الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلومات استخبارية عن الضربة الكيماوية

معلومات استخبارية عن الضربة الكيماوية
2 سبتمبر 2013 22:23
تردد أن وكالات الاستخبارات الأميركية كانت لديها، قبل ثلاثة أيام على الضربة، مؤشرات على أن النظام السوري كان يستعد لشن الهجوم الكيماوي المميت الذي قتل أكثر من ألف شخص وعبَّد الطريق لضربة عسكرية أميركية ممكنة ضد سوريا. الكشف عن هذه المعلومات -في إطار إيجاز استخباري أميركي أكبر حول الأسلحة الكيماوية السورية- يثير كل أنواع الأسئلة المزعجة بالنسبة للحكومة الأميركية، وفي مقدمتها: ما الذي قامت به لإخبار المعارضة السورية بالهجوم الوشيك؟ وفي اتصال مع الصحفيين، بعد ظهر الجمعة، لم يوضح مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية ما إن كانت هذه المعلومة قد جرى تقاسمها مع مجموعات الثوار قبل وقوع الهجوم أم لا. كما رفضت أيضاً متحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على ما إن كانت هذه المعلومة قد جرى تقاسمها. غير أن بعض أعضاء المعارضة السورية على الأقل وجهوا انتقادات للحكومة الأميركية، لأنها لم تفعل شيئاً من أجل تجنب أسوأ هجوم كيماوي يقع منذ ربع قرن. وفي هذا الإطار، يتساءل دلشاد عثمان، وهو ناشط سوري وخبير في أمن الاتصالات انتقل إلى الولايات المتحدة مؤخراً: «إذا كنتم تعرفون، فلماذا لم تقوموا بأي شيء؟». وأضاف يقول إنه لا أحد من معارفه كان لديه تحذير مسبق بشأن الهجوم بواسطة غاز الأعصاب -على رغم أن مثل هذا الهجوم كان يمثل دائماً مصدر خوف مستمر. ومن جانبها، قالت رزان زيتونة، وهي ناشطة من المعارضة في دوما، التي كانت واحدة من البلدات التي استُهدفت في هجوم الحادي والعشرين من أغسطس، إنه لم يكن لديها أي مؤشر مبكر على هجوم كيماوي كبير. وقالت لمجلة «فورين بوليسي» في رسالة فورية: «حتى في اللحظة (التي وقع فيها الهجوم)، كنا نعتقد أنه محدود وغير قوي، كما جرت العادة». ولم يتغير ذلك إلا عندما «بدأنا نسمع عن عدد الإصابات». وأضافت زيتونة: «إنه أمر لا يصدق كونهم لم يقوموا بأي شيء لتحذير الناس، أو لمحاولة منع النظام من ارتكاب هذه الجريمة». واليوم، باتت أجهزة الاستخبارات الأميركية شبه واثقة من أن النظام السوري قام باستعمال أسلحة كيماوية ضد الثوار والمدنيين في ضواحي دمشق قبل ثلاثة عشر يوماً، ويعزى جزء من تلك الثقة إلى مؤشرات على وجود استعدادات متقدمة من قبل الجيش لشن هجوم. وفي هذا السياق، قال تقرير استخباري أميركي أفرجت عنه إدارة أوباما يوم الجمعة: «خلال الثلاثة أيام التي سبقت الهجوم، قمنا بجمع معلومات استخبارية بشرية وأخرى من خلال الأقمار الصناعية والاتصالات تكشف عن أنشطة للنظام توصلنا بعد تحليلها إلى أنها تتعلق باستعدادات لهجوم بواسطة الأسلحة الكيماوية». و«تشير مجموعات متعددة من المعلومات الاستخبارية إلى أن النظام نفذ هجوماً بالقذائف والمدفعية على ضواحي دمشق خلال الساعات الأولى من يوم الحادي والعشرين من أغسطس»، يضيف التقرير. كما رصدت الأقمار الصناعية