الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بطلان دعاوى "الإخوان"

بطلان دعاوى "الإخوان"
25 أغسطس 2012
يقول راشد صالح العريمي: يرفع بعض أتباع تنظيم "الإخوان" السري الصوت عن المشاركة وتوسيع هوامشها والديمقراطية وتسريعها، وسوى ذلك من أقوال مرسلة يملأون بها شبكتهم العنكبوتية، وبياناتهم المدسوسة المستمدة، معنى ومبنى، من إملاءات أجنبية وولاءات خارجية! والحال أن هذه دعاوى حق يراد بها باطل. فالحق أن المشاركة قائمة، وماضية في مسارها على قدم وساق، والإمارات تسير بخطوات واثقة على خطى ومسارات التمكين. والباطل أن يكون "الإخوان" معنيين أصلاً بتطلعات المشاركة والديمقراطية، وهم تنظيم لئن كان سرياً في أجندته وأهدافه فإن أدبياته معروفة للقاصي والداني، ولم يعرف عنه يوماً تعلُّق بهذه ولا بتلك. بل إن أدبيات "الإخوان" المحنطة، المتخبطة إيديولوجياً في أوحال فتنة "الحاكمية"، لطالما وصفت الديمقراطية بالجاهلية، و"الشركية"، وقالت عنها ما لم يقل مالك في الخمر. وكذلك المشاركة بكل معانيها لا وجود لها أيضاً في أدبياتهم ولا في ممارساتهم، لأن الولاء والانتماء عند "الإخوان للجماعة والمرشد فقط لا غير، ولا مكان فيهما للوطن والشعب. ولم يعرف عن "الإخوان" من تقاليد المشاركة داخل تنظيمهم سوى "بيعة المقابر" الشهيرة! التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم حركة شمولية بكل المقاييس. وهذا ليس حكماً مجانياً عليهم وإنما تتوافر أدلته موثقة في كتبهم المنشورة ومواقفهم المشهورة. وإذا كان يحلو لبعض أتباع هذا التنظيم مغالطة الناس الآن، باللف والدوران، وإقحام شعبان في رمضان، فعليهم -على الأقل- ألا يغالطوا أنفسهم، وهم يهرفون بما لا يعرفون، ممثلين دور داعية الإصلاح الكاذب، وناشط المشاركة والديمقراطية الموهوم! فاشلون حقوقيون... اختلط عليهم مفهوم الليبرالية حسب د. سالم حميد، يبدو أن اللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان أو بعض المؤسسات الدولية الحقوقية أصبح موضة دارجة لدى البعض، وقد تخالهم يناقشون الأوضاع في أفغانستان أو ربما كوريا الشمالية أو حتى الصومال، لكن تتفاجأ حين تعلم أنهم إماراتيون ويتكلمون عن الإمارات، حيث يصفون الأوضاع فيها بأنها سيئة جداً وأن هناك عشرات المعتقلين دون سبب، وأن الوضع متدهور على صعيد حقوق الإنسان، لا بل تعتقد وأنت تسمعهم يصرحون إلى وسائل الإعلام أن هناك مصائب في بلدنا لا تنتهي! أبطال هذه التصريحات والمقابلات بالجملة والتقسيط، أحدهم قال لإحدى القنوات الإيرانية الناطقة بالعربية، إنه يرفض أن تكون التنمية بديلاً عن حقوق الإنسان، وهنا دعونا نتساءل: هل اعتراض الحقوقي الإماراتي هو على التنمية في الإمارات والتطور اللافت في بلدنا على جميع الأصعدة أم على حصول المواطن في الإمارات على حقوقه كاملة؟ ثم ماذا عن توفير كافة مستلزمات الحياة الكريمة المرفهة التي تليق به، والتي ربما لا يتمكن نظيره الغربي من الوصول إليها ولو جزئياً؟! والغريب هو أن هذا من يدعي النشاط الحقوقي صرح لوسيلة إعلامية إيرانية في بلد لا يعرف عن التنمية أو حقوق الإنسان شيئاً، لكنه حاضر دائماً للانتقاد والتهجم على بلاده! شخصيات كهذه ممن يستهدفون بلدهم الإمارات ويسعون إلى الخراب، لهم صولات وجولات في مجال الدعاية السلبية حول الدولة، وهم بأفعالهم يدمرون ما حققه الشعب منذ قيام الاتحاد، حيث يقومون أيضاً بأدوار المحللين السياسيين والمتنبئين، وآخر التقليعات في توقعاتهم لما سيحدث للمعتقلين ممن اتهمتهم الحكومة بالخيانة والتواصل مع الخارج، والعمل على زعزعة الأمن الوطني، أن أحدهم توقع أن يتنحى