الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سكري الأطفال.. صديق « بالإكراه»

سكري الأطفال.. صديق « بالإكراه»
2 سبتمبر 2013 20:16
أبوظبي (الاتحاد) - يعرف مرض « السكري» ببساطة بأنه عجز البنكرياس عن صُنع الأنسولين، وهو الهورمونُ الذي يساعد على دخول السكَّر إلى الخلايا ليعطيها الطاقة. ومن دون وجود الأنسولين، يبقى الكثير من السكَّر في الدّم. ومع مرور الوقت، يُمكن لهذا السكَّر الفائض أن يسبِّب مشاكل لوظائف أعضاء الجسم الأخرى. الدكتور قيس أبوطه، استشاري الغدد وأمراض الدم والسكري، يوضح حقيقة سكري الأطفال، ويقول: « قدم العلماء العديد من النظريات لتفسير أسباب سكري الأطفال، وأرجعوه إلى العامل المناعي، فعندما يصاب الطفل بالتهاب ما، وتتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب، وتكون مضادة أيضا لخلايا بيتا في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب. أما السبب الثاني فهو الالتهابات، ويذهب أنصار هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب عادة ما تكون فيروسا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا بيتا بطريقة مباشرة. كذلك هناك العامل الوراثي، لكنه لا يزيد على نسبة 10% وتزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%». الأعراض عن الأعراض يشير الدكتور أبوطه:« تبدأ الأعراض بالتبول اللاإرادي، حيث يتراكم السكر في الدم بدرجة كبيرة، ويبدأ الخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدا معينا. وعند خروج البول يكون كالإسفنجة بسحبه قدرا كبيرا من الماء، ولذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر وبكميات كبيرة. وبالطبع يشعر الطفل بالعطش الشديد، والجوع، ويلاحظ عليه نقص الوزن، والشعور بالتعب، ويشكو من اختلال الرؤية. وكما هو معروف ليس هناك معالجة تستطيع شفاء مرض السكَّري شفاءً تاماً، لكن إذا تمَّت المحافظة على مستويات سكَّر الدم في إطار المعدل الطبيعي، فإنَّه يُمكن التعامل معه والسيطرة عليه، لذلك فإنَّ على الأسرة مساعدة الطفل المريض بتعديل نظامه الغذائي واستعمال الأنسولين، ومن الضروري وجودُ علاقة مساهمةٍ من جانب المريض أو الشخص الذي يتولَّى رعايته في عملية ضبط السكَّري، وعلى المريض أو من يقوم برعايته أن يتعلَّم ويتَّبع التعليمات والإجراءات الضرورية للسيطرة على مُستويات سكَّر الدم». ويضيف:« يمكن السيطرة على السكَّري من خلال اعتماد نظام غذائي صحِّي، وقياس مستوى سكَّر الدم بانتظام، وعدم إهمال استعمال الأنسولين، للمحافظة على سكَّر الدم ضمن المعدَّل الطبيعي. ويراعي المقربون من الطفل أي تغير على حالة الطفل، فالعلاج السريع لأي نقص في السكر يعالج بسرعة بأخذ المريض عصيرا محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر، أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر». العلاج يشير الدكتور أبوطه، إلى العلاج المعتاد، الذي يتمثل في النظام الغذائي الذي يعتمد على الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر، إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله. فتغذية مرضى السكر من النوع الأول ليس أمرا صعبا، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرا على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين وكذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميا وهذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز. فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن الحلويات ورقائق الشيبسي والمشروبات الغازية، لأنها تضره ولا تفيده. ولعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه. ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه. والهدف من هذا منع حالات هبوط السكر والتحكم فيه عند مستوى سكر الدم. سكري الأطفال لابد أن نتعامل معه على أنه « صديق بالإكراه، ولابد أن نحسن التعامل معه» من هنا يجب أن يهتم الأهل كثيرا بوجبات طفلهم المريض وأن يعودوه أكل المفيد من فواكه وخضار ووجبات خفيفة لجعل نسبة السكر في الدم دون زيادة أو نقصان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©