بيروت - ''الاتحاد''، وكالات الانباء :اغتيل وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل عصر أمس، بعد استهداف موكبه بالرصاص في منطقة الجديدة مدخل بيروت الشمالي، فيما كان يقوم بواجب عزاء''· وافادت مصادر أمنية وطبية بان الجميل الابن اصيب اصابة قاتلة في رأسه برصاص الجناة وفارق الحياة على الفور·
واكدت المصادر الامنية أن مسلحين في سيارة صدما سيارة الوزير الجميل مع مرافقيه، ونزلا من سيارتهما واطلق احدهما النار من مسدس كاتم للصوت مباشرة عليه، فأصيب بالرأس إصابة قاتلة· بينما قتل أحد مرافقيه بالحادث ويدعى سمير شرتوني·
وقال مساعد مقرب من الوزير القتيل إن الجميل كان يدلف إلى سيارته عندما أطلق عليه النار من سيارة أو سيارتين مسرعتين· وتمكن قائد سيارة الوزير اللبناني أن يدفع جسد الجميل المصاب إلى داخل السيارة قبل أن يتوجه بها إلى مستشفى مار يوسف بمنطقة الدورة· وقالت مصادر طبية إن شخصين آخرين أصيبا جراء الهجوم· ولاذ المهاجمون الذين لم تعرف هويتهم بالفرار·
وطغى الحادث على ما عداه من تطورات واحداث في لبنان، حيث خرج انصاره في ''حزب الكتائب'' الذي يتولى والده الرئيس أمين الجميل رئاسة قيادته العليا، في تظاهرات غاضبة اتجهت الى القصر الجمهوري في بعبدا على اعتبار أن الرئيس أميل لحود لا يزال حامياً لبقايا النظام الامني الذي يعود تاريخه إلى الحقبة السورية في لبنان·
وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى المستشفى بينما تجمع مئات من أعضاء حزب الكتائب الغاضبين على باب غرفة الطوارئ التي سجى فيها الجثمان· كما تجمعت حشود حول منزل عائلة الجميل في شرق بيروت ذي الغالبية المسيحية مرددين هتافات تقول '' ليحفظ الله لبنان''·
وقال مساعد مقرب لسعد الحريري إن عمليات الاغتيال تلك تستهدف إسقاط الحكومة بالقوة مشيرا إلى أن ستة من الوزراء استقالوا من الحكومة وقتل سابع '' إنهم في حاجة لوزير آخر'' حتى تعد الحكومة على الفور فاقدة للشرعية الدستورية·
وبعد إعلان مقتل الجميل انزل شبان في ساحة ساسين في منطقة الاشرفية المسيحية في بيروت صورة ضخمة للنائب ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وحليف حزب الله وقوى 8 اذار المقربة من سوريا، كانت مرفوعة فوق الطريق وقاموا بإحراقها وسط هتافات الاستنكار لمواقف النائب عون وتحالفاته· كما قام متظاهرون باحراق صورة مماثلة قرب جامعة الحكمة في منطقة الاشرفية نفسها·وتشهد بيروت انتشارا امنيا واسعا ودوريات ثابتة وجوالة لقوى الجيش والامن الداخلي·
وفي بلدة بكفيا شمال شرق بيروت مسقط رأس بيار الجميل تجمع نحو 200 محازب أمام مقر حزب الكتائب الذي اسسه جد بيار الجميل وحطموا ثلاث سيارات تعود لعناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي الموالي لسوريا وقطعوا بها الطريق العامة· وتمكنت القوى الامنية لاحقا من فتح الطريق وانتشرت بكثافة في المنطقة·
كما قطع متظاهرون بالاطارات المشتعلة الطريق الدولية التي تربط بيروت بشمال لبنان عند مدينة جبيل· وقطعت محطات التلفزة اللبنانية برامجها الاعتيادية وبدأت بث الموسيقى الكلاسيكية حدادا·
وفي حادث امني آخر وبعد ساعات من اغتيال الجميل اطلق مجهولون النار على مكتب وزير الشؤون البرلمانية اللبناني ميشال فرعون المناهض لسوريا في حي الاشرفية في بيروت ·
وجاء في بيان لمكتب الوزير ان ''مكتب الوزير في الاشرفية تعرض لاطلاق نار من سيارة سوزوكي بيضاء لاذت بالفرار''·
واضاف البيان أن ''قوات الامن اغلقت المنطقة وهي تبحث عن الفاعلين''· وينتمي النائب فرعون وهو مسيحي كاثوليكي الى الغالبية البرلمانية المناهضة لسوريا·
الى ذلك اعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام حدادا على اغتيال الوزير الجميل اعتبارا من اليوم الاربعاء ·
عدد اليوم
