الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب... شريك سياسي

2 سبتمبر 2013 22:23
كشف استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن غالبية الشباب في مصر وتونس وليبيا واليمن يشعرون بالحرمان من العملية السياسية الجارية في بلادهم. ووجدت الدراسة أن معظم الـ 8045 شخصاً الذين شملهم الاستطلاع من النساء والرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 17- 31 سنة، لا يعتقدون أن البرلمانات المنتخبة مؤخراً تمثلهم بطريقة جيدة. وأشعر كمغربي شاب بنفس الإحساس، مما يدلّ على أن العرب يوحّدهم القاسم المشترك نفسه، ألا وهو انعدام الثقة في برلماناتهم. ولذا فإننا اليوم بحاجة إلى آلية لجمع السياسيين والشباب الناشط معاً لبناء مجتمع متكامل مبني على مشاركة الجميع الكاملة في صنع القرار، والانتقال إلى ما وراء التوترات والتدافعات الحالية. لقد بدأ في السنوات العشر الأخيرة حراك كبير من الشباب في العالم العربي في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، رأى فيه بعضهم أنه قادر على تحقيق تغيير إيجابي في مجتمعه وبلده. وخرج الشباب إلى الشارع في مظاهرات سلمية نادت بالتغيير الأمر الذي سرّع وتيرة التغيير الفعلي. ففي المغرب على سبيل المثال، أدى الحراك الشعبي إلى تلبية المؤسسة الملكية لجزء كبير من مطالب الشارع، وتسليم السلطة إلى رئيس الحكومة ونقاش عام واسع حول الدستور الجديد، واستفتاء وطني عليه. ولكن بعد هذه الإصلاحات بفترة وجيزة شعر الشباب بأنهم أُخرجوا من الدائرة السياسية ولم يتم تمثيلهم في البرلمان. مما أدى إلى فقدان الثقة لدى الشباب بالعملية السياسة وببعض السياسيين، وجعل شباب الحراك يعيش بإحساس من المرارة والتذمر واليأس، مما يؤدي إلى تأزم أكثر بين علاقة النشطاء وحكومتهم وسياسييهم. والشباب اليوم على استعداد للانخراط في السياسة، وقد أثبتوا ذلك فعلاً. ولذا أوجدت مجموعة من الشباب في عام 2011 على سبيل المثال حركة للشباب في المغرب، كنت جزءاً منها. وتؤمن الجماعة بأن الاختلافات في الرأي تقع أحياناً في صلب العمل من أجل تقدّم المجتمع. وأوجدت هذه الحركة العديد من مجمعات الحوار بين الشباب المطالب بالتجديد، والشباب الداعم للنظام الملكي، حيث إن الجميع يريد الازدهار لبلده، والسلام والاحترام لكافة مكوّنات المجتمع. وتظهر هذه النقاشات أن الشباب له نفس المُثل الأساسية الرامية للعمل من أجل صالح بلده، وهو بذلك يشكّل شريكاً للسياسيين في المساعي الهادفة إلى حل المشاكل الحقيقية. ويحتاج الشباب والسياسيون اليوم إلى الوقوف معاً للتفكير في السبيل الأفضل الذي ينبغي أن يتخذه الوطن لتجنب التوترات الاجتماعية الناتجة عن انعدام الثقة بين السياسيين التقليديين وجيل طموح من الشباب له مطالب شرعية في المشاركة في صنع القرار في العالم العربي. كما أثبت الشباب أيضاً أن باستطاعتهم التأثير على تغيير وتطوير مجتمعاتهم المحلية. وفي الفترة من عام 1999- 2011، أوجدت جماعة من الطلبة كنت عضواً فيها جمعية اسمها «الحياة الجديدة» في قرية صغيرة مهمّشة اسمها «تفلت» في شمال المغرب. وقد نظم الشباب دورة في الحاسوب للناشئين الأصغر سناً، وشكلوا فرقاً رياضية بين شباب القرية، وأشرفوا على تنظيم عملية تبادل ثقافية عالمية، ضمن نشاطات أخرى. وتظهر هذه الأمثلة أن الشباب يمكن أن يكون شريكاً للسياسيين في حلّ المشاكل اليومية الحقيقية. وحتى يتسنى لنا الانتقال إلى ما وراء حالة انعدام الثقة الحالية، نحن بحاجة إلى آلية تجمع السياسيين والفاعلين الشباب حول أرضية مشتركة، لمناقشة أنجع السبل لبناء مجتمع متكامل مبني على مشاركة الجميع في الإدارة والتسيير والقرار. ويشكل الشباب دون شك قاعدة لبناء أي أساس صلب للمجتمع. ويخلق بناء قاعدة تشاركية صلبة مجتمعاً منيعاً وقوياً ينظر إلى المستقبل بثقة، ويقف على أرضية صلبة. نوفل الحمومي ناشط مغربي في المجتمع المدني ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©