الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرضاعة الطبيعية» تقوي جهاز المناعة وتحصن الطفل من الأمراض

«الرضاعة الطبيعية» تقوي جهاز المناعة وتحصن الطفل من الأمراض
2 سبتمبر 2013 20:15
وجهت دولة نيوزيلندا تحذيراً للسلطات الصحية العالمية من منتجات ألبان مصدرة من بينها حليب للأطفال يحوي بكتيريا قد تؤدي إلى مرض البوتوليزم أو التسمم الغذائي، وصدرت مصل اللبن إلى دول عربية استوردت هذا النوع منها. ومع تداول مثل هذه الأخبار، يتذكر البعض أهمية العودة إلى «الرضاعة الطبيعية» للأطفال، وعدم الاعتماد على الصناعية منها، فالمقارنة بين الرضاعة الطبيعية والصناعية للأطفال، حديث لا ينقطع، وجهد علمي وبحثي يتواصل بتقدم الأبحاث الطبية والغذائية. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - كل يوم تطالعنا الأبحاث الطبية والغذائية بفوائد الرضاعة الطبيعية، وبتأثيراتها الإيجابية على صحة وسلامة الأطفال، ولا سيما ما يتعلق بسلامة الجهاز المناعي للطفل، والقيمة الغذائية الطبيعية العالية لهذه الرضاعة، فضلاً عن تأثيراتها على الصحة النفسية للأم والطفل الرضيع معاً. موقف تفاعلي الدكتور عصام حامد، خبير العلاقات الإنسانية، يوضح أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد ملء معدة الطفل بحليب من الأم، وإنما هو موقف انفعالي وعاطفي ووجداني ينطوي على معان نفسية و«سيكولوجية» عميقة في غاية التعقيد والأهمية، فهو بالنسبة للأم إشباع طبيعي لغريزة الأمومة، حيث يتسلل عبر هذا الإشباع الشعور بالرضا وتحقيق الذات، وإعلاء لدور الأم ورسالتها، وعملية تفاعلية تشعر الطفل بحاجته الفطرية إلى أمه، التي ترضعه جرعات الحنان الذي يحتاجه، قبل أن يكون غذاء، ويمنح الطفل الشعور التام بالراحة عندما يشعر بالجوع من خلال قيامها بالإرضاع الطبيعي الذي يقوي العلاقة بين الأم وطفلها، حيث إن الاحتكاك الجسدي مهم جداً لحديثي الولادة في أن يجعلهم يشعرون بالأمان والدفء والراحة، فالإرضاع فترة تفاعل تلقائي وغريزي مباشر بين الأم والطفل، ويمنح الأم شعوراً بالرضا، لأنها تعرف بأنها مصدر غذاء لطفلها، كما أنها مهد الحنان والعطاء له، لذا نرى أن الأمهات المُرضعات أقل تعرضاً لنوبات اكتئاب ما بعد الولادة، مقارنةً بالأمهات غير المرضعات. كما أن هناك دراسات تؤكد أن عملية الرضاعة تساعد الأم على التخلص من بعض الهورمونات الضارة، كما أنها تحرق سعرات حرارية إضافية، ما يسهل فقدان الكيلوغرامات الزائدة التي تسبب بها الحمل. تقوية المناعة الدكتورة نيفين اليامي، أخصائية التغذية، تؤكد أن الإرضاع الطبيعي مفيد جداً للطفل من جوانب كثيرة، حيث يحتوي حليب الأم عناصر غذائية كثيرة تتناسب وعمره واحتياجاته خلال مراحل عمره ونموه المبكرة، وتساعد الطفل على النمو السليم، وفي مقدمة هذه الفوائد أنه غني بالمضادات الطبيعية «الأجسام المضادة»، وهي مواد خاصة تساعد على رفع كفاءة وقدرة الجسم على مكافحة العدوى، وحيث يحتوي حليب الأم على المعدلات الصحيحة للدسم والسكر والماء والبروتين والتي يحتاجها الطفل جميعاً للنمو، ولا يحتوي على أي مواد زائدة قد تؤدي إلى زيادة وزن الطفل، حيث يضمن للطفل حياة صحية فيما بعد. وهذا ما يفسر فوائد هذا الحليب على حماية الطفل من الإسهال والحساسية وعدوى الأذن أوالرئتين والجهاز التنفسي، فليس بغريب أن نلاحظ أن نسبة الأمراض