الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلاحف تتسابق منذ يونيو حتى الآن لأغراض علمية

السلاحف تتسابق منذ يونيو حتى الآن لأغراض علمية
26 أغسطس 2012
تسلم مركز إعادة تأهيل السلاحف في دبي مؤخراً ست من السلاحف المصابة، وهي تتنوع بين السلاحف ضخمة الرأس والخضراء والهاوكس بيل، وقد تم إطلاق هذه السلاحف الست في 20 يونيو 2012 في سباق يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات، بعد أن تم وضع أجهزة عليها متصلة بالأقمار الصناعية، لمراقبة أطول مسافة ممكنة قد تصلها هذه السلاحف المعافاة وهي تجوب البحار. موزة خميس (دبي) - عثرت شركة التطوير والاستثمار السياحي في جزيرة السعديات، على سلحفاتين ضخمتي الرأس، أما السلحفاتان من نوع السلاحف الخضراء فقد تم العثور عليهما على شاطئ غنتوت، من قبل مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، كما وجدت سلحفاتان من نوع الهاوكس بيل على شاطئ جميرا من قبل أفراد من الجمهور. سمية سعيد مدير الاتصالات المؤسسية والعلاقات العامة في مجموعة جميرا، أجابت على مجموعة من الأسئلة تم توجيهها لمعرفة قصة السلاحف والهدف من رعايتها وحمايتها، فقالت: تم البدء في تسلم السلاحف وإطلاقها منذ ديسمبر 2011، وتم وضع السلاحف المصابة التي وجدت في حالة سيئة في مركز إعادة تأهيل السلاحف البحرية في برج العرب، كما وضع البعض في العناية بمراكز تسليم السلاحف في حديقة الألعاب المائية وايلد وادي، وكان ذلك من قبل المؤسسات كبلدية دبي قسم البيئة والمؤسسات التي ذكرناها سابقاً إضافة إلى الأشخاص المهتمين بالحفاظ على الحياة البحرية، حيث يتم إيجاد السلاحف المصابة ملقاة على شواطئ الإمارات كإمارة دبي وأبوظبي ورأس الخيمة، وتمت عملية إعادة التأهيل عبر برامج متخصصة لكل السلاحف، وكنا نتعامل مع كل حالة على حدة، وترتكز مهمة مركز إعادة تأهيل السلاحف في جميرا على تقييم صحة السلاحف وتوفير العلاج الأنسب لها، ومن ثم الحصول على معلومات أوسع حول أساليب هجرة السلاحف والبيولوجيا العامة من خلال برنامج التعقب. مراقبة بالأقمار الصناعية وتضيف سمية: من خلال المراقبة لوحظ عن طريق الأجهزة التي تم وضعها على السلاحف الستة، وهي أجهزة الاتصال اللاسلكية والمتصلة بالأقمار الصناعية، أنها كانت تتسابق في البحار وأن هذه الأنواع المختلفة من السلاحف تقطن في بيئات مختلفة عن بعضها البعض، وكمثال على ذلك، فإن السلحفاتين ضخمتي الرأس اللتين أطلقتهما جميرا توجدان الآن في المياه العميقة، أما السلحفاتان الخضراوان فهما على مقربة من الشاطئ بالقرب من الأعشاب البحرية، بينما سلحفاتا الهاوكس بيل تسبحان بالقرب من البحر الذي تم إطلاق سراحهما فيه والقريب من برج العرب، وكل سلحفاة بحرية تبين لنا أنها عندما تعود مرة أخرى إلى البرية، يكون بوسعها أن تخلق لها المكان البيئي المناسب. وتكمل سمية أن مشروع إعادة تأهيل السلاحف البحرية قد بدأ في عام 2004، وهو مشروع بيئي نتج عن تعاون مشترك بين مكتب حماية الحياة البرية ومدينة جميرا وبرج العرب، ومن خلاله تم إطلاق سراح أكثر من 550 سلحفاة مائية إلى البحار، وبعضها قامت برحلات العودة إلى موطنها في الخليج العربي والمحيط الهندي، وبعضها توجه إلى دول أخرى كتايلاند وكراتشي، وكما هو معروف فإن هذه السلاحف توجد في جميع بحار العالم ماعدا المحيط المتجمد الشمالي، وتم التعرف على خطوط سفرها وعودتها عبر الأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية لتعقب مسارها وحركتها في المحيط، وهي تعطي بيانات لمعرفة معلومات حول هجرتها وموطنها الأصلي. عملية الإباضة وفيما يتعلق بعملية إعادة التأهيل وفائدة إعادة السلاحف إلى البحر قالت سمية، إن هذه العملية