على إيران ولكن تعرقلها خلافات بشأن مدى صرامة هذه العقوبات· وقال دبلوماسي كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز أمس ''التأجيل هو الخيار الأرجح إذ سيساعد على تفادي إثارة غضب الدول النامية في مجلس المحافظين إضافة إلى كسب الوقت لمعرفة ما سيتخذه مجلس الأمن لحل هذه المعركة''· وذكر دبلوماسيون أنه يجري بحث اتفاق بموجبه ينحي مجلس المحافظين جانباً مسألة أراك مع الموافقة على سبعة طلبات أخرى للمساعدة قدمتها إيران وينظر لها على أنها أقل إثارة للمشاكل·
عدد اليوم
