الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سطوة الحب

20 سبتمبر 2014 23:45
بدون الإطالة في مقدمة الكلمات، يمكن القول: إن للحب في كياننا وأعماقنا سطوة كبرى. نعم، هكذا هو الحب في طبيعته يسكن أعماقنا، وينساب منها، بما يُمثّلُ سطوة، لا نستطيع الفكاك منها، حيث يمثل أسمى المعاني الإنسانية. بالحب تعيش الإنسانية أرقى معاني الشعور من المحبة والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات. عبر التاريخ الإنساني الطويل، لا تستطيع هذه الإنسانية العيش بدون هذا الكائن الحي (الحب). كائن متدفق دائماً من أعماقنا، يشعرنا بلحظات السعادة والصفاء والوئام لمن وما نحب من الأشياء والأشخاص، بحيث نُحَلِقُ به في فضاء الحياة الواسع، مما يجعلُ حياتنا مليئة وعامرة بالعطاء. إنه عطاء المشاعر الإنسانية الصادقة، التي نسعدُ بها، كما نشقى بها أيضاً، في حالات كثيرة، كحالة الحرمان مثلاً من شخصٍ أو شيء نحبه، ولا نستطيع الوصول إليه وتحقيقه. في مختلف مراحل عمرنا نشعرُ بالحب، في حالات كثيرة، ففي حالة الشعور بالفرح أو الحزن مثلاً، نحب أن يكون بجانبنا شخصٌ ما يشاركنا في كلتا الحالتين. وأكثر ما تتجلى حالة الشعور بالحب، هو في حالة البعد عمن نحب، لأن البعد دائماً، يوّلِدُ الأشواق في الذاكرة والوجدان، والنفوس الطيبة. فعندما نبتعدُ عن الوطن الذي نعيش فيه، بكل التفاصيل، والأهل الذين نحبهم، فإن الأشواق تشتعل في الوجدان، وتزيد في محبتنا للوطن والأهل. وفي حالة القرب أيضاً ممن نحب، نشعر بالارتياح والسعادة في تبادل المشاعر. في هذه الحياة، ومن خلال مواقف متعددة، نكتسبُ من العلاقات المتفاوتة، بيننا وبين الآخرين، منها ما يكون عابراً لوقت محدد، ومنها ما يدوم ويتوثق بالمحبة الصادقة. بالحب نكسر كل الحدود والتحديات، والفوارق المصطنعة، فسطوة الحب تأخذنا إلى البعيد، وتقربنا من القريب الذي يبادرنا الشعور نفسه. في لحظات القرب مع من نحب، تغمرنا السعادة، تغيب منا الكلمات، وتشتعل المشاعر، ويكون الصمت هو المعبر عن مشاعرنا الجياشة، والصمت في تلك اللحظات أبلغ من أي كلمات. كم من القلوب انكسرت من سطوة الحب؟ وهذا في حال الصدمة، التي تتلقاها تلك القلوب نتيجة النكران والتجاهل ممن كنا نحبهم ونثق بهم، ولكن نكتشف في غمضة عينٍ، بأن أولئك الأشخاص، ما كانوا مخلصين في محبتنا، وما كانوا سوى مجرد وهمٍ، كنا نعايشه، وليس حباً حقيقياً. ولهذا، فإن الصدمة تكون قاسية على القلوب الطيبة، لأن هذه القلوب، برهافة إحساسها، وسمو وإخلاص مشاعرها، لا تتحمل صدمات الغدر ونكران المشاعر. فيا سطوة الحب! أمهلينا ودعينا نعيش أجمل وأحلى اللحظات، مع صمت مشاعر الحب الصادق بالوفاء والإخلاص لمن نحبهم، وحتى أولئك الذين لا يبادلوننا المشاعر نفسها، ولا يعرفوننا، لهم منا الوفاء والإخلاص والاحترام. فهم في كل الأحوال، الأخوة في الإنسانية، التي تجمعنا بهم مهما تباينت المشاعر، واختلفت الآراء والأفكار فيما بيننا. وفي حنايا القلب ستبقى مشاعر الإخلاص لأنها الأقوى والأنقى في مسيرة حياتنا التي نتمنى أن تكون أكثر إشراقاً وأمناً. همسة قصيرة: يُشرق الحب بنا لأننا نصدقُ به. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©