شهد عالم الديكور تطوراً مذهلاً في تصميم مختلف جنبات المنزل، وتبدل الكثير من الخامات المستعملة في تجهيز الحمامات، مما ساهم في إيجاد أجواء تقودنا إلى جوانب كلاسيكية ثرية وغنية بملامحها أو تقدم لنا أجواء البساطة والهدوء في مكوناتها، وما يحدد طبيعة النمط الذي يخط به جدران هذا الفراغ، والقطع التي يحتويها، لتجمل منطقة مهمة في المنزل يغفل عنها البعض، في مقابل اهتمام مبالغ فيه من قبل الآخرين.
خولة علي (دبي) - تتطلب عملية انتقاء وتصميم الحمامات، تخطيطاً دقيقاً كبقية ردهات المنزل، فلا بد أن يظهر بمستوى تصميم أجزاء المنزل الأخرى، وأن يكون تصميمه موحياً بالعملية، والجاذبية، مع سهولة تنظيفه وصيانته، وذلك بغية تحقيق قدر من التوازن بين فخامة التصميم ومدى ما يتمتع بالسهول والبساطة في استخدامه، حيث يعرفنا حسين محمد أحد المختصين في تصميم ديكورات الحمامات قائلاً: تعج المتاجر بالكثير من تصاميم الحمامات البديعة في أشكالها وأنواعها، لذا فالخيارات عديدة أمام المرء في البحث عن ما يتناسب مع أجواء ونمط منزله، وأيضا حيز الفراغ، ومساحته التي لا بد أن توضع في معية المرء قبل الشروع في انتقاء مواد وخامات الحمام، فدائما ما نشدد على ضرورة أن ينتقى المرء الألوان الفاتحة في المساحات الضيقة من الحمامات، والتقليل بقدر الإمكان من القطع والبحث دائماً عن البساطة والقطع الصغيرة التي لا تأخذ حيزاً كبيراً، بعكس المساحات الواسعة، التي يمكن أن يبدع فيه المصمم في توزيع القطع والأطقم بحيث تظهر بطريقة خيالية فنتازيه غارقة في الثراء.
أساليب زخرفية
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأفكار والأساليب التي يمكن أن يتحقق وفقاً للفكرة والنمط الذي يسير عليه المنزل، ففي وقت كنا نجد الأساليب الزخرفية محدودة وضيقة، فكان السائد بشكل واسع الطلاء الأبيض وألوان الباستيل الذي يكسو سائر الحمام، ثم انتشر بعد ذلك استعمال البلاطات المزخرفة، التي تضفي جزءاً من الحيوية والفرح والبهجة ضمن جدران غرف الحمام.
وعادة ما يهدف الأســلوب الزخـرفي العصري إلى معالجة غرفة الحمام كغــرفة متساوية من حيث الأهـمية مع جميع فراغــات المنزل، ولذا نجد الكثير من أصحاب المنازل يولون اهتماماً كبــيراً في إبراز وإظهـار تصــميم الحمام بشكل ناعم وجذاب وأنيق في الوقت ذاته.
وقال: في حال رغبنا في جلب روح النمط القديم، فيمكن أن يتم التركيز على بعض الرسومات التي تتعلق بالورود والطيور لخلق جو كلاسيكي أو حتى استخدام بعض تقنيات الأصباغ التي تمنح المكان الثراء اللافت، وبالأخص الألوان الدافئة، أو حتى يمكن كسوة الجدران بورق «التلبيس» القابل للغسيل، وعادة ما تكون خلفيته بيضاء اللون، أما زاوية المغطس فيمكن أن يتم تمييزها عن جميع العناصر الزخرفية في غرفة الحمام، حيث يمكن أن تغطي جدران هذه الزاوية بالسراميك بلون آخر.
وحول توزيع القطع، لفت إلى أنه يمكن وضع كرسي ذي طراز نابليوني قرب المغطس، وأيضاً الستائر الساتانية القابلة للغسيل، ويمكن عزل ركن المغطس عن الحمام بواسطة درجة صغيرة، أو ستائر تعلق على قضيب معدني أو حتى عمل حاجز رخامي يفصل منطقة المسبح عن سائر الحمام، بحيث تكون المنطقة بعيدة، فيبقى الحمام محافظاً على نظافته ولا تصل إليه الرطوبة، كما يفضل استخدام الإكسسوارات الصحية، ذات الشكل الكلاسيكي، مشيراً إلى أن عملية توزيع محتويات الحمام بحاجة إلى دقة ودراسة جيدة، خصوصاً في الأماكن ذات المساحة الضيقية،
وكما هو معلوم أن محتويات الحمام تضم البانيو أياً كان تصميمه، ومرحاضاً ورف مرآة وخزانة جدارية، ولذلك يفضل وضع البانيو أو ركن الاستحمام في الجزء الضيق ومن ثم توزع بقية القطع، بحيث نحصل على حركة مريحة ضمن المساحة المتبقية، ليستطيع الفرد استخدام محتويات الحمام بكل سهولة ومن دون عوائق.
إشكالية اختيار «خلاطات المياه»
تعتبر عملية انتقاء الخلاطات أو صنابير مياه ذات متانة عالية، إشكالية كبيرة أمام الأسرة، حيث نفسها في حيرة أمام أشكال وأحجام مختلفة، منها ما هي عصرية، تتميز بانسيابية الشكل من «الأستانلستيل»، ومنها ما هي كلاسيكية من البرونز أو مذهبة أو تحتوي على زخارف ونقوش، تمنحها قدراً من الفخامة والأصالة، وتحاكي النمط الكلاسيكي، الذي لا بد أن يحاكي كل جزء وقطعة من أجزاء الحمام، من نوعية الجدار وألوانه الذي يغلب عليه اللون الترابي بتدرجاته، فيمكن اعتماد الرخام، أو السيراميك، وتوزيع بعض القطع، واللوحات التي تزيد من جمالية ومظهر المكان.
انتقالاً إلى الإكسسوارات التي تغني الحمامات وتمنحها إطلالة جذابة لافتة لا تقل جمالًا عن ردهات وفرغات المنزل، لفت حسين محمد أحد المختصين في تصميم ديكورات الحمامات إلى ضرورة الاهتمام بالستائر، وقال إن منها أشكالاً ونماذج مختلفة، يمكن أن تحول المكان البسيط في شكله إلى بيئة أنيقة، حيث إن لمسات هذه القطع والإكسسوارات قد تحقق نتائج جيدة في تجهيز ديكور المكان، كما أن هناك العديد من التصاميم المعروضة بشكل واسع، يجب أن يتم اختيارها بما يتناسب مع طراز الفراغ الملحق به الحمام، حتى تتحقق وحدة تصميم الديكور في المكان، حيث يمكن أن يتحقق ذلك من خلال اختيار الستائر ذات الأقمشة المشجرة والمطرزة بخيوط خاصة لا تتأثر بالماء، وتتناسق مع لون الحوائط والأرضيات في الحمام.
عدد اليوم