والوفيات بين الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تكون أقل ممّا نجده عند الأطفال الذين تتم تغذيتهم بالحليب الصناعي «الرضاعة الصناعية»، فالأبحاثُ الطبية تؤكد أنَّ في حليب الأم أحماضاً دهنيّة هامة تساعد على نمو دماغ الطفل وعلى نموِّ قدراته العقلية، ونذكر منها الإدراك والذاكرة والتركيز والتفكير المنطقي. تجنب التلوث وتضيف الدكتورة اليامي: «حليب الأم آمن تماماً مقارنة بحليب الأطفال الصناعي، وعادة ما يسجل الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية في بداية حياتهم معدلات ذكاء أعلى من أقرانهم وخاصة الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان، لذلك فإن الرضاعة حماية للطفل من مشكلات الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي ومن التهابات الأذن، وأظهرت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم هم أقل عرضة للإسهال وأمراض الجهاز التنفسي والتهابات الأذن، كما أن هذه المشكلات تكون أقل وطأة عليهم وحدة في حال حدوثها. من ثم تشكل الرضاعة من الحليب الطبيعي طبقة حماية في أمعاء الطفل وأنفه وبلعومه. وأظهرت دراسات عديدة أن إرضاع الطفل لمدة ستة أشهر أو أكثر يجعل الطفل أقل عرضة للإصابة بحساسية الجهاز التنفسي فيما بعد، حتى في سن المراهقة، كذلك أظهرت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يولدون بولادة مبكرة وينتمون إلى عائلات فيها حالات من الحساسية يصبحون أقل عرضة للإصابة بالإكزيما في حال إرضاعهم رضاعة طبيعية مقارنة بأولئك الذين يتغذون من الحليب المصنع. وأظهرت دراسة ثالثة أن الأطفال الذين يحصلون على الحليب الطبيعي حصراً خلال الأشهر الأربعة الأولى على الأقل يصبحون أقل عرضة للإصابة بالربو في سن السادسة. علماً أن الباحثين يؤكدون أن الرضاعة الطبيعية تساعد في حماية الطفل من الحساسية بشكل عام. تنشيط الذكاء وتكمل الدكتورة اليامي: «الرضاعة الطبيعية تسهم بلا شك في تنشيط ذكاء الطفل، وهو ما أظهرته دراسات عديدة في أن هناك علاقة بين الرضاعة الطبيعية وارتفاع مستوى مؤشر الذكاء لدى الطفل، علماً أن الأطفال الذين يرضعون لمدة ستة أشهر أوأكثر يستفيدون بشكل أفضل، وقد تؤثر تلك العلاقة العاطفية التي تنشأ بين الأم والطفل لدى الرضاعة في ذلك، إلا أن الأحماض الدهنية في حليب الأم تلعب الدور الرئيسي في نمو دماغ الطفل وذكائه. كما أظهرت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية قد تخفف خطر إصابة الطفل بسرطان الدم، لأن الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم تساعد على تقوية جهاز المناعة لدى الطفل. الإصابة بالسمنة الدكتور سيد علي، أخصائي التغذية، يوضح أن آخر ما خلصت إليه دراسة أميركية حديثة - بحسب ويب طب - حول إيجابيات الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، أن حليب الأم يحتوي على بروتين ربما يقلل من خطر الإصابة بالسمنة المفرطة. ووجد فريق من الباحثين بالمركز الطبي لمستشفى الأطفال في سيسيناتي أن هناك علاقة بين مستوى البروتينات والإصابة بالسمنة، وأن احتواء حليب الأم على نسب عالية من هذا النوع من البروتينات قد يؤثر على إصابة الشخص بالسمنة في وقت لاحق من حياته. ويرى الباحثون أن هذه الخطوة تعد الأولى في فهم العلاقة بين حليب الأم وعمليات الأيض. واكتشفوا احتواء حليب الأم على مستويات