القاضي المعين، وفصل فصول ما يحدث مع المعتقلين في محاولة منه للتأثير على رأي القضاة في محاكمة المجموعة التي خانت بلدها وارتهنت للخارج وفضلت العمل لصالح منظمات خارج بلدها، كما هدفت إلى التأثير على الرأي العام من خلال محاولة رخيصة لن تجدي نفعاً. خطورة الطائفية توصل د. شملان يوسف العيسى إلى استنتاج مفاده أن الأحداث الدموية في سوريا، أثارت وتيرة الطائفية في الوطن العربي ككل، فقد اندلعت الحرب في طرابلس بشمال لبنان بين منطقتي باب التبانة ذات الأغلبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية. وقبلها قامت عشيرة آل المقداد بخطف عمال سوريين بحجة أنهم من "الجيش الحر" مقابل اللبناني المخطوف في سوريا لدى "الجيش الحر"، والذي نفى هذا الادعاء. هكذا تحول لبنان، البلد الديمقراطي التعددي الحر الآمن، إلى وكر للإرهابيين والطائفيين بسبب حروب الوكالة وفساد السياسيين في لبنان. وفي العراق، حذّر السياسيون في رسائل العيد من خطر الفتنة الداخلية والإقليمية، حيث تحولت دعوة رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى لقاء المتخاصمين إلى ما يشبه الفرصة الأخيرة، لتحقيق توافق صعب المنال، وقد حذر زعيم "المجلس الأعلى" عمار الحكيم، من خطر الأيام المقبلة وسط أجواء من القلق حول الصراع الداخلي وتأثره بالتطورات الإقليمية. رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي صرح بأن ما يجري في عمقنا العربي الإسلامي اليوم، يستدعي التوقف والانتباه والحذر من التقسيم والتفتيت والاحتراب المذهبي والعرقي. وشهدت البحرين عدة أعمال شغب بإشعال الحرائق وقذف قنابل المولوتوف، وتم اعتقال مجموعات شبابية تقوم بأعمال الشغب ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية. وفي الكويت تبادل نواب الإسلام السياسي من السنة والشيعة تهم الخيانة وعدم الولاء والشحن الطائفي، الهدف منها سياسي، وهو حشد الأنصار الموالين من السنة والشيعة للانتخابات القادمة. "عدم الانحياز”...حركة خفت بريقها يتبنى د. عبدالله المدني، قناعة مفادها أن حركة عدم الانحياز ظهرت في زمن مختلف عما نعيشه اليوم لخدمة أهداف وقضايا محددة. وكان بروزها وانطلاقها وجماهيريتها مرتبطاً أساساً بكاريزما آبائها المؤسسين وتاريخهم الوطني من أمثال عبدالناصر في مصر، ونهرو في الهند، وتيتو في يوغسلافيا، وسوكارنو في إندونيسيا، وكوامي نكروما في غانا، لكن لا تلك القضايا حاضرة ولا أولئك الرموز موجودون على قيد الحياة اليوم. كما أن الحركة لا زالت، كما كانت يوم تدشينها، تفتقد آليات تحقيق المهمة المحورية التي جندت لها نفسها وهي السلام والتعايش السلمي بين الأمم. لغة تقتل الإبداع يقول د. خليفة علي السويدي إن اللغة وسيلة للخطاب والحوار وفق منظومة محددة جغرافياً كما كان هو العالم قديماً، إلا أن العالم اليوم به لغات سادت وتحكمت وتحولت من لغات للحوار إلى طريقة للتفكير والتبادل المعرفي، قد لا يتخيل الإنسان أن اللغة تعدت وسيلة الخطاب إلى أن تكون لغة تفكير. من يحلم منكم بلغة غير لغته القومية، فهو يفكر بعقل غير عقله، وهنا سؤال يطرح نفسه، إن فكرت بلغة غير لغتي الأصلية، هل سأصبح مثل الناطق الأصلي لتلك اللغة في جودة تفكيره؟ الجواب على هذا السؤال يمثل طرحاً فكرياً متقدماً، تختلف التصورات في تحليله وتفسيره، ومن ثم الإجابة عليه، لكن الجواب المقنع وما يجلي الغبار والشك عن هذا السؤال سؤال آخر يختصر المسافات العقلية في التفكير ويريح الإنسان من وعثاء شغل جانب من عقله المزدحم، يقول هذا التحدي: هل هناك أمة أبدعت بغير لغتها؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©