الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المغطى»يتحدى قسوة الطبيعة بـ 50 مليون درهم!

«المغطى»يتحدى قسوة الطبيعة بـ 50 مليون درهم!
31 أغسطس 2015 22:45
محمد حامد (دبي) لم تتردد الدول ذات الأجواء شديدة البرودة التي تداهمها العواصف الثلجية لفترات طويلة في تشييد الصالات والملاعب المغطاة، من أجل ممارسة كافة الألعاب والأنشطة الرياضية، وهو الأمر الذي كانت فوائده الكبيرة في سيطرة تلك الدول «خاصة الواقعة في شمال أوروبا وكندا وأميركا» على بعض اللعبات والتفوق فيها بصورة واضحة، نظراً لإتاحة الفرصة أمام الآلاف لممارسة نشاطهم الرياضي في أجواء مواتية، وكذلك تتيح تلك الملاعب للجماهير حضور المباريات بأعداد كبيرة دون معاناة من معضلة الأجواء غير مناسبة. والأمر على هذا النحو يؤكد أن محنة الطبيعة القاسية تتحول إلى منحة، حيث صناعة الأبطال بفضل كثافة الممارسة، وجذب الجماهير، والارتفاع بشعبية الألعاب المختلفة، مما يجعل جميع الأطراف تستفيد من «الملعب المغطى». وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية هي النموذج الأبرز في العالم فيما يتعلق بالاعتماد على الملاعب والصالت المغطاة، من أجل مقاومة الظروف الجوية القاسية سواء الباردة أو حتى شديدة الحرارة، حيث تتفاوت درجات الحرارة في أميركا بصورة واضحة على مدار العام، نظراً لاتساع المساحة، وتنوع المناخ، فقد كان لأميركا السبق في إبهار العالم بإقامة أول مباراة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم بملعب مغطى «سيلفر دوم»، وهي مباراة أميركا وسويسرا في مونديال 1994. «المغطاة» تصنع الأبطال وتجذب الجماهير مسمى عربي بالمصادفة «القبة» في أميركا ..و«ارينا» في ألمانيا دبي (الاتحاد) تشتهر الملاعب المغطاة في أميركا باسم «dome» أو «القبة» في لغتنا العربية، في إشارة إلى شكلها وتصميمها المعماري المميز من الخارج، ويستخدم الأميركيون هذا المسمى بدلاً من «صالة» أو «ملعب مغطى» أو غيرها من المسميات، وهو أمر يتشابه مع استخدام بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا مثلاً لكلمة «أرينا» للدلالة على اسم الملعب، ومن أشهر نماذجها «أليانز أرينا» معقل فريق بايرن ميونيخ. الاستخدام الأميركي لكلمة «قبة» في إشارة إلى الملعب المغطى، قد يكون مغرياً للدول العربية لاستخدام نفس المسمى، خاصة أن «القبة» تخص الثقافة العربية لأسباب تتعلق بالتاريخ والحاضر. تشيلسي يدفع 2.8 مليار درهم لبناء ملعب جديد الاستاد الكبير أكثر كلفة! دبي (الاتحاد) بالنظر إلى الفارق في الكلفة المالية بين الملاعب المغطاة الصغيرة، التي تصلح لممارسة كرة القدم وتتسع مدرجاتها لما بين 5 و10 آلاف متفرج، والملاعب الكبيرة المفتوحة، فإنه يمكن تشييد 6 ملاعب صغيرة تقريباً مقابل ما يتم إنفاقه لتشييد استاد جديد، فالملعب الصغير تبلغ كلفته من 15 إلى 20 مليون دولار، أي ما يتراوح بين 55 و73 مليون درهم.صحيفة «الميرور» اللندنية أشارت في تقرير لها نشرته الشهر الماضي إلى أن تكلفة تشييد تشيلسي لملعبه الجديد الذي لن يتم تغيير اسمه الحالي «ستامفورد بريدج» تصل إلى 500 مليون جنيه استرليني، وهو ما يفوق 2.8 مليار درهم.وبالعودة إلى كلفة إنشاء استاد الإمارات معقل فريق أرسنال فقد بلغت 390 مليون جنيه استرليني، وهي القيمة التي تصل إلى نحو نصف مليار استرليني بحسابات اليوم، حيث تم تشييد الملعب عام 2004، كما أن الأرقام تشير إلى أن كلفة تشييد «أليانز أرينا» بمدينة ميونيخ لا تقل عن 350 مليون يورو أي «390 مليون يورو». سوبيرير دوم نموذجاً دبي (الاتحاد) من بين النماذج الناجحة والشهيرة للملاعب المغطاة في أميركا ملعب «سوبيرير دوم» أو «قبة التفوق»، وهو مسمى يرتبط بالتفوق الرياضي، وقد تم إنشاء هذا الملعب في بداية التسعينيات، وتملكه جامعة ميشجان، وتتسع مدرجاته لـ8 آلاف متفرج.وبلغت كلفة إنشاء الملعب المشار إليه 20 مليون دولار، وهو معقل فريق نورثرن ميتشجان لكرة القدم الأميركية، وتقام عليه مباريات كرة القدم «سوكر»، والهوكي وغيرها من اللعبات، واللافت في الأمر أن مدرجات هذا الملعب «القبة» قابلة للتوسع لتستقبل ما يزيد على 15 ألف متفرج.وتنتشر في أميركا الكثير من الملاعب المغطاة التي لا تقل في تجهزاتها عن «سوبرير دوم» ومن بينها «داكوتا دوم» الذي لم تتجاوز كلفة تشييده 8 ملايين دولار، وتتسع مدرجاته لـ10 آلاف متفرج، وقد تم تشييده في نهاية حقبة السبعينيات، مما جعل كلفته أقل مقارنة بما يتم تشييده من ملاعب مغطاة الآن. ملعب صغير دبي (الاتحاد) بعيداً عن فكرة تشييد ملاعب كرة قدم مغطاة كبيرة الحجم تحاكي الملاعب المفتوحة والتي تتسع مدرجاتها لـ 50 ألف متفرج مثلاً، فإن أميركا بها الكثير من الملاعب المغطاة التي تتسع مدرجاتها لعدد من الجماهير يتراوح بين5 و10 آلاف متفرج، وهي منتشرة في الجامعات، والأندية الرياضية، وتصلح لإقامة مباريات كرة القدم التي نعرفها ويطلق عليها الأميركيون مسمى «سوكر»، كما تقام على نفس الملاعب مباريات كرة القدم الأميركية، خاصة أن هناك تقارباً في أبعاد ملاعب كرة القدم، وكرة القدم الأميركية.ويتم استغلال نفس الملاعب لإقامة مباريات السلة والطائرة وبعض مسابقات المضمار، والألعاب القتالية «النزال»، وغيرها من المباريات والمسابقات الرياضية الإحترافية، عن طريق تغيير أرضية الملعب، وكذلك التحكم في أبعاده وفقاً للنشاط الذي تتم ممارسته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©