عالية من البروتينات التي تنتجها الخلايا الدهنية المسؤولة عن تنظيم عمليات الأيض في الجسم والمعروفة باسم «اديبونيكتين». وحيث تقوم الخلايا الدهينة بإفراز هذا النوع من البروتينات التي تؤثر على كيفية معالجة الجسم للمواد السكرية والدهنية في الدم، وأن هناك علاقة بين انخفاض مستوى هذا البروتين والإصابة بالسمنة المفرطة إضافة إلى النوع الثاني من مرض السكري ومقاومة الأنسولين وأمراض الشرايين التاجية. علاقة عكسية كما يرى الدكتور علي أن هناك علاقة عكسية بين مستوى هذا النوع من البروتينات وخطر الإصابة بالأمراض حيث إن ارتفاع مستويات هذه البروتينات يرتبط بانخفاض معدل الإصابة بالمرض، حيث إن مستوى هذه البروتينات خلال فترة النمو في المراحل المبكرة ربما يكون له تأثير على الإصابة بالأمراض لاحقاً في فترة الشباب، وحيث اكتشف الباحثون أيضا أن هناك نوعا آخر من البروتينات في لبن الأم يسمى «ليبتين» يساعد أيضاً في تنظيم الدهون في الجسم، لكنه ليس بنفس أهمية بروتينات «اديبونيكتين». فالأطفال الذين يتغذون بواسطة الرضاعة الصناعية في وقت مبكر، قد يستهلكون سعرات حرارية أكثر في وقت لاحق من مرحلة الطفولة. بالمقارنة مع الأطفال الذين يتغذون فقط بواسطة الرضاعة الطبيعية. هل الرضاعة الطبيعية تحمي من الوزن الزائد؟ يرى الباحثون أن هذا التأثير قد يكون السبب في أن الدراسات وجدت علاقة بين الرضاعة الطبيعية والرشاقة وبين انخفاض خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة، مقارنة بالرضاعة الصناعية التي تسبب في كثير من الحالات السمنة عند الأطفال الرضع وحديثي الولادة، وحيث فرض تساؤل: «هل الرضاعة الطبيعية يمكن أن تحمي من الوزن الزائد؟ وكيف؟. هذه الدراسة تركز في بحث مكونات حليب الأم، وعلاقته بموازنة سمنة الجسم، والأديبونيكتين الذي يمكن أن يساعد في تنظيم شهية الطفل والعمليات الأيضية لديه. وتتبعت الدراسة 1250على سبيل المثال، حليب الأم يحتوي على هرمونات معينة، بما في ذلك اللبتين (الهرمون الأول الذي اكتشف أن له طفلاً خلال السنة الأولى من حياتهم. ووفقاً للنتائج، فان الأطفال الذين تم تغذيتهم بواسطة القنينة في الأشهر الستة الأولى من حياتهم بواسطة بدائل حليب الأم أو حليب الأم الذي تم شفطه، أظهروا أقل قدرة على كبح شهيتهم في وقت متأخر من مرحلة الطفولة. النتائج الجديدة تشير إلى أن طريقة تناول الأطفال للطعام تؤثر أيضاً، تقول الباحثة الرئيسية في البحث الدكتورة لي، من المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها: «أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تشجع على كبح الشهية على المدى الطويل». كما تم قياس كبح الشهية عندما كانت أعمار الأطفال سبعة، تسعة، عشرة و12 شهراً. حيث سئلت الأمهات عن عدد المرات التي شرب بها أطفالهن قنينة كاملة أو كوبا من الحليب (التي احتوت على بديل لحليب الأم أو حليب الأم الذي تم شفطه). وقد توصلت الدراسة إلى أن لدى الأطفال الذين تمت تغذيتهم فقط عن طريق الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، أن 27% أنهوا دائماً أو عادة الكوب أو القنينة. هذا بالمقارنة مع 54% من الأطفال الذين تم تغذيتهم بواسطة الرضاعة الطبيعية وأيضاً بواسطة القنينة و- 68% من الأطفال الذين تم تغذيتهم فقط بواسطة القنينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©