تعد ذات فائدة مشتركة للحياة المائية في الإمارات والسلاحف البحرية في آن واحد، حيث إن معظم هذه السلاحف المعافاة قامت مؤخرا بالإباضة على شواطئ الإمارات، ويستغرق البيض حوالي شهرين حتى يفقس وذلك حسب الحالة الجوية، وتحاول السلاحف دائما العودة إلى نفس الشاطئ الذي نشأت فيه لتضع بيوضها، وهذا الأمر يساهم في إثراء البيئة البحرية في عدة مناطق ساحلية وعلى شواطئ دولة الإمارات، أما بالنسبة للسلاحف التي جيء بها وهي مصابة، فقد تعددت أنواع الأمراض التي تصيبها وتهددها بالانقراض. ومن أسباب الانقراض تعرضها للتلوث والتعرض لشباك الصيد، حيث تقع فريسة فيها وتعلق حتى تموت، أو يتم إيجادها وقد نمت عليها الفطريات وأصبح درعها مرتعاً للقواقع، وربما تموت عن طريق تناولها مخلفات النفايات البلاستيكية، وبعض السلاحف تصاب بالبرد والالتهابات والضعف العام والأمراض الطفيلية، وإصابات من حوادث مختلفة مع القوارب وغيرها من الإصابات التي تعوق تكاثرها. فحص السلاحف المصابة وتوضح سمية قائلة: من خلال مشروع جميرا يتم فحص هذه السلاحف المصابة من قبل أطباء بيطريين لتوفير العناية اليومية المكثفة لها، كما يتم تقديم الوجبات الغذائية الخاصة لها في برج العرب، حتى تتمكن من استعادة عافيتها وصحتها ووضعها الطبيعي، وبعدها تتم مراقبتها في أماكن مخصصة في القنوات المائية في فندق ميناء السلام بمدينة جميرا، قبل إطلاقها وإعادتها إلى بيئتها البحرية الطبيعية. وأشارت سمية إلى أنه بإمكان الجميع مشاهدة هذه السلاحف المعافاة في الفندق الذي خصص منطقتين مائيتين، تم تزويدهما بشعاب مرجانية صناعية، مما يوفر بيئة ثرية وغنية للسلاحف أثناء احتضانها وقبل إطلاقها إلى مياه الخليج، كما تم تخصيص أيام في الأسبوع للتعرف على نوعية هذه السلاحف ومراقبتها وإطعامها عبر برنامج للمدارس والجمهور، وذلك لزيادة التوعية البيئية للأطفال والحضور، وقد تمت زيارة أكثر من 1000 مدرسة للإعلان عن هذا المشروع البيئي الناجح. السلاحف ضخمة الرأس وعن أية قصص مثيرة لها علاقة بالسلاحف التي تم إطلاقها، تقول سمية: قمنا مؤخرا بإطلاق سلحفاة ذكر «غيلم» من بين السلاحف الستة، وهو متصدر المركز الأول من بين السلاحف المتسابقة في البحار، وهو ينتمي إلى السلاحف ذات الوزن الثقيل، وكان قد أطلق عليه اسم «ستورم» (العاصفة)، وهو من نوع السلاحف ضخمة الرأس، ويعد الأول من نوعه الذي يتم تركيب جهاز إرسال متصل بالأقمار الصناعية عليه في منطقة الخليج، وقد وصل ستورم إلى الشواطئ القطرية، ثم توجه بعد ذلك إلى سواحل إيران، ولا نعلم إن كانت برودة المياه هي السبب في رحيله إلى تلك البحار، أم أن هناك أسباباً أخرى حيث لا يزال الموضوع تحت الدراسة والبحث. تجربة إطلاق السلاحف البيئية تقول سمية سعيد مدير الاتصالات المؤسسية والعلاقات العامة في مجموعة جميرا: خلال حفل الإطلاق تجمع أكثر من 1000 شخص من مختلف شرائح المجتمع، ليراقبوا عملية الإطلاق إلى مياه الخليج العربي، ويعد ذلك ترجمة لنجاح هذه المبادرة البيئية، والتي تعتبر من الجهود التي تبذلها مجموعة جميرا لإنجاح مبادرات الدولة في سبيل حماية الحياة البحرية، وحماية البيئات المختلفة والحيوانات والكائنات المعرضة للانقراض، وهذه المبادرة تترجم رؤية تحث على المشاركة المجتمعية، لنشر التوعية البيئية بين الأجيال، ويجب أن يتم تكريس تجربة إطلاق السلاحف البيئية في أذهان أبنائنا ونقلها للعالم، حيث تعد قصة إطلاق السلاحف متميزة في نشر التوعية البيئية، ولابد من سردها بطريقة إبداعية لتثقيف الجيل الحالي ليصبح جزءا فعالا لضمان حماية البيئة، والتي لن تتحقق إلا بتكامل سلوك الفرد مع عناصر الطبيعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©