احتفاء بحب الكلمة المقروءة، وشغفاً بما يسطر بين دفتي الكتاب، وفي سبيل جعل ثقافة القراءة أسلوباً محورياً في الحياة، يواصل المشروع الرائد في المنطقة «ثقافة بلا حدود» حلمه الطامح، غارساً نواة مكتبية في كل بيت من بيوت الشارقة، مستهدفاً الأسر الإماراتية بشكل خاص، مرتقياً بمفاهيمها الفكرية والثقافية والأدبية، ليؤسس جيلاً جديداً ومتطوراً سلاحه الإيمان والعلم.
دور ريادي
في إطار هذا الهدف النبيل، وضمن إحدى مبادراته وحملاته سعى «ثقافة بلا حدود» إلى تأكيد دوره الريادي في الإمارة، ليصل بخدماته الاستثنائية ليد كل مواطن وأسرة قاطنة في مدينة الشارقة وضواحيها، منطلقاً بفكرة جادة، تتلخص بإنشاء «مكتبة متنقلة»، مجهزة بمئات الكتب والعناوين المهمة، تنتقل بين مختلف المناطق البعيدة والقرى النائية، لتذهب للمواطن حيثما يتواجد، فتحط رحالها لأيام وأيام، وتفتح مكتبتها المتنقلة مرحبة بالأهالي والسكان هناك، منشئة نادياً قرائياً صغيراً، تستقطب من خلاله الصغار والكبار على حد سواء، لتقدم لهم جرعات دسمة من أحدث الإصدارات الثقافية من العلوم والمعارف والآداب.
إلى ذلك، يقول مدير عام مشروع «ثقافة بلا حدود» راشد محمد الكوس «تعتمد فكرة قيام مبادرة «المكتبة المتنقلة»، والتي انطلقت منذ العام 2010، على تعميم ثقافة القراءة وحب المطالعة وغرسها في وجدان الفرد الإماراتي، بحيث تصبح جزءاً مهماً من اهتماماته وأسلوب حياته، فتسّهل وصول الكتب والإصدارات الجديدة إلى عقر داره ومحل سكنه، منتقلة بباصها المكتبي الزائر إلى العديد من الأماكن والضواحي والقرى، لتلتقي بجموع المواطنين وتكّون معهم علاقات إنسانية وودية، مقدمة لهم العديد من الكتب والعناوين، وعبر جلسات وحلقات قرائية مشوقة، تشجعهم فيها على القراءة وتحببهم في الكتاب المقروء، مثيرة فضولهم المعرفي، ومحفزة ملكاتهم الذهنية، ليستزيدوا من مصادر الأدب والعلم والمعرفة».
وحول أهداف المبادرة، يوضح الكوس «هدفنا الأول من وراء «المكتبة المتنقلة» هو رفع المستوى الثقافي لأفراد المجتمع كافة، وزيادة وعيهم الفكري والمعرفي، بحيث نصل للصغير والكبير منهم، ونستهدف المرأة والرجل والطفل، سعياً وراء تثقيف جيل صاعد ونشء متطور، سيسهم حتماً في حراك عجلة النهضة والتنمية المستقبلية»، مضيفاً «تأتي هذه المبادرة الطيبة تلبية للرؤية المستنيرة لصاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والذي ينادي دوماً بكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن، والارتقاء بقدراته العلمية والإبداعية، إذ تجوب هذه المكتبة الاستثنائية مناطق الشارقة كافة، فتمر على العديد من المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى توقفها عند الحدائق العامة والنوادي العلمية والثقافية، مستقطبة جموع الجماهير بباصها الأصفر العجيب، ومشجعة إياهم على النهل من منابع المعارف الأدبية والعلمية».
التصميم الهندسي
تقوم مبادرة «المكتبة المتنقلة» بأنشطة وفعاليات مكملة لدورها الهادف، ومعززة لتوجهها العام، معتمدة على جملة من البرامج والفقرات التي تدور في ذات المحيط والإطار، ومنها تنظيم مختلف الورش الفنية التي تهتم بتطوير الحس الإبداعي والفني لدى النشء، وإقامة نوادٍ قرائية وجلسات أدبية، مع عرض مسرحيات، وإقامة لقاءات بين الجمهور وعدد من الكتّاب والمؤلفين.
وبالنسبة للتصميم الهندسي لباص «المكتبة المتنقلة» ووظائفه المتعددة، توضح مجد الشحي، تنفيذي العلاقات العامة والإعلام في المشروع «تم استثمار هذه الفكرة بأسلوب بديع، وصمم الباص بشكل عصري وحديث، يحمل عناصر إبداعية وجمالية لناحية المظهر والمضمون، بحيث تتوزع الديكورات الداخلية لهذه المكتبة داخل أروقة الباص الكبير، موفرة أرففاً مبتكرة وجذابة تحتضن مجموع الكتب والإصدارات المختلفة، مع كراسٍ وطاولات مريحة للقراء، خالقة بهندستها الجميلة أجواء مكتبية مرحبة ومشجعة، تتمتع بمواصفات جودة عالية، كما تعقد هذه المكتبة في بعض الأحيان جلسات خارجية مفتوحة في الهواء الطلق، مقيمة ما يشبه النادي القرائي الصغير، لتستقطب من خلاله جمهور القارئين، وتهديهم باقات متنوعة من الكتب والإصدارات التي تهتم بمختلف المجالات الثقافية».
وتشير الشحي إلى نوعية الكتب والعناوين التي تستعرضها رفوف «المكتبة المتنقلة»، مؤكدة على كونها جميعاً تأتي باللغة العربية، وتهتم بالحقول العلمية والمعرفية كافة، من تلك التي تهم شرائح متعددة في المجتمع، ومن مختلف الفئات العمرية، مستهدفة كل أفراد الأسرة، وبخاصة فئتا الشباب والأطفال، لتغطي العديد من العلوم الطبيعية والإنسانية، كالتاريخ، واللغات، والأدب، والشريعة والحياة، مع إصدارات حديثة ودراسات مهمة تهتم بترقية السلوكات التربوية، وأخرى موجهة للأسرة العربية، بالإضافة إلى قصص وحكايات منتقاة من أدب الطفل.
عدد اليوم
