الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهورمونات» القاتلة

2 سبتمبر 2013 20:16
ما من أحد قد سمع بالخبر المؤسف بوفاة شاب في السابعة عشرة من عمره، بعدما كان يرقد في غيبوبة تامة استمرت قرابة الشهر، في مستشفى خليفة بالعاصمة أبوظبي، إثر تناوله مكملات غذائية تحتوي هرمونات زيادة حجم عضلات جسمه، على غرار ما كان يشاهده في أفلام «الأكشن» ، ومن قبله شاب آخر قضي نحبه إثر تعاطيه «هورموناً» حيوانياً خاصاً بالخيول، ليعيد إلى الأذهان ما حدث لعارض الأزياء السوري سامر الياس، إثر إصابته بنزيف حاد وسكتة دماغية ووفاة لنفس السبب.. هذا الهوس الجنوني الذي يصيب كثيراً من المراهقين والشباب، بالسعي إلى تفتيل عضلاتهم وبناء أجسام «استعراضية» يظنونها أجساماً رياضية، ما هو إلا انتحار مفاجئ على طريقة «نفش» للعضلات في أقل جهد ووقت ممكنين، بتناول العقار القاتل «سحر العضلات». إنها باتت ظاهرة تستحق التوقف والتحذير من هذه الصرعة التي يجهل مآلها كثير من الناس.. الغريب أن الشاب ينتسب إلى مدينة «دبا»، التي شهدت حالة وفاة مشابهة تماماً لشاب يبلغ من العمر عشرين عاماً، منذ حوالي خمسة أشهر مضت، وحالتي وفاة خلال العامين الماضيين لنفس السبب!.. هل أصبح الانتحار بالمكملات الغذائية موضة في دبا؟ ألم يتعظ المراهقون والشباب مما جرى؟.. «سحر العضلات» ما هو إلا هرمونات حيوانية يستخدمها الناس لزيادة حجم الحيوانات، بينما يستخدمها هؤلاء الشباب لزيادة حجم عضلاتهم، وكأنهم غير قانعين بمصائبها رغم ما يقال، ورغم ما يشاهدون بأم أعينهم من نتائج مميتة! تلك الهورمونات عبارة عن مشتقات لهورمون الذكورة «التستستيرون» الطبيعى، لمحاكاة دوره الطبيعي في الجسم، وحيث يساعد على تكوين البروتين ويسمح بتخزينه في العضلات بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تكوين العضلات في وقت أقل من المعتاد.. بعض الرياضيين يستخدمون أنواعاً من هورمونات النمو البناءة التي تزيد من نشاط الجسم، ومن مقدار حرق الطاقة وحرق الدهون وخفض الوزن وكثير من الأمور التي يرغب بها الرياضي إلا أنهم لا يبالون بمخاطرها القاتلة.. المشكلة تكمن في قناعة هؤلاء الشباب بأن «الهورمون القاتل» تلك سيساعدهم على بناء أجسامهم دون أضرار، ولا يستمعون لصوت العقل والعلم والحكمة، ولا تردعهم حالات الموت المفاجئ من حولهم، وبنفس الأسباب، بل يذهب بعضهم إلى الاعتماد على المنشطات لتحقيق إنجاز رياضي غير مشروع. . لعل أخطر هذه المنشطات «الستيرويدية»، ذات الصلة بهرمون التستستيرون، وغالباً ما تسبب مصائب صحية معقدة في مقدمتها ضمور الخصيتين، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات وظائف الغدة فوق الكلوية، ووظائف المخ‏، وعدم تحمل الشخص للضغوط النفسية‏، فضلاً عن الإصابة بنقص في الخصوبة وإصابة الغدد الجنسية باضطرابات شديدة ينتج عنها الإصابة بالعقم ونقص حاد في إفراز هرمون الذكورة، ومن ثم فشل القدرة الجنسية، والنقص الحاد في معدل الكوليسترول الحميد الذي يحمي من الإصابة بجلطات الشريان التاجي في القلب‏، كما تسبب أيضاً اضطرابات في وظائف الشرايين، والتسمم الكبدي، وخلل في وظائف الكلية والإصابة بسرطان الكبد.‏. إصرار هؤلاء على الانتحار، أمر يحتاج إلى أكثر من تحذير، وأكثر من دراسة ، وسلامتك! المحرر | ‏khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©