الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات «تاد» نقلت ملامح الشارع ومشاهد من يوميات الناس

لوحات «تاد» نقلت ملامح الشارع ومشاهد من يوميات الناس
20 سبتمبر 2014 23:50
بدأ مركز «رامتان» الثقافي بمتحف طه حسين في القاهرة موسمه بتنظيم معرض «أعمال صحفية» للفنان الراحل ناجي ميشيل شنبو الشهير بـ«تاد». وقد عقدت ندوة حول الفنان وأعماله على هامش المعرض شارك فيها الفنان جمعة فرحات والفنان عبدالفتاح البدري وآخرون، وجيهان سليم زوجة الراحل، والتي أرادت أن يتزامن افتتاح المعرض مع ذكرى ميلاده. وضم المعرض بعض الأعمال التي رسمها تاد في مجلة «صباح الخير» لنادي القلوب الوحيدة، حيث اقترح الكاتب صبري موسى على صاحبة باب «أنا والحياة» في عام 1980 مشاركته في إنشاء النادي على أن يساهم معهما الفنان «تاد» برسومه المعبرة، واستمر النادي عشر سنوات بعد ذلك. يذكر أن أتيليه الاسكندرية كان قد أقام لـ «تاد» معرضاً في شهر أبريل الماضي مع ذكرى رحيله ضم 160 عملاً من المقاسات الصغيرة بالحبر الأسود والألوان المائية، نشرها ورسمها في جريدة «إجيبشن جازيت» ومجلة «صباح الخير» في عمود مميز يحمل عنوان المعرض «أنا والحياة» الذي تقدمه الكاتبة زينب صادق. وقالت زوجته جيهان إن تاد فنان مفرط الحساسية ودود وعاطفي يتصرف بتلقائية وحب شديدين، وهو من مواليد 1946، وشاركت ريشته في مجلة «صباح الخير» منذ عام 1966 إلى جانب تحقيقات مجلة «روزاليوسف»، وطوال عشرة أعوام كانت رسومه المتميزة تصاحب رسائل باب نادي القلوب الوحيدة، ولأكثر من عشرين عاماً في رسم لوحات باب «أنا والحياة»، كما نقلت لوحاته نبض وبساطة الحياة المصرية على أغلفة صباح الخير، إضافة إلى إخراج وتنفيذ أغلفة كتب العديد من الكتاب والشعراء والقصاصين المصريين والعرب. وأشارت جيهان إلى أن تاد له خط واضح في رسم اللوحات لكتب الأطفال، وعمل في أغلب مجلات الأطفال المصرية والعربية ومنها مجلتا «علاء الدين» و«قطر الندى»، كما ساهم بلوحاته في فيلم «امرأتان ورجل» عام 1986، وأقام في بازل بسويسرا معرضين عن الحياة اليومية للسويسريين، ونقلت ريشته اسكتشات أبيض وأسود من واقع الشارع المصري أسبوعياً في جريدة «الإجيبشن جازيت» لمدة خمس سنوات بدأت في عام 1990، بالإضافة إلى نحو 25 معرضاً في مصر وفرنسا وسويسرا والكويت. وكان تاد قد رصد الشارع المصري أيضا من خلال رسومه في مجلة «صباح الخير»، وكذلك كتب عنه بطريقته التي تخلط بين الفصحى والعامية وتحدث عن الرسوم بما يشبه الإيضاح بالنص عن «غزل البنات، كارو، ورنيش، الدندورمة، ذرة مشوية، شربتلي» وقال: «الشوارع حواديت هكذا كان صلاح جاهين يقول مغنيا ومنشدا، لكن الشوارع الآن زحمة وزيطة وزمبليطة وصراخ وزعيق، وأصوات باعة ومهن كادت تنقرض، هذه بعض ملامح شوارعنا الشعبية المسكونة بالدفء والحب». ولا يعرف أحد سر اسم شهرة «تاد» والتي تعني بالمعاجم «صبي أو غلام»، وربما يتوافق الاسم مع طريقته الفطرية الطفولية في الرسم. ويقول الفنان التشكيلي محمد الطراوي أحد زملائه في مجلة «صباح الخير»: إن تاد صاحب تجربة إبداعية متميزة سواء في المجال الصحفي أو الإبداعي، من خلال انغماسه في التراث والشارع المصري بكل رموزه خاصة الشعبية، ويمكن للمشاهد أن يسجل انطباعه من الوهلة الأولى بشكل إيجابي، فهو يرسم دون وصف ويصف دون قيود، وتجيء ألوانه مبهجة حسب تناوله للموضوع خاصة التي تبرز الموضوعات الشعبية والتي تعكس مدى ارتباطه بالهوية المصرية، كما أنه يمتاز بالعفوية التي توحي بالطابع الفطري مما يعطي أعماله «طزاجة» يشعر بها المتلقي وتجعله يتفاعل مع العمل على كافة مستوياته، ويعد «تاد» من الفنانين الذين يشكلون الخريطة الإبداعية المصرية سواء على المستوى الإبداعي أو المستوى الصحفي. وأكد الدكتور أحمد نوار الرئيس الأسبق لقطاع الفنون التشكيلية بالقاهرة والذي نظم له ثلاثة معارض بقاعات القطاع، أن وشائج الحب هي ملامح العلاقة بين الفن والصحافة، فقد وقع العديد من الفنانين في عشق العمل الصحفي وهجروا مراسمهم ليظهروا كمبدعين من خلف الأعمدة الصحفية لكن الفنان تاد واحد من قلة جمعوا بين الاثنين باقتدار، وأن أعماله جذبته لكونها طاقة متراكمة في الذاكرة البصرية، ولصفائها النادر، وتلقائيته المباشرة في صياغة ومعالجة عالمه الإنساني. وقال عنه الناقد الفنان أحمد فؤاد سليم إن تاد أخذ يزرع المدينة وأسواقها بحثاً عن تلك الرزم الضوئية النابتة في ألوان البسطاء والفقراء والباعة والمشترين وعالم الأسواق الشعبية، عن تلك الحركة الجسدية المعبرة في حاملات الجرار، وباعة الحبوب والعرقسوس، عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم في الملابس الشعبية المسدلة وقد حفلت بألوان الطيف الشرقي. وأنه استطاع أن يجمع الأنظمة البنائية في مساحاته، وأن يعيد توظيف ما يراه، ويخضع الواقع لنسقه الخاص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©