الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكل المال

7 سبتمبر 2011 00:30
لماذا نركض خلف المال والثروة؟ هل نحب هذا المال لذاته، أم لأنه وسيلة لبلوغ السعادة والراحة؟ ماذا ينفع المال إن لم يحقق السعادة، ويوصل للنجاح؟ كثيرون ممن يملكون الثروات هم في الحقيقة عبيد لثرواتهم يكنزونها ولا ينتفعون بها ولا ينفعون بها غيرهم، وهي ليست دعوة للإسراف والتبذير، كما هي ليست دعوة للبخل والتقتير، ولكن ما يؤلم أن تملك مالاً لا تستطيع حتى أن تصرفه، وأن تملك ثروة طائلة ولا تقدر بها أن تدخل الفرح إلى قلوب أطفالك وأهلك وأسرتك، وأن تملك مالاً لا حصر له ولا تقدر أن تأكل ما تشتهي. المال يظل مجرد وسيلة، يفيد ويضر، وكثيراً ما يعجز عن تلبية أبسط الحاجات. لما تمهّدت بلاد اليمن لتوران شاه بن أيوب كرد (وهو أخو صلاح الدين الأيوبي) ومؤسس الدولة الأيوبية باليمن، ودخل اليمن عام (569 هـ - 1173م) واستقامت له أمورُها، كرِهَ المقام بها لأنها بلاد مجدبة، فكتب إلى صلاح الدين يستقيل منها، ويسأله الإذن له في العَوْد إلى الشام، ويشكو حالَه، فأرسل إليه أخوه رسولاً مضمونُ رسالتِهِ ترغيبُه في الإقامة، وأن اليمن كثيرة الأموال ومملكة كبيرة. فلما سمع توران شاه الرسالة، قال لمتولّي خزانته: أحضر لنا ألف دينار، فأحضرها في كيس، فقال لأستاذ داره، والرسول حاضر عنده: أرسِل هذا الكيس إلى السوق يشترون لنا بما فيه قطعة ثلج، فقال أستاذ الدار: يا مولانا، هذه بلاد اليمن، من أين يكون فيها ثلج؟! فقال: دعهم يشترون بها طبق مشمش لوزي، فقال: من أين يوجد هذا النوع ههنا؟ فجعل يعدّد عليه جميع أنواع فواكه دمشق، وأستاذ الدار يُظْهِر التعجب من كلامه، وكلما قال له عن نوع، يقول له: ومن أين يوجد هذا ههنا؟ّ فلما استوفى الكلام إلى آخره، قال توران شاه للرسول: ليت شعري ماذا أصنع بهذه الأموال إذا لم أنتفع بها؟ هل يؤكل المالُ بعينه؟ أم فائدته أن يتوصل به الإنسان إلى بلوغ أغراضه؟ فعاد الرسول إلى صلاح الدين، وأخبره بما جرى، فأذِن له في المجيء. الحطيئة: ولست أرى السّعادة جمع مالٍ ولكنّ التقيّ هو السّعيدُ وتقوى الله خير الزّاد ذخـــــراً وعند الله للأتقى مــزيدُ ومــا لا بــــــدّ أن يـأتي قريب ولكنّ الذي يمضي بعيدُ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©