الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شرويدر: العملة الخليجية الموحدة تضع المنطقة في مقدمة الاقتصاد العالمي

21 نوفمبر 2006 23:13
أكد جيرهارد شرويدر المستشار الألماني السابق في كلمته أمام المؤتمر والذي قدم له الإعلامي المعروف تيم سبيستيان، أن اقتراح توحيد العملة الخليجية لتصبح عملة واحدة مشتركة بحلول عام 2010 ، سيضع اقتصاد منطقة الخليج ودول مجلس التعاون الخليجي في مقدمة عجلة الاقتصاد العالمي، وقال شرويدر ''أنا على يقين تام بأن التعاون المشترك بين الدول المجاورة لهو أقصر طريق لإحلال السلام والرخاء في المنطقة''، وأشار شرويدر إلى أن النمو الاقتصادي الذي تشهده منطقة الخليج في الآونة الأخيرة، بمثابة إشارة واضحة للتعاون العميق بين دول مجلس التعاون والدول المجاورة والاستقرار الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط· ووصف شرويدر تأسيس مجلس التعاون الخليجي، بأنه دليل واضح لوجود المزيد من الاندماج والقيادة المسؤولة وحكم القانون، وأنه أساس قوي للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط· وتحدث شرويدر عن أبرز التحديات التي تواجهها قيادات المجتمع العالمي وفي مقدمتها العولمة قائلا ''العولمة تنطوي على منافسة شديدة لا تقتصر على الشركات والجماعات المستقلة فقط، ولكن تمتد إلى الاقتصاديات القومية ككل· ولا تستطيع السياسة مواجهة هذه التحديات الا من خلال طريق واحد فقط وهو انجاز الكثير من الاصلاحات الجوهرية والمستدامة من أجل ضمان ثراء الأجيال القادمة واستقرارها الاجتماعي''· ومضى يقول ''وتواجه القيادات السياسية ثلاث عراقيل خلال السعي لتطبيق هذه التغيرات وهي وجود جماعات ضغط لا تريد تغيير الأوضاع، وحقيقة أن الشعوب عادة ما تظهر استعدادها لقبول التغيير طالما أن هذا التغيير لا يتعدى كونه مجرد مفهوم نظري·· أما عندما نتحول الى التطبيق العملي فإن المعارضة تظهر مع تأثر مصالح البعض من هذه التغييرات· وقال شرويدر ''لكن هذا يجب الا يمنع رجال السياسة من مواصلة سعيهم لتطبيق هذه الاصلاحات·'' ومضى يقول إن هناك مشكلة أخرى تتمثل في ''وجود فواصل زمنية بين التغييرات التي عادة ما تكون مؤلمة وبين النتائج الايجابية التي تنتج عنها في النهاية· وهنا يجب أيضا أن يتحلى القادة بالصمود والثبات في هذه المواقف لأن أي تراجع من أجل تحقيق مصالح سياسية حزبية ستكون له تداعيات ضخمة على مسيرة التنمية بشكل عام·'' وقال شرويدر ''الكل يشعرون بآثار العولمة ويعانون منها في حياتهم اليومية· كما يشعر الكثيرون بالعجز فيما يتعلق بالتفاعل مع هذه العمليات وآثارها، بينما يشعر البعض بأن هويتهم القومية مهددة بالضياع وبأن هويتهم الثقافية في طريقها للزوال نتيجة انتشار المعايير التي يتم قبولها بصورة متزايدة وبوجه عام·'' وخلص شرويدر الى أن ما يحتاجه العالم هو ''عولمة يغلفها الطابع الإنساني'' بما يعني اقرار مجموعة من القواعد والقوانين والاتفاقات التي يلتزم بها الجميع لكي يستفيد الجميع من فوائد العولمة دون أن ينهار العالم بسبب انقسامه الى كتلتين·· كتلة المستفيدين من عملية العولمة، وكتلة المتضررين منها· ومضى شرويدر يقول ''وبينما توفر التجارة الحرة المزيد من فرص الرخاء والازدهار، فإننا يجب أن نعمل دائما على ضمان حق الدول الفقيرة في دخول الأسواق العالمية حيث لا ينبغي ابعادهم من خلال الرسوم العقابية أو الأحكام الحمائية·'' واشار شرويدر الى فوائد العولمة والتجارة الحرة قائلا ''لا يستطيع أحد أن ينكر حقيقة أن كلا من العولمة والتجارة العالمية قدمتا يد العون للكثيرين للتخلص من الفقر والجوع وتحقيق معدلات نمو أسرع وأكبر· ومع ذلك لا تزال الصلة المباشرة بين العولمة والتوزيع العادل للثروات حول العالم مفقودة فيما لا يزال حلم القضاء على الهوة الكبيرة الموجودة بين الأغنياء والفقراء بعيد المنال· هناك نسبة تتعدى 60 في المئة من سكان العالم تعيش على خمسة في المئة فقط من الدخل العالمي·'' وعن الأسس الرئيسية لنجاح التحالفات الإقليمية والدولية قال شرويدر ''إنني أؤمن بأن السلوكيات القائمة على الاحترام هي الأساس الصحيح للتنمية الاقتصادية المستدامة والتوزيع العادل للثروات· وتجربة أوروبا في التعاون والاتحاد ليست بالضرورة نموذجا يجب أن تحتذي به بقية دول العالم، ولكنها تقدم مثالا واضحا لأهمية التعاون الاقليمي من أجل تحقيق السلام والتنمية·· تنمية يمكن تحقيقها أيضا في كل من أفريقيا وآسيا ودول الخليج· لقد شهدت التنمية الاقتصادية العالمية الكثير من الايجابيات على مدى السنوات الثلاث الأخيرة وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار النفط والاضطرابات السياسية، ولذلك ينبغي علينا دعم هذه التنمية وحمايتها من كافة الأخطار والتهديدات بما في ذلك ما يتعلق بأسواق الطاقة وأعتقد أن المهم جدا وضع استراتيجية واضحة لتوفير امدادات مضمونة من الطاقة للاقتصاد العالمي·'' وتابع شرويدر ''نحن نحتاج وقبل كل شيء الى دول مصدرة للطاقة تتمتع بالأمان والاستقرار السياسي ويمكن الاعتماد عليها في جميع الأوقات كما انه ينبغي علينا العمل على تحقيق الاستقرار في المناطق والبلدان المتوترة لأن هذا من الضروري لضمان الامدادات الدولية من المواد الخام والتأكد من استفادة الدول المصدرة وسكانها من الثروة الناتجة عن بيع موارد الطاقة· كما أننا بحاجة للاستثمار في البنى التحتية الجديدة في مجالات التنقيب وتقنيات زيادة كفاءة استخدام الطاقة· وركز شرويدر على انه إذا قامت كل دولة باستثمار أهم مواردها، ألا وهو الشعب، فإنها لن تستطيع أبدا تحقيق التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي المستدام، فلقد أثبتت التجارب أنه يمكن تحقيق التنمية الايجابية والرخاء فقط في تلك الدول التي توفر التعليم الالزامي والانظمة التعليمية المتطورة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©