حقيقة أن الأسلحة أُطلقت من أراض يسيطر عليها النظام، واستهدفت أحياءً متنازعاً عليها أو خاضعة لسيطرة الثوار. وقد استند التقييم الاستخباري إلى «مجموعة مهمة من المعلومات»، ومن ذلك صور الأقمار الصناعية، واتصالات تم اعتراضها، وتقارير وسائل الاتصال الاجتماعي من موقع الهجوم. ويقول التقرير: «إن تقييمنا الواثق جداً هو أقوى موقف يمكن للأجهزة الاستخبارية الأميركية الحصول عليه دون درجة اليقين»، مضيفاً «إننا سنستمر في البحث عن معلومات إضافية لسد الثغرات في فهمنا لما حدث». يشار هنا إلى أنه كانت ثمة تقارير حول هجمات كيماوية قبل هجوم الحادي والعشرين من أغسطس في دمشق. ولكنها وفرت مجموعة كبيرة من المعلومات الاستخبارية الجديدة التي التقطتها وكالات التجسس الأميركية وساعدت على بناء وشرح الموقف الأميركي الداعي إلى تجريم الحكومة السورية. ومن خلال إفراجها عن التقرير الاستخباري، سعت إدارة أوباما إلى طمأنة الأميركيين بأن خلاصاتها مبنية على عدة مصادر يمكن التحقق منها، ومن ذلك روايات الجمهور، وأن أجهزة الاستخبارات لم تكرر أخطاء 2003 عندما أعلنت خطأ أن العراق يمتلك أسلحة كيماوية. وفي هذا السياق، قال كيري: «إننا لن نكرر تلك اللحظة»، مشدداً على أن المعلومات الاستخبارية بشأن الهجمات السورية كانت موضوع تدقيق ومراجعة. وإضافة إلى المعلومات الاستخبارية الأميركية المستقاة عبر الأقمار الصناعية والاتصالات، يعتمد التقرير أيضاً على «الآلاف من تقارير وسائل التواصل الاجتماعي» خلال الساعات التي تلت الهجوم، لافتاً إلى أنها أُرسلت من «12 موقعاً مختلفاً على الأقل في منطقة دمشق». وقد أشار كيري إلى حجم التقارير أيضاً إذ قال: بعد تسعين دقيقة على الهجوم، «ظهر كل الجحيم على وسائل التواصل الاجتماعي»، مشيراً إلى أن التقارير نقلت صور ومقاطع فيديو لضحايا الهجوم، وأظهرت بعضهم مصابين بالدوار والارتعاش اللإرادي وقد علت أفواههم رغوة، أو وهم موتى. وأكد التقرير أن الاستخبارات الأميركية «حددت مئة مقطع فيديو منسوبة إلى الهجوم، يُظهر الكثير منها أعداداً كبيرة من الجثث التي تبدي علامات جسدية تتوافق مع أعراض التعرض لغاز أعصاب، ولكنها لا تقتصر عليها». وقد اعترف مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية بأنهم لم يحصلوا بعد على عينات ترابية من موقع الهجوم لاختبارها بحثاً عن دليل على وجود مواد كيماوية. ويشير التقرير الاستخباري أيضاً إلى دافع ممكن للهجوم إذ يقول: «لقد وجدنا بعد تقييماتنا أن النظام السوري سبق أن استعمل أسلحة كيماوية خلال العام الماضي من أجل السيطرة على أراض أو كسر حالة جمود في مناطق سبق له أن وجد صعوبة في الاستيلاء عليها، وللحفاظ على أراض مهمة استراتيجياً. وفي هذا الصدد، فإننا ما زلنا نجد أن النظام السوري ينظر إلى الأسلحة الكيماوية باعتبارها واحدة من بين أدوات كثيرة في جعبته، إلى جانب القوة الجوية والصواريخ الباليستية، التي يستعملها دون تمييز ضد المعارضة». شاين هاريس واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©