الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعوة دول الخليج إلى استنساخ تجربة سنغافورة

21 نوفمبر 2006 23:14
قدم لي كوان يي الأب الروحي لنهضة سنغافورة عرضا مبسطا ومباشرا لتجربة سنغافورة الاقتصادية وأوجه تشابهها مع التجربة الإماراتية الاستثنائية، موضحا أن نصيحته الرئيسية لراسمي السياسات الاقتصادية والاستراتيجية خلال الفترة المقبلة، هي تنويع الاستثمارات في الخارج وخاصة باتجاه الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والهند، مؤكدا ان ثقل التجارة العالمي يتحول بشكل تدريجي من الغرب إلى الشرق· وقال لي في كلمته أمام مؤتمر قادة العالم'' ''إن تجربة سنغافورة في النهضة بدأت في أواخر الستينات مستغلة التوتر في الصين بشأن هونج كونج· إبداعنا في النشاط الاقتصادي لا يتوقف وكلما وجدنا ان الاقتصاد سيتباطأ نسارع لتنويع أو تغيير اتجاهه أو تطوير منتجاتنا''· وأضاف في كلمة موجزة تضمنت ما اكتسبه من خبرات خلال عمله رئيسا لوزراء سنغافورة طيلة ثلاثة عقود ''مشكلتنا الاساسية في التنمية كانت في تعدد الأعراق من صينيين ومالاويين وهنود إضافة الى تعدد اللغات· وكانت الخطوة الاولى هي توحيد اللغة الرسمية وهي الانجليزية لتكون لغة مشتركة بين الجميع''· وأضاف ''كانت أول صناعة قدمناها هي فرش الأسنان وعندما بدأت أميركا تدخل في عصر البرمجيات والكمبيوتر، اتخذت سنغافورة قرارا استراتيجيا بالتوجه الى هذا القطاع من خلال تشجيع الشركات الأميركية على فتح فروع في بلادنا خاصة واننا نقدم لهم الايدي العاملة الرخيصة''· وأيد لي آراء المحاضرين بضرورة العمل في مجال تطوير الكوادر القيادية لحاجة المجتمع الماسة لهذا النوع من القيادات الواعية، موضحا ان القائد الناجح هو القائد الذي يتملك رؤية واضحة وقادر على التواصل مع من حوله بشكل جيد· وعن آفاق المستقبل الاقتصادي قال لي ''الهند من الدول الواعدة التي يتعين الاستثمار فيها وان اميركا وأوروبا استنفدتا آفاقهما الرحبة، وأنصح بأن يتم توزيع الاستثمارات في سلة استثمارات باتجاه الدول النامية والناشئة''·· ومضى يقول ''أعتقد ان مركز جاذبية التجارة العالمية يتحول من المحيط الاطلنطي الى المحيط الهادي، وهذا لا يعني أن اميركا وأوروبا ستكونان أقل أهمية أو انهما ستكونان من دول الفئة الثانية، لأنهما ما زالتا تمتلكان قدرا كبيرا من الانجازات بل وأقول إننا بحاجة الى 40 أو 50 عاما للحاق بهم· لكن هذا لا ينفي انهم حققوا نموا قويا ووصلوا الى مرحلة يمكن القول إنها مرحلة النمو البطيء أي بمعدل 2,5% أو 3 المئة· وهم عندما يحققون هذا المعدل فانهم يعتبرون أنفسهم قد حققوا نجاحا كبيرا·· وفي المقابل فإن وتيرة النمو في الدول الناشئة مثل الصين والهند توصف بأنها بطيئة اذا حققت سبعة او ثمانية في المئة''· وتابع لي قائلا: ''نحن في سنغافورة ننقل استثماراتنا بشكل تدريجي من الدول المتقدمة مثل اميركا وأوروبا واليابان الى أسواق ناشئة مثل كوريا وتايوان والصين والهند، ويتعين الاشارة هنا الى أن هذا التحول يجب أن يكون تدريجيا وبشكل منظم لا عشوائيا خاصة وأن أسواق الاسهم والعقارات في هذه الدول لم تصل في تطورها الى ما هو عليه الامر في الدول المتقدمة''· وعن رؤيته للاقتصاد المزدهر في منطقة الخليج قال الأب الروحي للنهضة السنغافورية ''أقترح عليكم هنا في الخليج أن تنوعوا اقتصاداتكم وأن تستكشفوا باقي دول العالم، والنموذج السنغافوري قريب الشبه كما قلت بما يحدث هنا في الخليج، ولذا فأنا أنصح وبشدة ان يتطلع المستثمرون لتنويع محافظهم الاستثمارية في العالم''· ومضى يقول ''راسمو الاستراتيجيات يجب ان يضعوا نصب أعينهم ان الاستثمارات تطلب الاستقرار والسلام، وانه اذا حدثت اضطرابات او قلق في المنطقة نتيجة أزمة ايران على سبيل المثال فإن هذا قد يؤدي الى قلق في اسواق النفط وبالتالي تراجع ايرادات هذا المصدر الحيوي، وهذا يتطلب الاهتمام بنقطة محورية جدا وهي إيجاد توازن في القوى''· وقال ''نحن دول صغيرة نسبيا، ونقوم بدراسة الفرص والأفكار التي نستشرفها، فاذا سارت الامور بشكل جيد فهذا أمر جميل، لكن الخطورة كل الخطورة اذا سارت الامور بشكل سيئ فعندها ينهار كل شيء· وهذا كما قلت يستلزم ايجاد توازن في القوى· وهذا يعني أن علينا ان نقوم بحسابات دقيقة لمعرفة ما هو في مصلحتنا على المدى القصير والمتوسط والبعيد· وأعتقد ان من مصلحتنا على المدى البعيد ان نحاول الالتقاء مع الصين والهند لأن اميركا لن تظل لها الهيمنة الى أبد الآبدين، والمظلة الاميركية لم تعد مفيدة كما كانت من ذي قبل· ولا بد من العمل على ايجاد قوة تعادل اميركا لإقرار السلام والاستقرار في العالم· وعلى الجميع ان يضع حساباته على ضوء هذه المعادلة''·· وخلال المناقشة المفتوحة مع الحضور أكد لي انه يؤمن باستقرار منطقة الخليج رغم كل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط بشكل عام من اضطرابات وقلاقل بسبب الوضع في العراق والأراضي الفلسطينية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©